أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شركات إنترنت خاصة وشبكات "واي فاي" تغطي المناطق المحررة

تجد هذه الأطباق في كل بلدة وقرية تقريبا - زمان الوصل

لا يختلف اثنان على أن السلاح الأكثر فعالية في الثورة السورية، هو "الإنترنت" فمنذ أن صدحت أولى شعارات الحرية عام 2011 وهو يوجع نظام الأسد أكثر من المدافع والصواريخ، فعبر أليافه الضوئية وصلت صور المظاهرات لوسائل الإعلام، وعرف العالم مدى فظاعة الجرائم والمجازر التي يرتكبها النظام بحق الشعب الثائر.

وبسبب الخدمات الكبرى للإنترنت، عمل نظام الأسد على حجب الشبكات أحيانا وتخفيض قوة البث أحيانا أخرى، لذلك سعى الثوار والناشطون لتأمين بدائل عن تلك التي يتحكم فيها النظام وأزلامه، فكانت لهم شبكات دول الجوار في البداية إلى أن تطورت وأصبحت تخدم مناطق واسعة عبر شركات خاصة تقدم الخدمة للمدنيين مقابل عائد من المال.

الإعلامي "محمد السلامات" اعتبر أن الإنترنت الخاص الأردني مريح نفسيا للسوريين الذين يعيشون في المناطق المحررة، لأن وسائل الاتصال التابعة للأسد، خاضعة جميعها للرقابة، وحتى ولو أن المناطق محررة ولا تستطيع أجهزة الأمن دخولها، إلا أن المدنيين نفروا منها ويفضلون عليها الشبكات الأردنية ولو كانت أغلى تكلفة.

وأوضح بأن هذه الشبكات "ساعدته بشكل كبير في عمله الإعلامي أثناء توثيق حالات القصف ونقل المعارك، فهي توفر كثيرا من الوقت والمال، مقارنة مع الإنترنت الفضائي الذي استخدم لفترات طويلة".

وبحسب رأيه فإن الحاجة للإنترنت في المناطق المحررة تفوق الحاجة للماء والغذاء، فغالبية السوريين لديهم إخوة منتشرون في بقاع العالم، وهم بين الحين والآخر مجبرون بالتواصل مع ذويهم، خصوصا بعد حالات القصف والمعارك، لافتا إلى أن مدينته (الحراك 25 ألف نسمة) يوجد فيها خمس شركات إنترنت.

"هاني الحريري" صاحب إحدى شركات الإنترنت الخاص، أوضح بأن هذه الخدمة ليست حصرية للمناطق القريبة من الحدود الأردنية، مؤكدا أنها تصل إلى عمق منطقة "اللجاة" شمال محافظة درعا.

وشدد على أن الأسعار مقبولة جدا وتناسب المدنيين، وهذا يتضح من خلال الاستهلال اليومي والشهري والإقبال الكبير بهدف للاشتراك، مشيرا إلى أنه يتم توزيع حزم الإنترنت للمشترك كلا حسب حاجته، وقد وصلت الخدمة للمنازل والمكاتب والمحال التجارية وحتى للإدارات والمجالس المحلية لتساعدهم في تسهيل أعمالهم.

وقال لـ"زمان الوصل" إن "الشبكات قوية وتخدم المواطنين بشكل كامل في احتياجاتهم العملية أو الخاصة من خلال التواصل مع ذويهم في المهجر ودول الجوار" مضيفا: "بحكم الخبرة التي تم اكتسابها من خلال العمل، استطعنا أن نتغلب على محدودية النقل بجغرافية محددة ونقلها لمناطق أبعد لنؤمن للمدنيين الإنترنت لتلبية احتياجاتهم".

وألمح "الحريري" إلى أن هذه المشاريع أو الشبكات تعاني في بعض الأحيان من الضعف بسبب النقل العوامل الجوية وغيرها، ولكن دائما ما يكون فريق الصيانة متابع للمشروع لعدم التأخر في حل هذه المشاكل.

الإعلامي "سامر المقداد" قال إنه "يتم وضع مستقبلات تقوية في مناطق (تل شهاب أو نصيب أو الحرة) لقربها من الحدود الأردنية، تبث الإنترنت إلى المناطق الأكثر عمقا داخل الحدود، مثل "نوى أو بصرى الشام أو داعل"، والتي تلتقط الشبكات أيضا عن طريق مستقبل رئيسي وأبراج تغطية تسمى (NANO) وهي التي تقوم ببث الـ"واي فاي".

وأضاف "المقداد" الذي عمل مع إحدى شركات الإنترنت لـ"زمان الوصل" إن الأسعار تتغير بالنسبة للاشتراك أو الشراء المباشر، فتكلفة الاشتراك لـ(12 جيجا نحو 40 دولارا)، فيما تتضاعف من دون اشتراك.

وختم بالقول: "شركتا (سيرتيل وMTN) عادت للعمل في المناطق المحررة منذ أكثر من عام، ويتم بيع بطاقات في السوق (150 ميجا بـ500 ليرة سورية، 400 ميجا تباع بألف ليرة، 1000 ميجا ثمنها 2000 ليرة سورية). يتم إعادة الشبكات المحلية شيئا فشيئا، سابقا لم يكن يوجد شبكات لأن النظام تعمد قطعها بالإضافة إلى أن الأبراج دمرت بسبب القصف أو السرقة".

محمد الحمادي - زمان الوصل
(324)    هل أعجبتك المقالة (395)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي