علمت "زمان الوصل" من مصادرها عن تورط إيراني مكشوف في تجنيد مرتزقة من المنطقة الشرقية كانوا سابقا عناصر في تنظيم "الدولة"، بل وتسليمهم مفاصل حساسة تتيح للطرف الإيراني أن يتواصل مع قياديين للتنظيم في تلك المنطقة في مختلف الأمور، بدءا من تجارة النفط وانتهاء بمرور الأرتال.
حدة الشكوى من فساد وتورط الجانب الإيراني، ممثلا بمستشاري جهاز المخابرات (اطلاعات)، ارتفعت في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، لاسيما مع استعادة التنظيم زمام المبادرة والهجوم في عدة مواقع من المنطقة الشرقية، حيث خسر النظام كثيرا من جنوده ومرتزقته في معارك، بدت لمن يخدم في تلك المناطق من عساكر النظام أشبه بالصفقات، التي يجني فيها الإيرانيون المكاسب مقابل تقديم مزيد من رؤوس جنود النظام للتنظيم.
وبالتزامن مع ذلك كله، فإن "الأصدقاء" أو "الحجاج" كما يسمون لدى النظام، باتوا يمارسون مزيدا من سياسة القهر والإذلال المتعمد لعساكر النظام، معتمدين على مرتزقة "التسويات" (نسبة غير قليلة منهم كانوا في التنظيم أو مناصرين له)، فضلا عن المرتزقة الأصليين الذين يخدمون في مليشيات محلية (تحتفظ الجريدة بمسميات بعضها).
وتقوم الخطة الإيرانية في ذلك على نفس خطط النظام المعروفة، عبر تجنيد "جواسيس" من عساكر النظام على العساكر أنفسهم، مقابل منح هؤلاء الجواسيس و"العواينية" مكافآت وامتيازات.
شعور جنود النظام في المنطقة الشرقية بمزيد من الضغوط ومحاولات الإذلال والتمييز الإيرانية، يبدو وكأنه يزداد طردا مع شعور طهران بأن بشار ينوي بالفعل "التنكر" لما قدمته من دعم عسكري وبشري ومالي في سبيل منع سقوطه، استنادا على إغراءات وإملاءات تلقاها من عواصم مختلفة (موسكو، واشنطن، تل أبيب...)، تلوح له بجزرة البقاء على الكرسي مع سيل من الأموال تحت ستار "إعادة الإعمار" مقابل الابتعاد عن إيران والمساعدة بكل عمل يؤدي إلى طردها من سوريا، بينما ترفع في وجهه باليد الأخرى عصا التأديب والسقوط، إن هو تمنع عن ذلك.
ويقول أشخاص من المنطقة الشرقية إن ظاهرة الارتزاق بمعناها الحرفي برزت أكثر في هذه المنطقة، لكثرة ما تعاقب عليها (نظام، جيش حر، كتائب إسلامية، التنظيم، قوات سوريا الديمقراطية وتوابعها...)، حيث وُجدت على الدوام فئة مستعدة لأن تصبح مع النظام وتمسي مع التنظيم، أو تحمل البندقية اليوم مع "سوريا الديمقراطية" وغدا مع مليشيات إيران... وهكذا، وهذه الفئة في الواقع هي "الخميرة" التي اعتمدت عليها مختلف الأطراف في مرحلة من المراحل، رغم علم تلك الأطراف بسرعة تبدل "ولائهم" وتبديل وجهة بندقيتهم، فكل طرف كان يستجلب هؤلاء فور بسط سيطرته ليكونوا عونه و"دليله" على المنطقة وأهلها، والأهم على أي عنصر كان يوما ما "زميلا" لهم في ذلك التشكيل أو تلك المليشيا!
وتلخص المصادر مؤكدة استفحال التغول الإيراني في المنطقة الشرقية، وارتفاع حدته كلما ارتفعت أسهم الحديث عن وجوب طرد طهران من سوريا، حيث يندفع "الحجاج" لممارسة سطوتهم وساديتهم على جنود النظام أكثر م قبل، ويصرون على استخدام عناصر "التسويات" الذين كان قسم منهم يخدم في التنظيم، ليكونوا أداة هذا الإذلال وسوطه، إمعانا في الانتقام والتحقير.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية