أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عمر شمة" مع شقيقه وابنه ضحايا جدد للمسلخ البشري في "صيدنايا"

الشيخ "عمر شمة" في الكادر وشقيقه عمار - أدناه صورة علي

لم يكن الشيخ "عمر شمة" خطيب وإمام جامع "التوحيد" في مدينة "السلمية" وابنه الوحيد علي ذو السنوات الـ17 وشقيقه عمار يحملون أي ميول سياسية أو لديهم أجندة سرية، ولم يكونوا جزءاً من صفقة أو مؤامرة بل أشخاصاً عاديين تحولوا فجأة إلى ضحايا وجثث هامدة بعد أن قتلتهم أجهزة النظام مثل آلاف الضحايا الأبرياء الذين قتلوا تحت التعذيب في أقبية الموت ولم تُسلّم جثثهم لذويهم.
ونعى ناشطون منذ أيام استشهاد الشيخ "عمر" وابنه الشاب "علي" اللذين قضيا تباعاً خلال يومين ليلحق بهما "عمار شمة" بفارق سنة ونصف.

وروى صديق للعائلة فضّل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن الضحية "عمر شمة" وهو خريج معهد صناعي كان يعمل مؤذناً في جامع "التوحيد" بمدينته ثم دخل بعدها مجال الخطابة والإمامة، وكان يدير فوج "الإسراء للحج والعمرة" في "السلمية"، وعمل في مساعدة النازحين بعد اندلاع الثورة وبتاريخ 30/ 07 / 2011 اعتقل ابنه الوحيد علي الذي كان يدرس الصف العاشر في الثانوية الشرعية بمدينة حماة.

وتابع محدثنا أن علياً كان كعشرات الآلاف من أهالي "السلمية" يخرج في المظاهرات التي تنادي بالحرية والكرامة في عام 2011، فاعتقل بالقرب من مسجد "التوحيد" الذي يخطب فيه والده بسيارة تكسي "كيا" كانت -حسب شهود- تقل ثلاثة أشخاص معهم الشبيح "حسام فهد" مندوب المخابرات الجوية من حمص لتنفيذ الاعتقالات في "السلمية". 


بعد فترة من اعتقال "علي" استُدعي والده إلى دمشق من قبل "محمد ناصيف" أحد أزلام النظام الذي بدأ يفاوضه على الإفراج عن ابنه وتسليمه منصباً مرموقاً مقابل تسليم مطلوبين للنظام في "حماة" و"السلمية"، لأن الشيخ "عمر" –حسب محدثنا- كان محبوباً وموثوقاً من الأهالي، وذا سمعة جيدة في المدينتين.

وأردف المصدر أن هذه المفاوضات جرت لأكثر من مرة وفي المرة هدده الضابط الأسدي بعرض ابنه علي على تلفزيون النظام كـ"إرهابي"، فكان رد الشيخ بالرفض محتسباً ابنه من الشهداء عند الله، وبعد أيام ظهر الشاب علي على التلفزيون واعترف بتحريضه على الثورة وتسريب مقاطع فيديو للمظاهرات على القنوا ت الفضائية العربية كعادة النظام في فبركة الاتهامات، متهماً والده -تحت التعذيب والضغط- بتلقي أموال من الخارج.

وفي اليوم التالي -كما يقول محدثنا- تم اعتقال الشيخ "عمر" مواليد 1965 من منزله من قبل المخابرات الجوية وعدد من عناصر الشبيحة، حيث اقتيد إلى مطار حماة العسكري بداية قبل أن يُنقل إلى مطار "المزة" العسكري ومن ثم سجن "صيدنايا" الذي وصفته تقارير حقوقية بـ"المسلخ البشري" لهول ما يحدث فيه من قتل تحت التعذيب بحق المعتقلين.

وأردف المصدر أن مخابرات النظام عادت بعد أسبوع لتعتقل عمار شقيق الشيخ "عمر" الذي كان يملك محل غذائيات في "السلمية"، وبعد ساعات قليلة من اعتقاله عادوا لمصادرة أموال كان قد أودعها بعض من ينوون الحج لديه.

وبعد فترة تمكنت عائلة المعتقلين من زيارة الشيخ "عمر" وشقيقه "عمار" ولم يُسمح لهم بزيارة ابنهم "علي"، وتم تبليغهم من قبل الشرطة العسكرية بعد سنوات بمراجعة النفوس ليفاجؤوا باستشهاد الشيخ "عمر" وابنه "علي" وشقيقه "عمار" في سجن "صيدنايا" بفارق سنة ونصف بينهم، وتأكدوا من الخبر لدى الشرطة العسكرية بدمشق دون أن يتم تسليمهم الجثامين كعادة النظام في إخفاء جرائمه. وكشف محدثنا أن "عمار" تم تعذيبه حتى الموت، بينما نُفّذ حكم الإعدام الميداني داخل السجن بحق الشيخ "عمر" وابنه "علي" دون محاكمة.

بدوره روى المعتقل السابق "محمد الفقير" أنه التقى الشهيد "علي شمة" في مشفى (601) العسكري بدمشق، حيث مكث هناك لمدة تتجاوز 7 أشهر وكان -كما يقول الفقير- شاهداً على كل جرائم المشفى كونه كان طوال الوقت في السخرة.

وكشف المصدر أن الشاب "علي" أعلمه أنه لن يخرج حياً لأنه عرف كل حكاية المشفى وحكايا مجرميه وشهدائه.

وأردف أنه كان يُجبر على صفع المعتقلين الآخرين من قبل السجانين، وكان يتحيّن الفرصة للعودة بعد خروجهم وتقبيل أيادي رفاقه المعتقلين ورؤوسهم اعتذاراً منهم، وأردف "الفقير" أن الشاب "علي" حاول تمرير الكثير من الدواء والغذاء لرفاقه المعتقلين.

فارس الرفاعي -زمان الوصل
(236)    هل أعجبتك المقالة (234)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي