هذه المرة أيضاً تسقط كذبة نظام الأسد الممانع الذي استولى على ثروات سورية باسم تحقيق التوازن مع العدو الصهيوني، وتحت راية العروبة وشعارات القومجية التي أوصلت البلاد إلى الهلاك ثم انقلابه عليها جميعاً الآن، والتحاقه بالمد الفارسي.
الليلة المقاومة التي تغنى بها أتباع النظام -بالرغم من الذعر الكبير الذي أظهرته رسائلهم على مواقع التواصل- التي شهدتها سورية من جنوبها إلى قلب دمشق كانت معركة إيرانية- إسرائيلية بكل ما تعني، وكان النظام يختفي خلف صواريخ إيران منصباً نفسه منافحاً عن أرض دمرها قبل أن تصلها الضربات الإسرائيلية.
جلّ السوريين يعلمون بالضبط أن الجبهات لم تعد سورية، وأن ممسكيها هم الغرباء الذين استجلبهم النظام ليحموا كرسي رأسه المنخور، وأما الخطابات والعنتريات فهي بقايا هذا المسخ الذي داسه السوريون أولاً ثم البقية من حلفائه وأعدائه.
الروس الذين يحتلون الساحل ووسط البلاد بقواعدهم واستثماراتهم لم يحركوا ساكناً بل على العكس كان يبدو اتفاقهم مع الإسرائيليين واضحاً، وكانت الورود الحمراء بانتظار نتنياهو الذي شارك بجوار المجرم بوتين في احتفالات النصر الروسية التي لا يدعى إليها العملاء من أمثال بشار الأسد.
في الداخل صغار الشبيحة والمنتفعون والتجار والانتهازيون والمرتعشون هم من بقي مع بشار الأسد في صرخاته الخائرة الكاذبة حول المقاومة وصواريخ الردع وسوى ذلك من الكذب الذي توارثه أباً عن جد كرسائل يعتقد أنها ما زالت تنفع لإبقاء جمهور الرعاع حوله.
الأمريكيون في الشمال والشرق يقبضون على الثروات السورية ويديرون أطراف الصراع من صغيرهم (قوات سورية الديمقراطية) إلى كبيرهم (الروسي) حسب اجندتهم الواضحة وهي الإبقاء على الصراع لأمد طويل، واستنفاذ قوة الجميع، وإنهاك سورية بما يعود كله اليوم على القوة الأكبر والأكثر تأثيراً (إسرائيل)، وأما إيران فقد رمى الأمريكي ورقتها إلى الريح، وبات على الإيراني أن يمارس هتافاته الباطنية (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل) ليكمل دوره في احتلال العواصم العربية المحكومة بالطواغيت الأغبياء العملاء واحدة تلو أخرى.
في العودة إلى الجولان التي كانت قضية السوريين على اختلاف انتماءاتهم وخلافاتهم فقد أضحت جبهة لصراعات جديدة تخدم الصراعات الدولية، وفقد النظام كذبته الأخيرة والوحيدة التي أبقته على صدور السوريين كل هذه العقود السوداء، وكومة الرعاع التي ما بقيت ترى فيه راعيها وحاكمها ستعوي إلى أن تحين ساعة الحقيقة الوحيدة.
إسرائيل تتحدث صراحة عن حرب مع الإيرانيين ولا تلتفت أبداً إلى وجود نظام يحكم البلاد التي كانت، وحتى بعض قادتها يرون فيه بيدقاً يمكن تحطيمه في أي وقت إذا تمادت إيران أي أن هذه الدمية يمكن رميها لإزعاج الإيراني فقط، والأخير يرى أنه صاحب الجبهة قائدها ...بينما الجولان خرج من لعبة الممانعة الكاذبة؟.
*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية