حزب الله يزيد عبء إيران.. حسين الزعبي*

من جنوب لبنان - جيتي

من نافل القول إن الفوز الذي أحرزه حزب الله وحلفاؤه في الانتخابات النيابية اللبنانية يسجل لصالح إيران في حلبة صراعها مع السعودية، فتيار المستقبل الذي فقد ثلث مقاعده يمثل ورقة النفوذ الوحيدة هناك.

النقطة التي أحرزتها إيران في لبنان لا شك، ستتبعها نقطة أخرى في الانتخابات العراقية المقررة هذا الشهر، فإيران في العراق صاحبة الكلمة الأعلى منذ الغزو الأمريكي في العام 2003. أما التحركات السعودية الأخيرة لاستقطاب بعض القوى السياسية العراقية، فهي لم تخرج عن سياق السياسات الارتجالية، البعيدة كما يبدو، عن أي تخطيط منهجي لاستعادة ما يمكن استعادته من العراق.

إلا أن فوز حلفاء إيران في لبنان، قد يشكل من جهة ثانية، نقطة ضغط إضافية عليها، فقد جاءت النتائج لصالح ميليشيات حزب الله في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الإيرانية الإسرائيلية توترا غير مسبوق، ولم يستبعد الجانبان أن تتطور الأمور باتجاه حرب في الساحتين السورية واللبنانية، في الوقت الذي تم استبعاد سيناريو الحرب المباشرة بين طهران وتل أبيب.

الوجود الإيراني في سوريا عبر الحرس الثوري والميليشيات الشيعية العراقية وحزب الله، واحد من أكثر الملفات التي تدندن على وترها إسرائيل منذ شهور، ورافقت قولها بالفعل، إذ استهدفت مقاتلاتها في مرات كثيرة مواقع لحزب الله وأخرى لإيران في الأراضي السورية، ووصل الأمر بوزير إسرائيلي أن يهدد بتصفية بشار الأسد إذا استمر بالسماح لإيران بالتحرك في الساحة السورية، ومع ما حققه حزب الله في الانتخابات سيكون هذا الملف ساخنا بدرجة لا تقل سخونة عن ملف الاتفاق النووي الإيراني، وينتظر أن يعلن الرئيس الأمريكي -اليوم- قراره بشأنه.

الشعب السوري الذي بات مكشوف الظهر والبطن سيكون عليه انتظار ما ستؤول إليه التوافقات والمصالح والصدمات، فإن كانت تتجه نحو التصعيد ستكون أرضه مسرحا وربما أرض القطيع الذي قتل نفسه برصاص الابتهاج بانتصار الولي الفقيه مسرحا داميا. 

أما ان استطاع النساج الإيراني الماهر أن يخرج من مأزقه فربما تكون المنطقة برمتها مقبلة على خريطة جديدة سترسم اللعنة السورية حدودها بالدم.

*من كتاب "زمان الوصل"
(173)    هل أعجبتك المقالة (177)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي