أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد 5 سنوات على فتواه التي حولت سوريا إلى "بانياسات" .. أين أصبح شيخ التطهير الطائفي؟

غزال بالزي العسكري - زمان الوصل

في مثل هذه الأيام من شهر أيار/مايو 2013، تم تسريب واحد من أهم المقاطع التي تكشف الوجه الحقيقي لحرب النظام وحلفائه ضد الشعب السوري، وأهدافها الملخصة بثنائية التطهير والتهجير، حيث بدأ الأمر من بانياس ولم يتوقف حتى أحال معظم مناطق الأكثرية إلى "بانياسات" أخرى.

يومها تم التعرف سريعا إن هوية الرجل الذي لخص برنامج النظام بقوله: "المفروض عاجلا أو آجلا تطويق بانياس وأنا أعني ما أعنيه.. تطويق بانياس والبدء بالتطهير"، ليتبين أن الناطق بهذه الكلمات هو المرتزق التركي "معراج أورال" الملقب بـ"علي كيالي" زعيم مليشيا "المقاومة السورية".

*منهج عمل
كانت كلمات "كيالي" وقتها منهج عمل لكل المليشيات التي عملت على تطويق بانياس وذبح قسم من أهلها والتكفل بتهجير قسم آخر، تأسيا بتكتيكات العصابات الصهيونية المتبعة سابقا في دير ياسين وكفر قاسم وسواها، حيث أغار "كيالي" ومرتزقته -برفقة ميلشيات أخرى- صباح يوم الخميس 2 أيار 2013 على قرية "البيضا" واقتحموها معملين في أبنائها قتلا وذبحا وحرقا، تلتها بعد يوم من هذا التاريخ مجزرة بنفس الطريقة في أحياء "بانياس" السنية، ولاسيما "رأس النبع"؛ لينجلي المشهد القاتم عن مئات الضحايا وآلاف الهاربين، وتصبح خطة التطويق والتطهير أمرا واقعا. 

يومها أيضا لفت أنظار الكثيرين ذلك المعمم ذو اللحية البيضاء الجالس قرب "كيالي" وهو يتحدث عن برنامجه، باعتبار هذا المعمم يمثل "المفتي" الذي شارك في ترسيخ قاعدة "التطويق والتطهير" وتغليفها بغلاف "ديني" يؤمن أكبر قدر من الشحن الطائفي.

وقد خلط البعض في هوية ذلك المعمم بين قائل إنه "ذو الفقار فضل غزال"، وآخرون إنه "بدر غزال"، ليتضح لاحقا أن الشخص المقصود بترويج فتوى التطويق والتطهير هو "موفق غزال"، ومن يومها أشيع خبر "أسره" أو قتله، لكن الرجل ما يزال حيا يمارس دوره الذي اختطه لنفسه منذ البداية.

"زمان الوصل" تعرض اليوم وبعد 5 سنوات على نشر المقطع، بعض المعلومات التي تلقتها حول المعمم "موفق غزال" وأهم ما يمارسه ومارسه من "نشاطات"، وما مر به من "محطات" خلال الأعوام الأخيرة.

وقبل البدء باستعراض هذه "المحطات"، نقدم بعض المعلومات الشخصية عن مفتي التطويق والتطهير، واسمه الكامل موفق غزال بن محي الدين، ولد في قرية "تلا" بريف اللاذقية سنة 1962، له عدة إخوة وأخوات من بينهم منتصر وانتصار، وهذه الأخيرة تشغل منصب معاون مدير المدينة الجامعية باللاذقية.

تولى "غزال" خلال مسيرة حياته مناصب في الدولة، منها عضوية "مجلس محافظة اللاذقية" لأكثر من دورة، بل إن "غزال" كان يوم تلاوة "كيالي" بيان التطهير.. كان ما يزال على رأس عمله في هذا المجلس الذي استمر فيه سنوات طوالا.

لـ"غزال" إلى جانب وظيفته الرسمية مهمة دينية يمارسها عبر الإفتاء، ويتم التعريف عنه في كثير من الأحيان بلقب "مفتي منطقة اللاذقية"، تمييزا له عن المفتي "السني" في المحافظة (زكريا سلواية)، المعين من قبل النظام.

*محطات
والآن نستعرض بعض "المحطات" المهمة في مسيرة "موفق غزال" خلال السنوات اللاحقة لاشتهاره بفتوى التطهير، لاسيما تلك المحطات التي تقدمه كـ"رسول سلام واعتدال"، ونقيض لـ"الإجرام والمذابح"، وعدو لـ"التطرف":

*حضر "غزال" عدة مؤتمرات وتجمعات داخل وخارج سوريا، من أكثرها تناقضا مع مسيرته "المؤتمر الدولي للجنة الدولية لحقوق الإنسان" الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت في آذار/مارس 2017، وتم برعاية رسمية من الحكومة اللبنانية، وفي مقدمتها وزير العدل "سليم جريصاتي" وإلى جانبه ممثل عن البطريرك الماروني "بشارة الراعي"، وممثل عن قائد الجيش، وممثلون عن "أحزاب" وكتل مختلفة من بينها مليشيا "حزب الله".

"غزال" حضر المؤتمر إلى جانب مفتي النظام "أحمد حسون"، ليوقعا معا على بيانه الختامي وتوصياته التي رفعت إلى "الأمم المتحدة"، داعية الأخيرة للنظر في "الانتهاكات الإنسانية الصارخة التي ترتكب بحق الشعوب العربية لاسيما في سوريا والعراق واليمن"!
*في تشرين الثاني/نوفمبر 2014: شارك "غزال" في مؤتمر موسع نظمته ورعته "وزارة العدل" التابعة للنظام، تحت اسم "المؤتمر الدولي لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني"، وخلص "غزال" ومن معه من المشاركين إلى بيان ختامي يؤكد "إدانة كل من يقوم بتمويل الإرهاب أو دعمه ماديا أو معنويا سواء أكان دولة أم منظمة دولية أم أي شخص من أشخاص القانون الدولي، أم فرداً بصرف النظر عن الحصانات والامتيازات التي يتمتع بها".

وإمعانا في إظهار مدى ازدراء النظام لكل ضحاياه، نوه البيان الذي ساهم "غزال" في إقراره بـ"الحق في الملاحقة القضائية والقانونية لكل من يتورط في قضايا الإرهاب بشكل مباشر أو غير مباشر، عبر اللجوء إلى المحاكم الدولية والقضاء الوطني بكل دولة وفقا لقواعد الاختصاص الدولي، بما في ذلك التحريض على الإرهاب عبر وسائل الإعلام المختلفة".

ولم ينس "غزال" ومن شاركوه أن يشددوا على "ضرورة محاربة الفكر التكفيري الظلامي الوهابي الذي أساء للدين الإسلامي، والتأكيد على قيم التسامح والمحبة والتعاون بين الأمم والشعوب والتعاون الدولي لتجفيف منابع الإرهاب وإيقاف الدعم الفكري والمادي له".

وقد حضر "غزال" مؤتمر جلسات "المؤتمر الدولي لمناهضة الإرهاب والتطرف الديني" مرتديا البزة العسكرية التي سبق أن ظهر بها عدة مرات وهو يقاتل في صفوف مليشيا "المقاومة السورية"، تأكيدا على انتمائه لهذه المليشيا ومواصلة دوره فيها كـ"أمين عام" ونائب لزعيمها "كيالي".

*تقول معلومات "زمان الوصل" الموثقة إن "غزال" يواظب على ممارسة "طقوسه"، ومنها الذهاب إلى إحدى "المقامات" المحفورة داخل مغارة في ريف اللاذقية، تمثل "خليطا" عجيبا من المحتويات إذ إن فيها متعلقات يفترض أن تختص بالديانة المسيحية (صليب، رسومات تجسد المسيح..) إلى جانب متعلقات يفترض أنها تخص المذهب العلوي، لكن ما يجمع هذه المتعلقات جميعا هو وضعها على أرضية من القماش الأخضر، الذي يمثل رمزية مهمة جدا لدى العلويين.

*يتنقل "غزال" بحرية وأريحية بين مختلف المناطق السورية، لاسيما ريف الساحل ودمشق، وهو يحرص على اللقاء بالشخصيات المسؤولة، بشكل متكرر، وفي مقدمتها المفتي "أحمد حسون"، فضلا عن أفراد من عائلة الأسد، بينهم "كمال الأسد"، وآخرين من النافذين في الطائفة بينهم قريبه "فضل ذو الفقار غزال"، فضلا عن "كيالي" معلمه وتلميذه في نفس الوقت، كما يشارك في المناسبات التي يقيمها الشيعة.
*في ربيع 2014 نشر فريق "قراصنة الثورة السورية" وقائع لمحادثات قال الفريق إنها من الصفحة الشخصية لـ"غزال"، تكشف عن تواصله مع عملية للنظام اسمها الحركي "جين بارلينكا"، استطاعت حسب زعمها في تلك المحادثات من التواصل مع 195 ضابطا مشنقا و30 شخصية من "السلفيين وجبهة النصرة".

وقدمت "جين" لمفتي التطهير خلال محادثاتها جزءا من بيانات وصور تمتلكها عن بعض هؤلاء المنشقين حسب زعمها، بينما كانت ردود "غزال" عليها مقتضبة، وتشير إلى أنه قام بإيصال المعلومات التي أرسلتها إلى مخابرات النظام، مبديا استعداده لوصلها شخصيا برئيس فرع المخابرات الجوية بطرطوس عبر نظيره رئيس فرع اللاذقية.

*في شباط/فبراير من العام الجاري شارك "غزال" في احتفال كبير أقامته سفارة إيران لدى النظام بمناسبة مرور 39 عاما على "ثورة" الخميني، والتقى فيه شيخ التطويق والتطهير بعدد كبير من مسؤولي النظام، من بينهم الأمين القطري المساعد لحزب البعث "هلال هلال"، رئيس حكومة النظام "عماد خميس"، نائب وزير الخارجية "فيصل مقداد".

*من أهم المحطات التي مر بها "غزال" خلال السنوات الأخيرة وأكثرها "رمزية"، تسلمه "شهادة شكر وتقدير" رسمية ومدونة بثلاث لغات (العربية، الإنجليزية، الأرمنية) من "المجلس القانوني العربي الأرمني الأممي"، بمناسبة الذكرى المئوية لـ"الإبادة الأرمنية".

وتسلم "غزال" هذه الشهادة في شهر نيسان/ أبريل 2015، بالتزامن مع وضع حجر الأساس لــ"النصب تذكاري لشهداء الإبادة الأرمنية القديسين"، وهو المشروع الذي أطلقه محافظ دمشق "بشار الصبان" برعاية وتوجيه مباشر من "الدكتور بشار حافظ الأسد".

بل إن تاريخ توقيع الشهادة كان "رمزيا" للغاية، حيث ختمت بتاريخ 24 نيسان وهو اليوم الموافق لذكرى "الإبادة الأرمنية" من كل عام، حسب رواية الأرمن، وهو تاريخ اخُتص به "غزال" من بين كثير من الشخصيات التي تسلمت نفس الشهادة من "المجلس الأرمني"! 

وهو يرتدي بدلته العسكرية التي لايستبعد أن تكون نفس البدلة التي لبسها يوم مجازر "بانياس"، حصل شيخ التطهير والإبادة على شهادة "الشكر والتقدير" موقعة من "فاهه يعقوب ماهشيكيان" "أمين عام المجلس القانوني العربي الأرمني الأممي"، وواحد من أبرز وجوه التأييد في صفوف الأرمن بسوريا.

وسبق لـ"المجلس الأرمني" أن قدم شهادات مماثلة تماما (لتلك التي منحها إلى "غزال") إلى طيف متنوع من الشخصيات، بينها "مار أغناطيوس أفرام الثاني" بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، وللمفارقة فإن حصول "غزال" على شهادة "التقدير" سبق حصول "أغناطيوس أفرام الثاني" عليها بنحو 8 أشهر!

زمان الوصل - خاص
(375)    هل أعجبتك المقالة (320)

ابوابراهيم

2018-05-04

البادئ هو الاظلم مين الي دبح المدنين بسوق الهال.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي