لم تدخل إيران المعركة السورية فقط بميليشياتها العابرة للحدود والجنسيات، إنما بالمعممّين الذين ساهموا في تشكيل هذا الزحف الشيعي عبر خطاباتهم ولطمياتهم ودموعهم على مظلومي آل البيت الذين قضوا "بغدر بني أمية، وحان وقت إنصاف أرواحهم المظلومة".
ما انتهت معركة إلا وتصاعدت هتافات وصرخات الانتقام من "القصير" أولاً بالرايات السوداء التي رفعت على مساجد المدينة المدمرة إلى بقايا المدن السورية المحطمة التي تبنى فيها الحسينيات وزوايا التعليم والتبشير في دير الزور وحلب ومدن الساحل.
في ريف العاصمة ومع انتهاء معركة وحصار (داريا) كان المعمّمون أول من دخلوها باحثين عن بقايا مقام السيدة "سكينة" الذي تم اكتشافه في العقدين الأخيرين ليعاد ترميمه والصلاة فيه، وإعلان النصر على التكفيريين والملاحدة.
في قلب العاصمة يتم العمل بهدوء شديد على استفزاز أهل دمشق في عقر مسجدهم الكبير (المسجد الأموي) الذي بات محجاً لقوافل اللطم من مدخل سوق "الحميدية" إلى منبره الشريف وصولاً إلى رأس "الحسين"، حيث تباشير تحقيق النصر المزعوم على قتلته الذين حملوه على طبق من ذهب لقصر "يزيد" وفق الرواية الشيعية.
*حسينيات التبشير والقتال
في الآونة الأخيرة بدأت تنتشر على مواقع التواصل صور الدروس الدينية التي يديرها المعممون في أغلب المحافظات السورية خصوصاً في الساحل وحلب وحمص، حيث استتب الأمر للنظام والميليشيات التي ساندته في حربه مع الفصائل المعارضة.
في اللاذقية يستمر مكتب "الرسول الأعظم" بنشاطاته الكبيرة بالرغم من امتعاض بعض الأهالي، وأما في حمص، فبنيت الحسينيات التي بدأت عملها على أبناء الموالين من معتنقي المذهب العلوي الأقرب إلى القبول بالتشيع، ونقلت صفحة (Iranian militia violations in Syria) انتهاكات الميليشيات الإيرانية في سوريا) التي توثق الانتهاكات الإيرانية صوراً للأنشطة الدينية وإعطاء الدروس العقائدية للأطفال في حسينية السيدة (خديجة بنت خويلد) في قرية "الثابتية" شرق حمص من قبل المعممين، وعن دورها في تجنيد الاطفال وحضّ الاهالي على إرسال اولادهم الى تلك الدورات.
وعلق متابعون على خبر حسينية "خديجة بنت خويلد" مستنكرين ما يجري على أرض بلادهم من تخريب لعقول الأطفال وحرب انتقام قذرة يقول معلق: (بلشت حرب الصفويه حرب المجوس ولكن هم يريدو هذه الحرب بل خدع والإلكترون ومواقع التواصل).
وأكد آخرون أنها ليست سوى مشروع وحرب إيران التي تعلن في سوريا على المسلمين: "حرب إيران المجوسية ومشروعها القذر".
فيما تحسر آخرون على خراب البلاد ونهايتها: (راحت سوريا)..بينما بدا آخرون متفائلين بالنصر على الإيرانيين ومشروعهم: "نسأل الله ان يخرج نفر من لسملين كخالد ابن لوليد يفشلهم ويذهب ريحهم لشيعه المجوس".
الملفت هو أن أحد المعلقين تحدث عن عمليات تشييع تتم في السجون السورية: (حتى داخل سجن حلب المركزي هناك أنشطة من هذا النوع).
معلق آخر نفى التهمة عن آل البيت وأن هؤلاء ما هم إلا مأجورون يعلمون على تدمير الإسلام خدمة لليهود: "أهل البيت براء منهم ومن أفعالهم هم مجرد عبيد لليهود وكلاب تنبح على كل مسلم همهم هدم الإسلام وتشوية دين محمد صل الله عليه وسلم".
*تاريخ مزور للشيعة في دير الزور وحلب
برعاية مما تعرف بـ"هيئة مزارات آل البيت" الممولة إيرانياً تقوم جهات عسكرية محسوبة على النظام بالسيطرة على بعض الأراضي والينابيع وربطها بمساعدة فتاوى مأجورين بمدينة دير الزور، وبناء حسينيات جديدة بدعوى علاقتها القديمة بالأئمة الشيعة وآل البيت.
ونقل موقع "حرية برس" المعارض عن بعض صفحات الموالاة أنه انتهى العمل في بلدة (مكحان) بمنطقة "الميادين" شرقي دير الزور من إعمار وبناء حسينيات بتكليف من العميد "سهيل الحسن" الملقب بالنمر.
وفي التفاصيل ان الحسن كلف مهندساً (محمد جمول) ببناء هذه الحسينية وهي عبارة عن قبة فوق ما يسمى (نبع علي)، وأن أحد التسجيلات المصورة أظهرت رجلاً يغتسل من ماء النبع بقصد أخذ البركة، ويضم المزار سوراً ضخماً وحسينية وأشجار نخيل تم جلبها إلى ميحط المزار لإضفاء الهيبة والرفعة لها.
في مدينة حلب تم انتهاء من ترميم مقام (الشيخ أبي عبد الله حسين بن حمدان الخصيبي) في مدينة حلب، وأيضاً بتكليف من "سهيل الحسن"، ووفق "حرية برس" ومواقع موالية أن هذا المقام يعرف في حلب بمقام (الشيخ يبرق) ويقع داخل ثكنة "هنانو" العسكرية، ويعتبر المؤسس والمبشر للمذهب العلوي.
وجاءت التعليقات على هذا الخبر لتؤكد على أن المسألة برمتها هي تزوير للتاريخ وفق الهوى الإيراني: (هذا تزويرا للتاريخ)...( كما يزوروا الدين الاسلامي ويحرفوه هم يزورون تاريخ سوريا).
*تحالف شيعي بعثي إيراني
يعمل على هذه التغييرات والتبشير مجموعة عمل تتالف من قيادات إيرانية وبعثية وعشائرية، والغاية هي حث أبناء المدن السورية على الانضمام للميليشيات الإيرانية مقابل وعود مادية وعسكرية، وهذا ما يجري في دير الزور التي أظهرت تسجيلات مصورة انتشار مكاتب حزب الله التي تقوم بادوار مزدوجة منها التبشيري الدعوي، وآخر الغاية منه جلب المتطوعين تحت راياتها من المعوزين والباحثين عن أي عمل أو دخل مادي، وهؤلاء يشكلون عصب الميليشيات وقوتها.
الإغراءات المقدمة هي رواتب شهرية تصل لحوالي (50) ألف ليرة سورية أي حوالي 110 دولارات، إضافة إلى البقاء داخل منطقته ومنحه سلطة عسكرية وسلاح.
على كامل الأرض السورية تستمر إيران بدفع ميليشياتها للقتل وبعد أن تهجّر سكان المدن المدمرة يقوم معممّوها بنشر التشيّع كخيار لمن بقوا من أهلها، وبناء الحسينيات بتاريخ مزور لمناطق سيطرتها بتعاون مع قيادات محلية، وأما في مناطق الموالاة، فالأمر أيسر إذ يتيح الانبهار بقوة الإيراني ونفوذه الوصول إلى أهدافهم بسهولة ففي "السيدة زينب"، حيث تتجلى سلطة الإيرانيين وحزب الله تقوم كشافة "الإمام المهدي" بأدوار الحماية والتبشير في قلب ومحيط العاصمة الأموية.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية