أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المختبئون في جحوركم.. اخرجوا.. حسين الزعبي*

من مظاهرات درعا - أرشيف

تثبت تفاصيل المشهد السوري أن ما من أحد أسوأ من بشار الأسد وحاشيته، إلا نجوم المعارضة الذين فضلوا الاختباء في اللحظات التي تبلغ فيها الأزمة السورية - وهم أحد أهم أسبابها- مفترق طرق قد تضيع على جوانبه دماء مليون قتيل ومثلهم من الجرحى والمعاقين والمعتقلين، وعنده يصبح حلم الملايين من اللاجئين بالعودة إلى ديارهم أبعد من حلم اللاجئ الفلسطيني بها.

منذ شهور قليلة سبقت الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية، اختار الكثير من شخصيات المعارضة الانكفاء والانسحاب من المشهد بذرائع واهية منها ما هو شخصي، ومنها تعبيرا عن الاعتراض على سلوك هذه المؤسسة الثورية أو تلك، وثالثة تعبيرا عن العجز عن القيام بأي شيء إزاء ما يحدث، وربما رابعة مصدرها ما يتعرضون له من انتقاد وتجريح مصدره جمهور وسائل التواصل من السوريين المشردين في عشرة جهات الأرض.

كان لهذا الانكفاء، ولا أقصد هنا موضة الاستقالات الموسمية، كان له أن يحمل صفات الرجولة والمبدئية وصدق الموقف، لو أنه كان حقيقيا وترافق مع تقديم براءة ذمة سياسية يتم خلالها تقديم تفاصيل الصفقات التي عقدت خلف الستائر ووقعت بدماء الأبرياء لتكون حصيلتها عمليات تهجير هي الأبشع منذ الحرب العالمية الثانية.

بل عليهم أن يقدموا براءة ذمة مالية عن سنوات تصدرهم المشهد، وركوبهم دفة قيادة الثورة شكلا، وطعنها مضمونا، ثورة كانت الأنقى من بين ثورات التاريخ لولا أنهم وغيرهم ساهم في تلويثها وحرفها عن مسارها لتتضاعف بالتالي فاتورة الدم واللجوء والتهجير.

أما الاختباء في الجحور، فهو يؤكد ما ذهب إليه فاروق الشرع مرة عندما قال إن "المعارضة لا تحسن إدارة روضة أطفال"، هذا إذا افترضنا حسن النية بالكثير من المختبئين، لكن ما بتنا عليه من واقع يؤكد أن من السذاجة بمكان النظر إلى كل من اختبأ وترك مركب الثورة في عرض بحر الأزمات، بعد أن كان متربعا على دماء ضحاياها، هو أكثر خبثا من بشار الأسد نفسه هذا إن لم يكن ابتعاده عن المشهد مؤشرا لانتهاء المهمة الموكلة إليه بتدمير حلم السوريين.

لم يتخذ الحال السوري شكله النهائي بعد، وها هي التحركات الإقليمية لاسيما المتعلقة بالصراع الإسرائيلي الإيراني قد تلقي بتبعاتها على الأرض السورية، هذا إن لم تكن الساحة الوحيدة للصراع بين الجانبين، وربما يفرض معطيات جديدة على الأرض على من تبقى من صادقين من العاملين بالشأن العام الثوري العمل لاستثمارها. 

وللمختبئين في جحورهم.. نقول اخرجوا إن كنتم صادقين.

*من كتاب "زمان الوصل"
(168)    هل أعجبتك المقالة (184)

سومر

2018-05-01

الخفافيش لاتخرج في النهار.


خبير كلاب

2018-05-01

للأسف مقال الكاتب أكثر ما ينطبق على ما يسمى ب ثوار حوران ال مختبءين في جحورهم وتحت التخوت منذ عام 2013 وحتى اليوم..


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي