دخل اثنان من رموز الغناء الغربي على خط مناصرة الأسد وتبرئته، ولكن ليس بشكل مباشر وإنما من بوابة مقاومة "الصهيونية" و"الهيمنة الأمريكية" ومن بوابة مساندتهما للتيار مناهضة الحروب، واتفاقهما على معارضة سياسة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".
ففي مدينة "برشلونة" الإسبانية، استثمر أسطورة الروك البريطاني "جورج روجر ووترز" شعبيته الجارفة، ليحول خشبة الغناء إلى منصة لإملاء أرائه حول ما يجري في سوريا، في مسلك غير معهود ضمن الحفلات الغنائية المفتوحة.
وحسب مقطع مصور من الحفلة التي أقيمت يوم الجمعة 13 الجاري، ظهر المغني والعازف "ووترز" وهو يستخدم ميكرفون الغناء ليلقي خطبة يذكر فيها "دوما" بالاسم، مبرئا ساحة "بشار الأسد"، الذي ذكره بالاسم أيضا، من جريمة الكيماوي.
المغني البالغ 75 عاما، لم يستطع أن يخفي مصدر أفكاره وتعليقاته التي أدلى بها خلال الحفلة، حيث هاجم وبضراوة منظمة الدفاع السوري الحر (الخوذ البيضاء)، في تطابق واضح مع الحملات التي شنها -وما يزال- كل من نظام بشار وموسكو ضد هذه المنظمة.
وبدا صوت "روجرز" وكأنه صدى لتلفزيون النظام أو "روسيا اليوم"، وهو يتهم الخوذ البيضاء بأنها منظمة مختصة بترويج "الدعاية للجهاديين والإرهابيين"، محاولا في نفس الوقت أن يحشد أكبر قدر من الدعم لفكرة ترك بشار الأسد دون أي عقاب أو مساءلة، لأن ذلك يشجع حكومات البلاد الغربية على "المضي قدما والمباشرة في إلقاء القنابل على الناس في سوريا"، ما سيترتب عليه "خطأ فادح".
ويعد "ووتزر" أحد أيقونات الغناء الباقية من زمن الستينات، حيث انطلق مع تأسيس فرقة "Pink Floyd"، وعرف بميوله "التقدمية" كناية عن يساريته التي تعادي أي شيء يأتي من "الغرب" لمجرد أن آت من الغرب.
وتجسد عقلية "ووترز" تيارا من اليسار الأوروبي المهووس بالتقاط "القضايا" والخوض فيها، بغض النظر عن مصير أصحاب هذه القضايا الأصليين، وكأنه يحاكي ما كتبه "محمد الماغوط" ذات مرة عن اليساريين الذين يبحثون عن أي قضية بأي ثمن لـ"يلعبوا بها".
وعلى هذا الأساس، فإن "ووترز" المناصر لبشار، هو نفسه الذي يتحدث كثيرا عن دعمه للقضية الفلسطينية ومناهضته للصهيونية، في وفاء مطلق لتيار يمتد من أقصى الأرض لأقصاها، ويرى أن من يعادي واشنطن وتل أبيب والغرب ينبغي أن يناصر من يناوئهم، ولو كانت هذه المناوءة مجرد كلام أو شعار كما هي حال بشار.. بل حتى ولو كانت هذه المناوءة على حساب إبادة شعب بأكلمه.
ويدعم "ووتزر" تيارا يسمى "ارفعوا أيديكم عن سوريا"، وهو تيار يأخذ وضعية النائم عندما تتساقط البراميل والصواريخ من بشار على الشعب السوري، بينما ينهض منتفضا، ويتحرك إلى الساحات حاملا يافطات "أوقفوا قصف سوريا"، عندما يشم رائحة تهديد بمعاقبة الأسد ولو عبر إطلاق بضعة صواريخ على مواقعه.
وقد علمت "زمان الوصل" أن من أوائل من سجل المقطع الذي تحدث فيه "ووترز" عن دوما وهاجم "الخوذ البيضاء"، إنما هي شبيحة تدعى "د.أ"، طارت من سويسرا خصيصا لحضور حفلته في "برشلونة"، برفقة زوجها "ك.ح" (تحتفظ جريدتنا بالاسم الكامل لهذه الشبيحة وزوجها).
*الرحمة
ولم يكن "روجر ووترز" الوحيد في ساحة الاعتراض على معاقبة بشار بذريعة "الرأفة بالشعب السوري"، فإلى جانبه ظهرت المغنية الأمريكية "لورين جيرغوي" التي لم تكمل بعد 22 عاما من عمرها، لكنها تحظى بشعبية جارفة يجسدها عدد المستمعين لأغانيها، وعديد المتابعين لحسابها الرسمي (أكثر من 4 ملايين).
"جيرغوي" المشهورة بعضويتها في فرقة "Fifth Harmony" الفنية، أنكرت على الرئيس الأمريكي قيامه بضربة خاطفة على بعض مواقع بشار، داعية إياه –أي ترامب- إلى أن "يرحم" الكثير من " الأطفال المشردين الجياع والمذعورين".
وجاء تعليق المغنية تعقيبا على تغريدة لـ"ترامب" وجه فيها الشكر لبريطانيا وفرنسا على مشاركة بلاده الضربة، معلنا أن "المهمة أنجزت"، في إشارة واضحة إلى انتهاء الضربة.
"جيرغوي" ردت على رئيس بلادها: "سيدي، لماذا أنت قلق بشدة حيال شعب سوريا؟ لماذا تحظر (دخول) اللاجئين ولكنك تدعي أنك تساعدهم عبر قصفهم أكثر؟ لدي فضول حقيقي.. أين هي إنسانيتك؟ هناك أطفال.. الكثير من الأطفال المشردين الجائعين والخائفين. فلتكن لديك الرحمة رجاء".
ورغم أن "جيرغوي" لم تعاصر لصغر سنها فترة المدى اليساري بطابعه الشيوعي أساسا، فإنها على ما يبدو قد ورثته عن أبويها المتحدرين من "كوبا"، وهي واحدة من بين عدة دول في العالم ما تزال محكومة بقبضة الحزب الواحد والقائد الواحد، و ما تزال تحارب بطريقة "دينكوشوتية" كل ما يمت للغرب وواشنطن، بينما يعيش الكثير من الكوبيين إما لاجئين في أمريكا، أو حالمين باللجوء إليها.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية