أقدمت عدة طائرات من طراز إف 16 أميركية الصنع، على إلقاء ستة صواريخ مرة واحدة، باتجاه مدرسة الفاخورة التي تحوّلت إلى مركز إيواء للفلسطينيين المهجّرين من منازلهم بمخيم جباليا.
وعلى إثر القصف سقط الفلسطينيون، وهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بين شهيد وجريح، إلى درجة تشكيل بركة من الدماء في الموقع واضطر طواقم مشفى كمال عدوان لرصّ الشهداء على الأرض بصورة مأساوية لنفاد الطاقة الاستيعابية للمشفى.
ويقول مراقبون في قطاع غزة، إنّ مجزرة المدرسة الدولية بقدر ما تمثل فاجعة للفلسطينيين، فإنها ستثقل كاهل الدعاية الإسرائيلية التي استبقت الحرب على غزة وما زالت تتواصل في محاولة للتغطية على العدوان.
ومما يزيد من خطورة الموقف، أنّ طائرات الاستطلاع الإسرائيلية كانت تحوم فوق المدرسة، وتمسح المنطقة بشكل دقيق قبل تنفيذ القصف، ما يدلل على سبق الإصرار وحالة الترصد التي طبعت ملابسات المجزرة.
ومع ذلك؛ فلا تشكل المجزرة الجديدة سابقة معزولة عن سياقها، فقد استهدف الجيش الإسرائيلي عائلة الداية، فاستشهد من أفرادها 22 شخصاً، وعائلة السموني استشهد منهم عشرات الشهداء وغيرهم.
وقد طالبت الأونروا بفتح تحقيق دولي حول القصف الإسرائيلي لمدارسها، بينما عبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، عن قلقها إزاء ما تتعرض له لمؤسسات التعليمية والمواقع والمعالم الثقافية في قطاع غزة.
وبسياق العمل الدبلوماسي دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفد الجامعة العربية الموجود حاليا في نيويورك إلى الدفع في اتجاه وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وقال ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان في تصريح للجزيرة "على الوفد العربي أن ينسى الحديث عن وجود قوات دولية، لأن تجربتنا كعرب ومسلمين مع هذه القوات مريرة فهي تحمي المحتل ولا تدافع عن المظلوم".
وذكرأن رفض المراقبين هو محل إجماع جميع قوى المقاومة الفلسطينية، لأنه"فخ يراد بالعرب والمسلمين".
وأضاف حمدان أن حماس أكدت في القاهرة على ضرورة رفع الحصار وإنهائه بشكل كامل وحاسم وأن تفتح كل المعابر بما فيها معبر رفح، وأي بحث سياسي كالحديث في قضايا أخرى تتعلق بتهدئة قادمة كما تدعو مصر أو المصالحة الفلسطينية يأتي بعد ذلك.
وعن تقييمه للموقف الميداني في قطاع غزة ميز حمدان بين عمليات المقاومة وحرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي هناك.
وقال حمدان إن موقف المقاومة مطمئن رغم الضغوط الشديدة، وإن القوات التي حشدتها إسرائيل فشلت حتى في محاولة إنزال قوات على شاطئ غزة.
وحذر حمدان الإسرائيليين من عواقب حرب الإبادة للشعب الفلسطيني في غزة، وقال "إنه سلاح ذو حدين سيكون له عواقب خطيرة جدا على الكيان".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية