أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تنديد بعرض فيلم أمريكي بالمغرب يسخر من "المقاومة الفلسطينية"

انتقدت فعاليات إسلامية ونقاد سينمائيون مغاربة عرض فيلم أمريكي كوميدي ببعض قاعات السينما بالدار البيضاء باعتباره يسيء للفلسطينيين والعرب ويصور الشخصية الإسرائيلية بأنها بطل لا يُقهر.

إلا أن مسؤولا في المركز السينمائي المغربي رفض هذه الانتقادات، قائلا إن المغرب بلد حرية التعبير ولا تنحصر القضية الفلسطينية في فيلم سينمائي.

ويسرد الفيلم الأمريكي "لا تمزح مع زوهان" الذي يعرض في صالة "ميغاراما" بالدار البيضاء، بطريقة كوميدية، قصة ضابط مخابرات إسرائيلي يعمل في الموساد يدعى "زوهان" يمتاز بشجاعته وقوته الخارقة، ويعمل على مطاردة المقاومين الفلسطينيين باعتبارهم "إرهابيين".

وفيلم "لا تمزح مع زوهان" الذي يعرض في صالة "ميغاراما" بالدار البيضاء، كوميدي من إنتاج أمريكي إسرائيلي تدور أحداثه حول زوهان، ضابط مخابرات إسرائيلي يعمل في الموساد ويمتاز بشجاعته وقوته الخارقة.

يريد زوهان أن يتخلى عن عمله الخطر في ملاحقة الفلسطينين من أجل تحقيق حلمه في أن يصبح حلاقا في مدينة نيويورك. وأثناء عملية مطاردة ناشط فلسطيني يدعى فانتوم ويصفه الفيلم بـ"إرهابي"، يوهم زوهان جهاز الموساد بأنه قُتل ويتوجه بعد ذلك إلى نيويورك ليمارس مهنة الحلاقة حيث تنتظره مجموعة من المغامرات.

واعتبر الناقد السينمائي أحمد سجلماسي أن عرض هذا الفيلم السينمائي في ظل الهجمة على غزة ـ حيث أشلاء الأطفال والنساء والشيوخ تتناثر ـ ليس بريئا ويطرح أكثر من علامة استفهام خاصة أنه يُعرض في صالات سينمائية ضخمة ومجهزة مثل "ميغاراما" بالدار البيضاء، مضيفا أن اللوبي الصهيوني يستغل جميع الوسائل لتزيين صورته وإبراز "عدوه" بصورة متوحشة وغير لائقة.

وأكد سجلماسي، في حديث للعربية.نت، أن الفيلم المعروض حصل على تأشيرة المركز السينمائي المغربي، المؤسسة المسؤولة عن القطاع السينمائي بالمغرب، حيث لا يمكن عرض أي فيلم دون متابعته من طرف لجنة "المشاهدة" بالمركز والتي تضم ممثلا لوزارة الأوقاف ووزارة التربية الوطنية وغيرها من القطاعات.

وقال الناقد المغربي إن المبرر الذي يقدمه المسؤولون عادة هو أنه لكل شخص الحق في مشاهدة الفيلم أو الامتناع عن ذلك، مردفا أن كثيرا من الأفلام التي فيها إساءة للعرب والمسلمين وحتى للمغرب نفسه يٌُسمح لها بالعرض، ويُصور بعضها في
مناطق معروفة بالبلاد.

وطالب الدكتور عبد السلام بلاجي، أحد القيادات المؤسسة للعمل الإسلامي بالمغرب والباحث في العلوم الإسلامية و العلوم السياسية، في حديث للعربية.نت بمنع هذا الفيلم السينمائي من طرف السلطات المعنية، مضيفا أن هناك بعض "المتصهينين" يستخدمون أموال المغاربة ويحاولون فرض التطبيع القسري مع الصهاينة بشتى الوسائل والطرق.

وقال بلاجي إن عرض هذا الفيلم نوع من المحاولات المتكررة من طرف بعض الجهات في المغرب تريد اختراق المقاطعة الشعبية للصهاينة، وتعمل على فرض التطبيع بأشكال كثيرة منها المجال الفني والسينمائي.

وأعرب المتحدث عن ثقته الكاملة في كون الشعب المغربي الأصيل يقف صفا واحدا ضد محاولات التطبيع هذه التي تستخدم السينما كوسيلة من بين وسائل فنية واقتصادية وتجارية أخرى.

ولم يستغرب بلاجي من عرض الفيلم باعتبار أنه سبق عرض أفلام سينمائية بعضها تضمن مسا بالثوابت العليا للمغرب، ومنها فيلم سينمائي تم عرضه مؤخرا في مهرجان طنجة السينمائي صور خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، على حد قول بلاجي.

وأكد المفكر الإسلامي المقرئ الإدريسي أبو زيد، أحد رموز الحركة الإسلامية المغربية وممثل مؤسسة ائتلاف الخير لمساعدة فلسطين بالمغرب، في حديث للعربية.نت غياب أي رقابة سينمائية على الأفلام المعروضة بالمغرب.

وقال الناشط الإسلامي إن هناك فوضى عارمة في قطاعات ثلاثة ترتبط بالسينما في المغرب وهي العرض والإنتاج والدعم المادي للأشرطة السينمائية، مضيفا أن "زبالة" هوليوود من الأفلام المسيئة للمسلمين وللعرب ترفض دول أخرى استقبالها في حين أن المغرب يرحب بها ويعرضها في قاعاته السينمائية.

ورفض المكلف بالاتصال داخل المركز السينمائي المغربي محمد باكريم في الأول التعليق حول الانتقادات الموجهة لعرض الفيلم المذكور، لكنه قال إن المغرب بلد حرية التعبير، وأنه لا ينبغي المزايدة على القضية الفلسطينية لأنها أكبر من أن تنحصر في مجرد فيلم سينمائي.

وزاد باكريم في حديث للعربية.نت: إثارة ضجة حول فيلم عادي لم يسمع عنه الكثيرون هو الذي سيجعل الناس يقبلون.. اتركوا الناس تتفرج وتذهب للسينما.. أتريدون أن يُغلق صالة ميغاراما". وأضاف المتحدث: "إنكم تصنعون حدثا من
لا حدث".

العربية
(115)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي