دعت منظمة "العفو الدولية" السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن 11 سيدة معتقلة من أتباع الطائفة الصوفية المعروفة بـ"دراويش غنابادي"، ممن اعتقلهن نظام الملالي في شباط فبراير الماضي إثر مشاركتهن في احتجاجات بالعاصمة طهران. وأعربت المنظمة في بيان لها عن قلقها إزاء حالة المعتقلات في سجن "قرتشك" للنساء الذى يقع فى صحراء شرق طهران، ويعد أخطر سجن للنساء في البلاد، وأكثرها تعذيبا وقسوة، لافتةً إلى اعتقالهن التعسفى، وتعرضهن لـ"التحرش وسوء السلوك".
وكانت المنظمة المذكورة قد أشارت مطلع آذار مارس الماضي، إلى أن هناك معلومات تشير إلى اعتقال السلطات الإيرانية لأكثر من 70 امرأة من الجماعة الصوفية خلال مشاركتهن في احتجاجات اندلعت شمال العاصمة طهران، حيث تم نقل 11 منهن إلى سجن "قرتشك".
وأكدت في بيان لها أن السلطات الإيرانية "لم تمنح المعتقلات إمكانية الوصول إلى محامٍ منذ بداية توقيفهن فى قرتشك، ولم يُتخذ أى إجراء فى قضية شيما انتصارى، التى تعانى من الربو المزمن، فضلًا عن سجينات أخريات ممن أُصيبن أثناء اعتقالهن وبعده".
وزوّد المعارض الإيراني "أمير محمد" "زمان الوصل" بأسماء عدد من "الدراويشات" المعتقلات خلال هجوم القوات الإيرانية على تجمع "الدراويش الغوناباديين" في طهران.
وهن "نفيسة مرادي-آويشاي جلال الدين- شكوفه يداللهي- نازيلا نوري- شيما انتصاري- سيما انتصاري -مريم فريساني- معصومه باراكوهي- الهام أحمدي".
وأكد أمير أن السلطات الإيرانية اقتحمت تجمعاً لـ"الدراويش الغوناباديين" في شارع "كلستان السابع" ليلة 19 شباط فبراير/2018، وقاموا بالاعتداء على النسوة المذكورات وغيرهن بالضرب المبرح وتم نقلهن إلى العنبر المعزول في الجناح الثالث لسجن "قرجك بورامين".
ولم تتوافر معلومات عن مصير "الدراويش" المعتقلين الآخرين، كما يقول.
وكان موقع "مجذوبان نور" التابع لـ"الدراويش" الإيرانيين قد أفاد أن القوات الأمنية الإيرانية صعدت في الآونة الأخيرة قمعها على "دراويش غنابادي" الذين اعترضوا على إصدار السلطة القضائية أحكاماً غير عادلة بحق السجناء السياسيين.
وحسب المصدر المذكور-"هاجمت قوات الأمن النساء خلال وقفتهن الثانية أمام مبنى العدلية بالعاصمة طهران بالهراوات بهدف خلق أجواء من الخوف والرعب ثم اقتادتهن إلى سيارات قوى الامن الداخلي بشكل وحشي ونقلتهن إلى مكان مجهول. وخلفت هذه الهجمات الوحشية عدداً من الجرحى في صفوف النساء واعتقال عدد آخرين منهن".
وتأسست جماعة "دراويش غنابادي" في نهاية القرن التاسع الهجري والرابع عشر الميلادي، على يد الشاعر الصوفي الإيراني "السيد نور الدين شاه نعمة الله بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يحيى العلوي الحسيني الكرماني الماهاني"، المعروف بـ"شاه نعمة الله ولي"، وينسبه البعض إلى الإمام السادس "جعفر الصادق".
و"نعمة الله ولي" ولد في حلب السورية سنة 730 هـ، وأقام بالعراق ثم بمكة، كما زار "يزد وهراه وسمرقند"، ثم وصل به المطاف إلى "ماهان" من توابع "كرمان"، وتوفي فيها في الخامس من رجب سنة 820هـ.
وتصاعدت الضغوط على "دراويش غنابادي" من قبل نظام ولاية الفقيه، منذ العام 1979، وشهدت مدينتهم "الكرقة" خلال السنوات العشر الأخيرة قمعاً متواصلاً من قبل نظام خامنئي، وشكّل عهد الرئيس الأسبق "أحمدي نجاد" أسوأ الفترات التي شهدتها الجماعة، وخصوصاً بعد أن دعمت جماعة "دراويش غنابادي" انتفاضة 2009، ضد انتخاب نجاد رئيساً لإيران لفترة ثانية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية