حصلت "زمان الوصل" على معلومات أكيدة تفيد أن "شادي نبيل الكزبري" الذي توفي قبل أيام، هو صهر اللواء المخابراتي "بهجت سليمان"، حيث كان متزوجا من ابنته "يارا" (38 عاما) قبل أن يطلقها –أو تطلقه- ويتزوج واحدة أخرى كانت متزوجة قبله.
"كزبري"، الذي نعاه مشاهير شبيحة النظام، حيث مات "فجأة" وهو في أواسط الأربعينات (ليس على الجبهة بالتأكيد، لأن اختصاصه إرسال الفقراء إليها فقط)، كان من بين قادة التشبيح والتأييد النافذين في دمشق، متكئا على جملة من العوامل، منها غناه المالي، وكونه صهر اللواء "بهجت"، الذي لا يكاد يخفى على أحد في سوريا مدى سطوته وفساده وقربه الشديد من حافظ وبشار.
وكان "كزبري" يحيط نشاطاته الداعمة للنظام بالكتمان، ويحاول إبعادها عن الملأ، ومع ذلك فقد تسرب جزء من أخبار هذه النشاطات، ومنها تمويله لمجموعات من الشبيحة، كما باحت بجزء آخر صوره مع الثري "محمد حمشو"، الأخطبوط الذي تداخلت أذرعه في بنية النظام بشكل يفوق معظم التصورات، والذي يرى "كزبري" فيه "شجرة ياسمين"، وصاحب مواقف "عظيمة" وأخلاق "كريمة".
وقد سبق اتهام "كزبري" بالتورط في نشاط مخابراتي موال للنظام على الساحة اللبنانية، ويبدو أن هذا الاتهام له ما يسنده بل ويزيد عليه إلى درجة الانخراط في نشاطات لاتقل سوءا لاسيما مع مليشيا "حزب الله"، ومع قيادييها وداعميها الكبار، وفي مقدمتهم "نوح زعيتر" ملك المخدرات وتاجرها الأكبر في لبنان، وصاحب العلاقة الواضحة والوثيقة بالمليشيا الصفراء، انطلاقا من أن المخدرات هي أبرز مصدر من مصادر تمويلها.
وتكفي لقطة لـ"زعيتر" مع "كزبري" وخلفهما صورة لبشار الأسد.. تكفي لشرح القصة ومعرفة "مقادير الخلطة" التي يتكون منها "لوبي" الأسد في الداخل والخارج.
أما صورته مع الشبيح "الدمشقي" البارز "بلال نديم شاهرلي"، فهي تروي قصة أخرى، ربما نتعرض لها لاحقا في سياق تقرير خاص بـ"شاهرلي" وعلاقاته ونشاطاته.
*عصابة
وكان إعلام النظام يلمع اسم "شادي كزبري" قبل الثورة، باعتباره بطلا من أبطال "سباق السيارات"، الرياضة التي كانت حكرا على أبناء النظام وأحبائه، وجمعت تحت سقفها أفراد عصابة واحدة، ما لبث أن تكشفت أدوارهم الحقيقية البعيدة عن الرياضة فور اندلاع الثورة.
وليس هناك معلومات دقيقة عن مقدار الثروة التي يملكها أبناء نبيل الكزبري (أحمد، شادي، أمير)، لكنها بلا شك ثروة كبيرة، أملت على "اللواء بهجت سليمان" الذي لاتنقصه الثروة الطائلة.. أملت عليه القبول بـتزويج ابنته "يارا" لشاب هو في النهاية محسوب على السنة والدمشقيين؛ لينجب منها طفلة قبل أن ينفصلا.

وقبل 4 سنوات، تزوج "كزبري" مرة أخرى من امرأة كانت متزوجة قبله ولديها ولد، وأنجب منها طفلة، ليصبح لديه ابنتان، واحدة من طليقته "يارا" وأخرى من زوجته الجديدة (ر).
وإذا كان "شادي" يمثل الجانب الخفي من نشاطات أسرة "كزبري" الداعمة للنظام، فإن أخاه الأكبر "أحمد" يجسد إلى حد ما الوجه المكشوف منها، فهو الشخص الذي حظي بمباركة وموافقة بشار ليكون "عضوا في مجلس الشعب" لثماني سنوات (الدورتين الأخيرتين)، وهو أحد "المؤتمنين" على الدستور المصنوع على أعين بشار قبل سنوات، من خلال عضويته –أي كزبري- في لجنة إعداد الدستور وعضويته في لجنة الدستور بالمجلس، وهو أيضا أحد ممثلي النظام المزمنين في مؤتمرات جنيف المتلاحقة خلال السنوات الماضية، دون أن ننسى عضويته في مؤتمري موسكو وأستانة.
ومنعا للالتباس، فإن "نبيل كزبري" والد "شادي" ليس هو رجل الأعمال الشهير "نبيل كزبري" المعروف بـ"ملك الورق" والمقيم في النمسا، رغم أن لهذا الأخير علاقة قرابة به، وأن "نبيل" والد شادي، و"نبيل" ملك الورق هما من "نفس العائلة الدمشقية الكبيرة والمعروفة"، وفق بيان نشره "ملك الورق" قبل سنوات، عندما ثارت ضجة حول وصول "أحمد نبيل الكزبري" إلى "مجلس الشعب" في ظل القتل والدمار، فظن البعض أنه ابن "نبيل الكزبري" ملك الورق.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية