"صعود القمة تحتاج إلى إقدام ولا تحتاج الى أقدام" هذه هي الحكمة الذهبية التي وضعها الشاب المصاب "فاضل عثمان" نصب عينيه في مسيرته الرياضية التي تكللت بتحقيق الكثير من الإنجازات برياضة "الووشو كونغ فو" وهي رياضة استعراض والتحام كامل نابعة من الفنون القتالية الصينية.
ولد فاضل في بلدة "الابزمو" بريف حلب الغربي ومنذ سن مبكرة من حياته بدأ بالتدريب على لعبة كمال الأجسام ولعبة "الكونغ فو"، وشارك في العديد من البطولات ومعسكرات التدريب في حلب، والتحق بالثورة السورية بعد انطلاقتها وأصيب بقذيفة دبابة بتاريخ 25/5/2015 أثناء التصدي للميليشيات الإيرانية في منطقة "الراشدين" بريف حلب، وأدت الإصابة إلى بتر قدمه اليمنى وتهشم ساقه اليسرى مما اضطره للخروج إلى تركيا لتلقي العلاج على نفقته الخاصة.
يروي "عثمان" لـ"زمان الوصل" إنه تعرض للعديد من العمليات الجراحية، وبعد أن تماثل للشفاء عاد إلى التدريب وإكمال مشواره الرياضي رغم صعوبة وضعه الصحي الجديد.
وشارك مع المنتخب السوري في بطولة "الووشو كونغ فو" الدولية في مدينة "سامسون" (شمال تركيا) مطلع الشهر الماضي، ونال كأساً وميدالية ذهبية وشهادة دولية.
وتمكن -كما يقول- من رفع علم الثورة السورية أمام عشرات الوفود التي شاركت في البطولة من فلسطين وتركيا وأذربيجان وبلغاريا وإيران.
وتم تشكيل منتخب للعبة الصينية الأصل من قبل الاتحاد السوري من لاعبين من الداخل السوري المحرر وتركيا وأوروبا بعدد 22 لاعباً، ولكن تمكن 12 لاعباً فقط من المشاركة في البطولة بسبب إجراءات السفر، وشهدت البطولة –كما يقول "عثمان"- قرعة لأسلوب "الساندا" وهي القسم القتالي للكونغ فو لتضم 8 لاعبين من المنتخب ضمن قوائم الأوزان المشاركة في البطولة.
وحصل هؤلاء اللاعبون في البطولة المذكورة على 4 ذهبيات و4 فضيات، وتعتبر هذه المشاركة السنوية الثالثة على التوالي للاتحاد في بطولة "سامسون" -كما يقول محدثنا- إذ سبق أن شارك لاعبوه في بطولة البلقان عام 2016، وبطولة "كايسري" الدولية وبطولة البحر الأبيض المتوسط وبعض البطولات الاحترافية في السعودية (ام ام اي)، بالإضافة لبطولات محلية.
وتمكن "عثمان -22 عاما" من حصد ذهبية جديدة للمنتخب الوطني في أسلوب "وينغ تشون" وهي حركات دفاعية تُؤدى باليد والقدم، لكنه اعتمد على يديه فيها لينال إعجاب الجمهور لإصراره على ممارسة الرياضة رغم وضعه الصحي ومنافسته للاعبين أتراك أسوياء والفوز عليهم بهذا الأسلوب القتالي.
وأوضح محدثنا الذي يعيش في القسم الآسيوي من مدينة اسطنبول أن لعبة "الووشو كونغ فو" صينية انتشرت في شرق آسيا منذ أكثر من نصف قرن وتعتبر أم ألعاب الدفاع عن النفس.
وتتكون اللعبة -كما يشير- من قسمين "الساندا" القتالية وأسلوب "التاولو"، وهو أسلوب استعراضي ولكل لعبة منها قوانينها الخاصة ووقتها وحكامها، ودخلت هذه اللعبة إلى سوريا بشكل نظامي عام 2003 وتم تشكيل الاتحاد السوري الحر لها عام 2013.
وأكد "عثمان" أن اتحاد اللعبة حقق منذ تأسيسه 40 ميدالية دولية ومنها بطولة البحر الأبيض المتوسط، ولفت اللاعب القادم من ريف حلب الغربي إلى أن معظم أعضاء الاتحاد السابق للعبة من مدربين وأعضاء وخبرات منشقون عن النظام ومنهم رئيس الاتحاد المدرب "علاء الدين التمر" الذي يعود إليه الفضل كما يقول في تدريبه وتأهيله وتشجيعه على المشاركة في البطولات وإعطائه بعض التعليمات والحركات الخاصة بوضعه الصحي.
وعبّر الرياضي الشاب عن جوانب من معاناته كلاعب مصاب ومنها –كما يقول-عدم توفر الإمكانيات المادية له للانتقال ومتابعة التدريب وعدم تمكنه من العمل بسبب حالته الصحية، فقدمه اليمنى مبتورة من أعلى الحوض وساقه اليسرى ثابتة لا يستطيع تحريكها إلى جانب فقدانه المفصل الأيسر للركبة، ورغم ذلك يصر الشاب العشريني على تحدي الإعاقة والاستمرار في التدريب سواء في منزله أو في النوادي أو في حديقة "عمرانية" باسطنبول الآسيوية ليحرز التقدم والإنجازات نصرة لقضية شعبه طامحاً –كما يقول- إلى رعاية حقيقية له كلاعب ومصاب من خلال افتتاح نادٍ رياضي أو العمل كمدرب للأطفال في أي مدرسة ليوصل خبراته التي اكتسبها طوال السنوات الماضية إلى الأطفال السوريين سواء في المدن أو مخيمات اللجوء.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية