أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

القرضاوي يستغرب الاهتمام بحذاء الزيدي أكثر من مجازر غزة

أجل وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة العلامة د. يوسف القرضاوي الإعلان عن تفاصيل وموعد زيارته لعدد من الدول العربية والإسلامية الهادفة لتوحيد الصف في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة، لإجراء مزيد من الاتصالات والمشاورات لضمان نجاحها.
وأوضح د. القرضاوي أن تحرك الوفد يأتي انطلاقا من دور علماء المسلمين في تجييش طاقات الأمة الإسلامية للوقوف في وجه أعدائها، مشيرا إلى أن اتحاد العلماء يولي قضية فلسطين أهمية خاصة، ويعتبرها القضية المصيرية الأولى التي تستحق الاهتمام في الوقت الراهن.
وقال الشيخ القرضاوي من فوق منبر جامع عمر بن الخطاب: «كونا وفدا إسلاميا من خيرة الشخصيات الإسلامية البارزة من أنحاء العالم، سيزور عددا من الدول من بينها السعودية، وسوريا، والأردن، وتركيا، وسيزور منظمة المؤتمر الإسلامي، وسيزور الجامعة العربية إذا أمكن».
وتابع موضحا «يحتمل أن ينطلق الوفد في مهمته من اليوم إن شاء الله، فأدعو الله أن يوفقه في مهمته، وأن يعيده مؤيدا منصورا».
واصطف أعضاء الوفد عقب صلاة الجمعة بجامع عمر لاستقبال تحية المصلين.
وأشار إلى أن العلماء طوال التاريخ كانوا يقفون في مقدمة صفوف المجاهدين المدافعين عن أرض الإسلام.
وضرب أمثلة على ذلك بمواقف عدد من العلماء منهم العز بن عبد السلام الذي ألهب حماس المسلمين لمقاومة غزو التتار.
ومنهم الشيخ عز الدين القسام أحد علماء الشام، والشيخ أمين الحسيني مفتي فلسطين اللذان قادا جيوش الدفاع عن أرض فلسطين عشرات السنين ضد المحتلين اليهود.
وأقسم الشيخ القرضاوي قائلا: «والله الذي لا إله إلا هو إني لأؤمن بالنصر آتيا لا ريب فيه» مبشرا بنصر المسلمين.
وتابع قائلا: «لا يمكن أن ينتصر اليهود المتحللون من كل فضيلة والسائرون في الظلم والباطل والبطش على أمة مؤمنة متمسكة بربها ودينها وقيمها، مستشهدا بقول الله عز وجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ». ومستدلا بشواهد من التاريخ تؤكد أن الظلم مهما طال لا يمكن أن ينتصر على العدل. والباطل مهما علا لا يمكن أن ينتصر على الحق.
وأضاف أن اليهود الصهاينة سيهزمون كما هُزم الصليبيون والتتار «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ».
ودعا للإيمان بالله، والثقة بنصره، وبمزيد من الولاء والتمسك بعروة الإسلام «بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا»، وأن نعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق.
وأوضح أن الإيمان بالله والتوكل عليه ثمرته النصر، ذلك وعد الله القائل: «هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا».
وقال إن المسلمين مطالبون بجهاد عدوهم بقدر ما يستطيعون وينتظرون النصر من عند الله.
عظات من الهجرة
وانتهز الشيخ القرضاوي فرصة إلقاء أول خطبة جمعة في العام الهجري الجديد ليوضح للمسلمين ما ينبغي أن يفعلوه في هذه المناسبة.
قال: «كلما بدأ العام الهجري كان على المسلمين أفرادا وجماعات أن يقفوا أمام هذا الحدث وقفة تأمل للعظة والاعتبار».
وحدد فضيلته أمرين مهمين دعا للاعتبار بهما:
الأول: إن دين المسلم أعز عليه من كل شيء. أعز عليه من أهله، وماله، ومن وطنه، ومن كل ما يعتز به الناس.
واستدل على ذلك بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه هاجروا من مكة، وهي أحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إليهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يقيموا دينهم فيها. فخرجوا يبحثون عن أرض أخرى تتسع لنشر الدين، وإقامة شعائره وشريعته ودولته، وتثبيت عقيدته ومعاملاته.
ورد على الذين يقولون إن الوطن أعز على النفس من كل شيء، موضحاً أن الله ورسوله أعز على المسلم مما سواهما تاليا قول الله عز وجل: «قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ».
الأمر الثاني الذي دعا الشيخ القرضاوي للاعتبار به هو أن نصر الله آت لا ريب فيه، وعلى المسلمين أن يؤمنوا بالله ويتوكلوا عليه، ويأخذوا بأسباب النصر، ثم يفوضوا أمرهم لله.
وضرب مثلا على ذلك بما فعله النبي من تخطيط سليم وتدبير محكم عند هجرته من مكة للمدينة، حيث اختار الرفيق، وحدد الطريق، واستعان بالدليل الخبير في الدروب والمسالك والمكان الذي اختبأ فيه لتضليل المشركين، واتجه إلى البلد الذي سينتقل إليه والقوم الذين سيعيش بينهم.
وقال إن الرسول أخذ بالترتيب البشري المطلوب، ثم دخل الغار، ولما أدركه المشركون قال لصاحبه أبو بكر مطمئنا: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا».
وقد حفظ الله رسوله وأيده بجند من عنده، وأعمى عنه أعين المشركين فلم يروه. وفي ذلك يقول الله عز وجل: «إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ».
وأوضح الشيخ القرضاوي أن كلمة الله ستظل هي العليا دائما، ولا يمكن أن تنخفض، ولا يمكن أن تنخفض راية الهل وستظل مرفوعة خفاقة.
إلقاء الحذاء على بوش
وعلق الشيخ القرضاوي على حادث إلقاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي الحذاء على الرئيس الأميركي بوش مستغرباً مما ترتب على الحادث من ترحيب بين المسلمين. وقلل من نتائجه وآثاره.
وقال: «نحن نقذفه بالأحذية وهو يقذفنا بالقنابل، كأن قنابلنا أحذية وأحذيته هي القنابل المؤذية والصواريخ الفتاكة والمدمرة».
وذكر أنه سمع بالخبر وهو يؤدي مناسك الحج وتعجب، لأن 200 شاعر سعودي أنشدوا قصائد تمجد في صاحب الحذاء.
نصرة غزة
وعلق الشيخ القرضاوي على ما جري ويجري في غزة مبديا أسفه لأن الاهتمام بإلقاء حذاء على الرئيس الأميركي كان أكبر من الاهتمام بحصار مليون ونصف مليون فلسطيني وتجويعهم وسفك دمائهم.
وتساءل عن سر الصمت العربي والخذلان العالمي لأهل غزة وتركهم يموتون جوعا وعطشا ومرضا.
وجدد الدعوة لنصرة أهل غزة، مؤكدا أن الإسلام يفرض على المسلمين أن يهبوا للدفاع عن أي بلد مسلم يتعرض لعدوان.
وأوضح أن الأمة الإسلامية مطالبة بالوقوف بجوار أهل فلسطين بكل ما تستطيع من مال وسلاح ودعاء ومقاطعة اقتصادية.
واستنكر عدم استجابة الدول العربية لدعوة قطر بعقد قمة عربية، مؤكدا على أهمية التضامن بين الشعوب العربية في السراء والضراء.
وطالب الشيخ القرضاوي قادة العرب والمسلمين بتحقيق أمرين عاجلين لأهل فلسطين هما:
- سرعة فك الحصار عن غزة حتى لا يموت أهلها موتاً بطيئاً.
- والضغط لوقف العدوان الإسرائيلي حتى لا يموت أهلها موتا سريعا.
ودعا الشعوب العربية والإسلامية بمد شعب غزة بما تستطيع من إغاثة عاجلة.
ونادى بفتح معبر رفح لتسهيل دخول المواد الإغاثية والأدوية والمساعدات إلى غزة، مجددا الدعوة للمقاطعة الاقتصادية لإسرائيل -وشركائها في أميركا وأوروبا- للضغط عليها وإضعاف شوكتها.
ووجه رسالة لأهل غزة حياهم فيها على صمودهم، مؤكدا أن الشعب الذي أعتصم باله واختار طريق الجهاد لا يموت. وبشرهم بالنصر لأنهم أصحاب حق ولن ينتصر الباطل على الحق.

العرب القطرية
(109)    هل أعجبتك المقالة (143)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي