أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عن طهرانية الثورة ولعنتها.. ناصر علي*

أرشيف

اليوم سينقسم السوريون مرة أخرى حول سنوات الدم السبع التي مرت، وسيراها من يقفون مع النظام مؤامرة ولعنة أخذتهم بعيداً عن هناءة بالهم، وأيامهم الجميلة، ومشاويرهم، وأمنهم الذي كانوا يعيشونه، ووظائفهم، وأموالهم، وجامعات أبنائهم، وعودة بناتهم متى شئنّ، واستثماراتهم، ومشاريعهم التي كانوا يحلمون بتحقيقها.

سيلعن هؤلاء في هذا اليوم بالضبط إخوتهم الذين خرجوا من أجل الإصلاح أولاً ثم من أجل إسقاط نظام أطلق الرصاص عليهم، وسيشتمونهم ويرمون عليهم سلال التهم في أنهم وراء خراب البلاد ودمارها، واقتطاعها لصالح من زودهم بالسلاح وتعويذات القتل.

سيصب المؤيدون جام غضبهم على ثورة خرجت من المساجد لتهتف (الله أكبر)، وهم العلمانيون الذي تربوا في حضن الوحدة والحرية والاشتراكية، وأن الدين لله والوطن للجميع، ولا للطائفية، ونعم فقط لاستمرار الأمن والأمان برعاية البعث إلى الأبد.

سيطالب المؤيدون اليوم بمزيد من الدم، وتدمير ما بقي من معاقل الإرهاب التكفيري، ويتوعدون بأن بقية القلاع في قائمة الذبح، وأن الخيارات التي يقبلون بها فقط هي إعلان الاستسلام والعودة لحضن الوطن، والتوبة عن كل السباب والشتائم التي كالوها لنظام يريدهم فقط مواطنون يسمعون ويهزون رؤوسهم بالموافقة والدعاء.

أما البقية التي أرادت التغيير، وتحملت وزر السنوات الدامية، وتشردت منها الملايين -إما هرباً من القتل أو بحثاً عن نوم بلا سلاح لأولادهم في بلاد اللجوء- فما زالت على عهد أصواتها الأولى حالمة بوطن مغاير للذي كان، وحياة لا تنقصها كرامة الإنسان.

يعترف من أراد الحرية أن أخطاء حصلت لم تدع للطهرانية مكان، ولكنهم لم يريدوها هكذا، وتورطوا بالسلاح والمال الحرام لسببين: الأول دفاعاً عن حياتهم وأعراضهم، والثاني من أجل استمرار الدفاع فغرقوا في أجندات الخارج.

يعترف من أراد الحرية...أن من بينهم الملوثين والانبطاحيين والزئبقيين وشذاذ الآفاق، وأن من بينهم اللصوص والدعاة والانتهازيون، فهم بشر وليسوا ملائكة، والثورة أن تجب ما قبلها لكنها لا تعصم المأجور والخائن والجشع.

مع كل ما تقدم من اتهامات واعترافات يبقى التغيير، ومحاكمة القتلة، وعودة السلطة إلى الشعب وحده، ووحدة الأرض والمصير أهدافاً لا حياد عنها لجمهور أشراف الثورة من كل الطيف السوري، وألا تراجع عن هتافات الثورة الأولى في وطن يسوده العدل والمساواة لجميع من يعيشون على أرضه.

اليوم الخامس عشر من آذار بأخطائه ولعناته وطهرانيته، اليوم الذي اختاره السوريون ليقولوا كلمتهم في أن يكون لهم مثل كل البشر وطن بلا مافيات قتل، ولا اعتقالات للشبهة وتقارير الكيد، ولا مسؤولين لأنهم فقط بعثيون وفاسدون، ولا نظام مقدس للأبد.

لا ثورة بلا أخطاء وسلبيات، وعلى شركاء الوطن مراجعة مواقفهم قبل أن يضيع الوطن من الجميع وهو قاب قوسين أو أدنى من ذلك.

*من كتاب "زمان الوصل"
(199)    هل أعجبتك المقالة (205)

سوري

2018-03-16

الأستاذ ناصر المحترم: المؤيدون لتنظيم الأسد وليس نظام !! لأنه عصابة مافيوية تركيباً ووسائل وغايات هم نتيجة وليسوا سبباً فقط، صحيح هم نتيجة سياق وبنية حضارية متأخرة لكنهم قبل كل شيء نتيجة سياسات تصنيعهم على هذه الشاكلة من المسخية والتسطيح والإجرام والإنحطاط الشامل من قبل تنظيم الأسد. وكونهم نتيجة لا ولم ولن يغفر لهم، فما ارتكبوه من فظائع وتأييدهم على ارتكابها يدفعون الآن وسوف يدفعون مستقبلاً ثمنه، لأنه غير مسبوق بوحشيته واستباحته للآخر، وأعتقد أن أكبر عقوبة على موقفهم هذا ليست سجنهم أو قتلهم انتقاماً أو ..أو..أو... العقوبة الأقسى والتي يستحقونها عن جدارة هي بقاءهم تحت حكم عائلة الأسد يتوسلون أبسط حقوقهم كبشر..الثورة طرحت مشروع تحرير الجميع لكن غرام المؤيدين بحذاء الأسد وتشبثهم بلعقه جر عليهم قبل غيرهم ما يعيشونه اليوم.. وسوف يجر مستقبلاً ما لا تسمح عقولهم الضامرة بتخيله..


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي