أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قال إن عائلته تخشى اغتياله في المعتقل.. شقيق قاذف بوش بالحذاء

منتظر تعرض لتعذيب جسدي..وأطراف قايضت الإفراج عنه بالاعتذار

قال عدي الزيدي شقيق الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأميركي جورج بوش بفردتي حذائه خلال مؤتمر صحافي ببغداد إن شقيقه تعرض لتعذيب جسدي قاس، وإن هناك أطرافا داخل الحكومة العراقية تسعى لمقايضة منتظر بالإفراج مقابل الاعتذار بشكل علني.
وناشد عدي الزيدي في حوار مع «العرب» المنظمات الإنسانية العربية التدخل من أجل إنقاذ شقيقه، مؤكدا أن منتظر أمانة في أعناق الأمة العربية والإسلامية، مشيرا إلى أنه قابل شقيقه قبل عشرة أيام، وشاهد بأم عينيه كيف تعرض للتعذيب، حيث تعرض لتعذيب بالكهرباء.
وفيما يلي نص الحوار:

 أين منتظر الآن؟ وماهي أخباره؟
-آخر أخباره أني رأيته قبل عشرة أيام، ولا نعرف عنه سوى أنه في المنطقة الخضراء، ومحاكمته تأجلت حتى15/1، وطلب التأجيل لتغيير الوصف القانوني للمادة المتعلقة بمنتظر.
 متى كانت آخر مرة التقيت منتظر في معتقله؟
- قبل عشرة أيام، وهي المرة الوحيدة والأخيرة.
 كيف كان وضعه؟
-لقد كان وضعه الجسدي متدهورا جدا، فقد ضرب بقضيب حديدي وكهرباء وإطفاء أعقاب السجائر داخل أذنه، واقتلعت سنه، وتعرضت عينه اليسرى للضرب، وبها نزيف داخلي شديد، كما أن يده التي ضربت بوش تعرضت للضرب بشكل مستمر، ولكن وضعه المعنوي مرتفع جدا، وقال: «لست بنادم، وإذا عادت عقارب الساعة إلى الوراء فلن أتوانى عن ضرب بوش مرة أخرى بالحذاء»، وهناك حيلة داخل المنطقة الخضراء، فهناك أربعة أطباء يقومون بمعالجة منتظر من خلال الكريمات والدهون من أجل تغيير وضع منتظر حتى عندما يخرج للإعلام بحيث يخرج كأنه ليس به شيء، لكن عموما فالحالة الجسدية لمنتظر سيئة للغاية.
 هل تخشون على منتظر بعد تسليم الملف الأمني للخضراء؟
- إن تسلموا المسؤولية الأمنية أو لم يتسلموها فإننا نخشى على منتظر، فهو لدى القوات العراقية، وكما تعلم فإن المنطقة الخضراء فيها عدة مخابرات إقليمية، وتوجد أيد خفية تعمل لحساب مخابرات إقليمية، وهؤلاء لا يتوانون عن قتل منتظر، نحن في البيت كنا نخشى أن يقتل منتظر داخل سجنه حتى قبل محاكمته، وأعتقد أنهم سيدعون إنه شنق نفسه أو شيئا من ذلك، وإذا لم يخرج منتظر من السجن فإنه سيقتل داخله.
 تحدثت عن كريمات، هل تعتقد أن هذه الكريمات يمكن أن تكون سامة؟
- في الوطن العربي يوجد كثير من هذه الأشياء، ومنها ما حصل مع الرئيس عرفات، وهناك سم بطيء المفعول يمكن أن يعطى لمنتظر، ونحن نشك بكل شيء، من الكريمات أو الطعام أو حتى الإبر.
 هل أجريتم اتصالات مع الحكومة العراقية؟
- لا.. لم نتصل بالحكومة العراقية، ولن نفعل بعدما فعلوا بمنتظر الزيدي، هم ليسوا حماية بل مجرد عصابة، ولقد قلت ذلك الكلام في بغداد، من اعتدى على منتظر الزيدي ليسوا حماية وإنما عصابة، لذا لم نذهب إلى الحكومة العراقية، ولم نستجد العطف منها لأنه كما قالت الحكومة، ورمت الكرة في ملعب القضاء، فإننا نقول: فليثبت لنا القضاء أنه مستقل، وأن فيه رحمة وشفقة وتماشيا مع العاطفة العراقية وليطلقوا سراح منتظر، لا نتتظر ذلك من الحكومة وإنما نناشد القضاء العراقي.
*هل حاولت الحكومة أن تساومكم؟
- الحكومة بشكل مباشر لا، فقد جاءني شيخ عشيرة، وقال لي: أنا أستطيع أن أؤمن لكم طريقا مع المالكي وتتصلون به وتجلسون معه وتطلبون الصفح منه، فرفضنا ذلك رفضا مطلقا.
 أنت شقيق منتظر وأقرب الناس إليه، هل كان يعد لهذا الشيء؟
- أعتقد أن كل عراقي غيور وشريف يعد العدة ليأخذ بثأره من الاحتلال، وأن يفعل فعلته منتظر، ولم يكن منتظر يعد العدة لهذا الشيء، وإنما كان يراهن على شيء، أنه إذا وجد أي مسؤول من الحكومة الأميركية فإنه سيبصق بوجهه ويقول له أنت مجرم، وكان يقول إنه إذا رأى بوش أو رامسفيلد فإنه لن يتوانى عن إهانته، أما أن يضربه بالحذاء فهذا كان مستبعدا وكان حلما يراودنا، والحمد لله تحقق، ونطلب من الله أكثر من ذلك، أن يهان بوش مرة أخرى.
وقد تم إجبار منتظر في التحقيق على أن يقول إنه كان يخطط لفعل هذا الشيء، ولكنه لم يكن يخطط وإنما كان يتمنى.
 ما حقيقة رسالة الاعتذار التي تحدثت عنها الحكومة العراقية؟
- لقد سألت منتظر، وقال إنه لم يكن يقصد إهانة المالكي بشكل مباشر، ولكن إن أحست الحكومة بالإهانة من جراء الحذاء فأنا أعتذر للحكومة، أما إهانة بوش فأنا لن أعتذر عنها، أما حديث المالكي عن وجود سفاح وذباح قام بتحريض منتظر، فقد قال لي منتظر إنه عند تعذيبه طلبوا منه أن يختار دولة إقليمية أو شخصية معارضة ويدعي أنها حرضته، فقال لهم: ائتوني بورقة وقلم وأوقع عليها واكتبوا ما تشاؤون، ولكنه لم يعتذر، ونحن أيضاً -عائلة منتظر- نرفض الاعتذار، ولكن كما قلتها في بغداد، فنحن نقول للحكومة العراقية وإن اعتدت على منتظر إن المقصود بالحذاء ليس الحكومة العراقية وإنما هو جورج بوش، ومن يؤيد جورج بوش.
 لقد قال المالكي إن هناك سفاحا حرض منتظر على ذلك دون أن يحدد هوية الذباح، فهل هذا الاعتراف أخذ من منتظر؟
- هناك ماكينة إعلامية تعمل من أجل تشويه الحقيقة، ولم يحدد المالكي من هو الذباح، ولو كان هناك شيء من هذا القبيل لما أعلنه المالكي، وعند التعذيب طلبوا من منتظر ذكر أي شخصية سواء كانت سنية أو شيعية أو بعثية، فقال لهم منتظر: اختاروا الشخصية التي تريدونها، فاختار السيد المالكي شخصية ذباح دون أن يحدده، وأنا أقول: إذا كان من أرسل منتظر سفاح أو ذباح، فإن الشعب العراقي بأكمله هم السفاحون، لأنهم هم من أرسلوا منتظر للقيام بهذا الفعل.
 هل هناك تجاوب أو تفاعل من قبل القضاء العراقي مع هيئة الدفاع عن منتظر؟
- لقد بذلت هيئة الدفاع –مشكورة- أقصى جهدها، ولمدة عشرة أيام صارعت من أجل الدخول لمنتظر الزيدي، قبل أن يسمحوا لهم بذلك، حتى إن ضياء السعدي نقيب المحامين طلب نسخة من أوراق التحقيق، والتقرير الطبي، إلا أنهم رفضوا ذلك، فما كان من السيد السعدي إلا أن يقوم بحفظ ما قرأه في التقرير الطبي وأذاعه بعد ذلك، وعند دخولي أنا عند قاضي التحقيق وجدت تحقيقين مختلفين، فسألت القاضي عنهما، فقال لي إن هذا تقرير أولي وهذا تقرير طبي، علما أن التقريرين مختلفان بالكامل، وأعتقد أنهم سوف يختارون التقرير الأخف ضررا عليهم.
 قابلت منتظر قبل عشرة أيام.. هل حاولت لقاءه مرة أخرى؟
- نعم طلبت أنا وطلبت عائلتي عدة مرات، ولكن بعد أن صرحنا في الإعلام عما تعرض له منتظر الزيدي، عوقبنا بحرماننا من لقائه وقالوها لنا صراحة، بل إن منتظر طلب ملابس للظهور بها أمام المحكمة فرفضوا أن ندخل الملابس له.
 عائلة منتظر الزيدي، هل تتعرض لضغوط ومضايقات وتهديدات؟
- التهديدات كثيرة جدا، منها هذه الرسالة التي أحتفظ بها في الموبايل: «يا قومجية النبي كان يطعم اليهودي لأنه ضيف، هكذا تفعلون بضيوفكم»، الرسالة الثانية تقول: «لن تنالوا شفاعة الله ورسوله وآل بيته ولينفعكم الجالغي البغدادي»، في إشارة إلى قناة البغدادية التي يعمل بها منتظر، وتقول الرسالة الثالثة: «افعلوا ما تشاؤون فلن تكونوا أبطالا»، أما الرسالة الرابعة فهي تهديد صريح: «والله سوف تندمون على فعلتكم يا بعثية»، فهذه الرسائل والمئات مثلها جاءتنا ولكن الحمد لله ما فعله منتظر هو رسالة للعالم أن العراق يرفض الهيمنة والاحتلال، وإن كان البعض يتحدث عن المهنية فأنا أقول: فلتذهب المهنية إلى الجحيم مقابل الوطن، منتظر ولد عراقيا قبل أن يكون صحافيا، ولو كنت صحافيا وصار قتال في العراق ألا أشترك لأنني صحافي؟ هذا ليس معقولا، للأسف هذه الفرية سمعناها من بعض الصحافيين في العراق من بينهم فلاح المشعل وإسماعيل زاير وحيدر الموسوي وغيرهم من الصحافيين العراقيين الذين نصبوا نفسهم دفاعا عن الحكومة، ما أبكى منتظر داخل سجنه كما قال لي أن أول ضربة تلقاها بعد ضربه لبوش كانت ضربة من قبل حسين الكردي الصحافي في قناة كرد سات، والمراسل الآخر حيدر الموسوي وعدد من المطلبين الذي قابلهم المالكي، هؤلاء صحافيون مدفوعو الثمن، لا نعرف ما هذا التملق، هل من أجل مليون دينار سيدفعها المالكي لهم، والله عيب عليهم، التاريخ لا يرحم أيها الساسة والإعلاميون.
 هل هناك تدخلات سياسية وضغوط على المالكي للإفراج عن منتظر؟
- لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يضغط على المالكي، وخاصة عقب ضربه لمدينة الصدر وعدد من المدن العراقية، الآن هو يحكم بيد من حديد، ولكن لابد من الإشارة إلى بعض المواقف الوطنية الشريفة التي عبر عنها عدد منهم، وبعضهم جاءنا خلسة خشية من الملاحقة، ولا بد أن أشيد هنا بالبعض منهم وخاصة الدكتور صالح المطلك، ومحمد الدايني وزينب كريم الكناني التي شاركتنا الاعتصام وجماعة من حزب الفضيلة والتيار الصدري، وأبدوا المساعدة حتى المادية، ولكننا رفضنا ذلك، حتى لا تجير قضية منتظر لصالح هذا الطرف أو ذاك.
 هل ستعقد المحاكمة في هذا التاريخ؟
- أعتقد أن قضية منتظر تميع، يريدون أن يؤجلوها إلى ما بعد الانتخابات، لأن أي حكم على منتظر سيؤثر على الانتخابات المحلية، وقد وجدت الحكومة والقضاء في مصيبة غزة فرصة لها لتمييع قضية منتظر، ولدي معلومات تؤكد أن البيت الأبيض أرسل أكثر من عشر رسائل إلى الحكومة يستفسر فيها عما يمكن أن تفعله الحكومة تجاه منتظر، ويدل هذا على أن البيت الأبيض متواصل مع الحكومة العراقية لمعاقبة منتظر على فعلته.
 كيف نظرت وسائل الإعلام العراقية في الداخل لفعلة منتظر؟
- لقد وظفت بعض القنوات الصفراء خطابها الإعلامي لاستهجان فعلة منتظر ومنها قناة العراقية والديار والفيحاء، وكان لا بد من الإشادة بقنوات أخرى مثل «البغدادية» و«الشرقية» و«البابلية» و«الرافدين» و«قناة الراي»، بالإضافة إلى قنوات عربية أخرى مشرفة، ولكن عتابي على قناة «العربية» التي لم تكلف نفسها حتى بالاتصال بنا، بل أنها لم تعلن سوى خبر الواقعة فقط، ويبدو أن سياسة غلق المكاتب في بغداد المتبعة من قبل الحكومة قد أتت أكلها.
 هل حاولتم استرداد حذاء منتظر؟
- نعم، نحن كعائلة منتظر الزيدي ومعي كل العراقيين، كنا نريد أن نجعل لحذائه متحفا، وقد سألت القاضي عن الحذاء فأبلغني أن الحذاء أتلف، فقلت له: أعطني التلف، فرد: لا يوجد أي ذكر للحذاء، فقلت له: إنني سأرفع دعوى لاسترداد ثمن الحذاء من الحكومة العراقية، حيث إن ثمنه وصل إلى مبلغ 10 ملايين دولار، وسأقوم فعليا برفع الدعوى، مطالبا بالحذاء أو المبلغ، لسنا بحاجة إلى المبلغ ولكن نريد الحذاء.
 ماذا كان رد القاضي؟
- كان رد القاضي: ارفعوا دعوى إن أردتم، ولكن تم إتلاف الحذاء نهائيا، ولا أعرف كيف أتلفوه، علما بأني متأكد أن الحذاء موجود لدى الحكومة.
 كيف كان رد فعل العرب تجاهكم عقب خروجكم من العراق؟
- والله لقد أخجلوني، فقد أغدقوا علينا بكرمهم وحبهم الجارف، كان الجميع يحيطوني بحبهم، ولكن عتابي على بعض المنظمات الإنسانية والتي أكثرت من التصريحات دون أفعال.
 ماذا تريد من من المنظمات العربية؟
-عندي ثلاثة مطالب: الأول: رفع دعوى على بوش وحماية نوري المالكي، الثاني: رفع دعوة على الحكومة إذا لم يقدم حماية المالكي للقضاء، والثالث: طلب لجنة طبية محايدة، لجنة عربية لفحص منتظر، يا أخي منتظر أمانة في رقبة العالم العربي والإسلامي، لقد قام منتظر بما فعل ليس حبا بالشهرة أو الإعلام، هل يعقل أن يقدم إنسان على مثل هذه الفعلة التي يمكن أن تودي بحياته بحثا عن الشهرة، لقد فعلها دفاعا عن المضطهدين والأرامل والشهداء والثكالى، لقد دمر الاحتلال حضارة العراق ووادي الرافدين، كيف تريدون أن يتعامل معها منتظر، أطلب من الإخوان العرب ألا يتركوا منتظر وحده.
 هل هناك مقايضات معكم؟
- نعم.. لقد وصلتني أنباء أنه يوجد أطراف حكومية طلبت من منتظر الاعتذار رسميا في التلفزيون، وأن يزعم أنه تم إرساله من قبل أحد الأشخاص دون ذكر اسمه، وعندها سوف يخفف عنه الحكم ويذهب للخارج من أجل العلاج، كما أنهم وعدوه بمنصب في نقابة الصحافيين العراقيين.. كل هذا مقابل اعتذاره العلني فقط.
 ماذا تحب أن تضيف أيضاً؟
- أود أن أسمع صوتي للمنظمات الإنسانية التي صرحت للإعلام بأشياء كثيرة، ولكن للأسف لم يطرق أحد منها بابنا، ولم تقدم لنا مساعدة، نحن لا نريد إعلانات، نريد أفعالا، ومنتظر «يترجى» تلك المنظمات أن تتدخل.. ليس للخروج من سجنه، بل من أجل ألا يعتذر، فالاعتذار بالنسبة لنا الآن نكبة كبرى، الرجاء المساعدة من أجل منتظر الذي ضحى من أجل الجميع، من أجل أبناء بلده وأمته العربية والإسلامية، الرجاء مساعدته.

العرب القطرية
(97)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي