أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أزمة محروقات تعمّق معاناة سكان الشمال السوري

وصل سعر برميل المازوت إلى 120 ألف ليرة سورية - جيتي

يعاني أهالي وسكان المنطقة الشمالية من سوريا في إدلب وريف حلب الغربي من ارتفاع أسعار المحروقات عقب إغلاق الطريق الواصل من مدينة "إعزاز" إلى "عفرين" ومن "عفرين" إلى "دارة عزة" ما أدى لتوقف مرور المحروقات إلى محافظة إدلب بعد بدء قوات الجيشين السوري الحر والتركي عملية "غصن الزيتون" التي تهدف إلى السيطرة على مدينة "عفرين" وطرد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" منها.

ومع دخول "غصن الزيتون" شهرها الثاني نفد مخزون المحروقات لدى التجار في محافظة إدلب واشتعلت أسعار المحروقات بشكل كبير حتى وصل برميل المازوت إلى 120 ألف ليرة سورية بعد أن كان لا يتخطى سعره 50 ألف ليرة سورية للنوعية الجيدة، وتخطى سعر الكاز الأبيض 130 ألف ليرة سورية بعد أن كان سعره حوالي 55 ألف ليرة سورية، والبنزين المكرر 110 آلاف ليرة بعد أن كان 45 ألف ليرة سورية.

ورغم دخول مادة المازوت من تركيا عبر معبر "باب الهوى" عبر شركة "وتد" التي تعتبر المورد الحصري للمحروقات الأوروبية التي تتكفل بتأمينها وتوزيعها في محافظة إدلب بتسهيلات من قبل "حكومة الإنقاذ"، إلا أن الأزمة لم تحل ولو جزئيا، بسبب الارتفاع الكبير في سعر هذه المادة من المصدر، حيث لا يقل سعر الليتر الواحد عن 400 ليرة سورية بحسب مصدر مسؤول في الشركة.

وأفاد أحد تجار المحروقات في تركيا لـ"زمان الوصل" بأنه طلب إدخال كميات كبيرة من المحروقات وحتى الغاز المنزلي إلى ريف إدلب عبر معبر "باب الهوى" الحدودي.

وأضاف "قمنا بتحديد سعر طن المازوت الواحد بحوالي 800 دولار فيعود سعر ليتر المازوت الأوروبي حوالي 280 ليرة سورية وطن البنزين 900 دولار فيصبح سعر ليتر البنزين الأوروبي 350 ليرة سورية وطن الغاز المنزلي 950 دولار ليتمكن المواطن من شراء قارورة الغاز بحوالي 4 آلاف ليرة سورية وأعطينا هامشا للربح لمراكز توزيع المحروقات داخل إدلب وتخفيف أعباء الضرائب لدى عبورها من باب الهوى".

واتهم التاجر الذي تحفظ على ذكر اسمه، "هيئة تحرير الشام" بمصادرة المحروقات من التجار وإعطائهم ثمنها، مؤكدا أن "الهيئة قامت باحتكار المحروقات حتى أصبح سعرها مضاعفا بشكل جنوني".

وأشار إلى أنه قرر إيقاف توريد المحروقات عبر معبر "باب الهوى" الحدودي حتى ايجاد طرق وآليات عمل تنظم توزيع المحروقات بشكل عادل للجميع ودون أي احتكار لها.

ونوه التاجر إلى أنه سيقوم بإدخال المحروقات عبر معبر "باب السلامة" ومن ثم إلى ريف حلب الغربي بعد تحرير منطقة "عفرين" إذا لم يتم الاتفاق بين التجار و"هيئة تحرير الشام" على صيغة للتوافق على بيع المحروقات بما يناسب الاحتياجات والوضع الاقتصادي القاسي الذي يعاني منه المدنيون في المنطقة المحررة في محافظة إدلب.

في حين ارتفع سعر الخبز إلى الضعف نتيجة انقطاع المحروقات وغلائها في بعض القرى، كما أغلق عدد من الأفران بسبب عدم توفر المحروقات بسبب الاشتباكات الدائرة في منطقة إدلب وخصوصا منطقة "معرة النعمان" وريفها، كما تم تخفيض ساعات تشغيل الكهرباء في عموم محافظة إدلب من قبل أصحاب المولدات إلى النصف بسبب غلاء وانقطاع المحروقات.

وأوقفت بعض منظومات الإسعاف والمراكز الصحية أبوابها بسبب قلة مادة المازوت وغلائها إن وجدت، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية كبيرة جدا في المنطقة.

وباتت محافظة إدلب عاصمة للمهجرين من كافة المناطق السورية والذين هجروا قسرا بعد أن دمرت قوات الأسد بيوتهم ومدنهم، ويعيش في المنطقة الممتدة من شمال مدينة حماة، وصولا إلى غرب مدينة حلب أكثر من 3 ملايين نسمة بين مقيمين ومهجرين من دمشق وحمص وحماه ودير الزور والرقة ومدينة حلب.

زمان الوصل
(172)    هل أعجبتك المقالة (193)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي