باراك: نخوض حربا شاملة ضد حماس

قال وزير الدفاع الاسرائيلي أيهود باراك إن إسرائيل "تخوض حربا شاملة ضد حماس وأعوانها"، حيث أعلنت إسرائيل المنطقة المحيطة بقطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة.

جاءت تصريحات باراك في الوقت الذي واصلت فيه الطائرات الحربية الاسرائيلية غاراتها على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي حيث قصفت مقر وزارة الداخلية الفلسطينية وأهدافا أخرى في القطاع.

وقال باراك أمام الكنيست الاسرائيلي: "هذه العملية ستتوسع وستدخل في العمق حسب الحاجة. لقد ذهبنا الى الحرب لإلحاق ضربة قاصمة بحماس ولتغيير الوضع في الجنوب".

شاهد بالفيديو:  الجرحى يدخلون مصر

وأضاف: "سنحاول قدر المستطاع تجنب ضرب المدنيين لكن أعضاء حماس وإرهابيين آخرين يتعمدون الاختباء والعمل ضمن السكان المدنيين.. لا نريد ضرب الأطفال أو النساء ولن نمنع مواد الإغاثة الإنسانية من الدخول" الى القطاع.

في غضون ذلك قتل 12 شخصا في غارتين شنتهما الطائرات الاسرائيلية مساء الاثنين على منزل في بيت لاهيا وسيارة في بيت حانون، حسب مصادر طبية فلسطينية.

وفي وقت سابق قتل خمسة فلسطينيين في عبسان في خان يونس في جنوب قطاع غزة، وهم طفلة وزياد أبو طير، وهو قيادي ميداني في سرايا القدس - الجناح العسكري للجهاد الاسلامي، واثنان من أعضاء سرايا القدس وأحد المارة.

من جهة أخرى أفادت الأنباء الواردة من رفح إن السلطات المصرية فتحت معبر رفح جزئيا وسمحت بدخول معونات غذائية وطبية ارسلتها جهات عربية الى قطاع غزة. كما بدأ وصول الجرحى الفلسطينيين الى مصر.

وفي وقت سابق ألقت قوات الامن المصرية القبض على 35 فلسطيني تمكنوا من الدخول الى الاراضي المصرية. كما بدأت قوات الأمن بشن حملات تفتيشية مكثفة في المزارع والمنازل بمدينتي رفح والعريش لضبط باقي النازحين.

شاهد بالفيديو:  قصف جامعة النجاح في غزة

في هذه الأثناء أعلنت إسرائيل الشريط الحدودي مع قطاع غزة "منطقة عسكرية مغلقة".

وقال متحدث عسكري إنه يحظر على المدنيين السير في هذه المنطقة دون إذن خاص من الجيش.

ويشير هذا القرار الى اقتراب الهجوم البري على غزة من قبل وحدات الجيش الاسرائيلي المحتشدة على الحدود مع غزة.

وكانت الغارات قد تواصلت ليلا على القطاع حيث افاد مراسل بي بي سي العربية بأن الطائرات الحربية الاسرائيلية قصفت اهدافا من بينها مسجد بمخيم جباليا للاجئين بالاضافة الى مقر الجامعة الاسلامية التي تعد احد معاقل حركة حماس في القطاع ومقر الحاكم العام الذي كانت تعقد فيه الحكومة الفلسطينية استقبالاتها الرسمية.

واسفر القصف في مخيم جباليا شمالي القطاع عن مقتل ام فلسطينية واربع من بناتها واصابة قرابة 15 آخرين وهو ما يرفع عدد ضحايا الهجوم الاسرائيلي الى 310 قتيل و1000 جريح.

وتقول منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة إنها أحصت 51 مدنيا بين هؤلاء القتلى منذ يوم السبت.

وقال المتحدث باسم الاونروا كريستوفر جًنس أثناء جولة له على مستشفيات وعيادات غزة إن "هذا الإحصاء متحفظ ومن المحتمل أن يرتفع".

وجاءت تصريحات مسؤول الأونروا قبل مقتل الأم الفلسطينية وبناتها الأربع وهو ما يرفع حصيلة القتلى المدنيين إلى 56 شخصا.

كما ذكرت مصادر طبية إسرائيلية أن إسرائيليا قتل في مدينة عسقلان بجنوب إسرائيل من جراء صاروخ أُطلق من قطاع غزة.

وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية اجتمع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مع وزير الخارجية التركي علي باباجان في أنقرة.

وقال أبو الغيط في المؤتمر الصحفي إنه يعتقد أن "تركيا ومصر قادرتان على التأثير على الموقف الدولي ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة".

وأشار وزير الخارجية المصري الى أن "مصر لديها مسئولية خاصة تجاه القضية الفلسطينية وتجاه قطاع غزة ولديها دور في المصالحة الفلسطينية".

وتابع أن "مصر نجحت في تحقيق التهدئة لمدة 6 شهور وحتى 19 ديسمبر الحالي ولكن للأسف ونتيجة لعدم تجديد التهدئة وقت الاحداث الاخيرة والصدامات بين حماس واسرائيل.. كانت الشواهد كثيرة وتشير الى أن المسؤولين الاسرائيليين لديهم نوايا عدوانية في القطاع ردا على اطلاق الصواريخ من قبل حماس"

وقال أبو الغيط حول زيارة ليفني الى القاهرة قبل بدء العمليات العسكرية: "استقبلنا وزيرة الخارجية لكي نقول لها لا تقوموا بعملية عسكرية في غزة".

وأضاف: "علينا ان نصل بالامور الى وقف فوري للاقتتال وللعمليات العسكرية والعدوانية.. يجب وقف عملية القتل من قبل الآلة العسكرية ضد الفلسطينين ويجب استعادة التهدئة بين القطاع وحماس من جهة واسرائيل من جهة أخرى، ونتصور انه في اطار هذه التهدئة يجب ان يعاد فتح المعابر بين فلسطين واسرائيل".

وحول معبر رفح قال وزير الخارجية المصري إن "المعبر مخصص فقط لانتقال الأفراد ولكن ليس مخصصا لانتقال الشاحنات.. وقد استخدم الهلال الأحمر المصري معبر كرم أبي سالم من أجل نقل شحنات الإغاثة إلى داخل غزة".

أما باباجان فحذر من أن الوضع في غزة قد يتطور إلى ما هو أوسع من ذلك وأنه يجب تنبيه الأطراف الإقليمية إلى خطورة هذا الأمر.

كما قال إن قصف غزة يجعل من الصعب استمرار المفاوضات بين سورية وإسرائيل والتي تلعب فيها تركيا دور الوسيط، وبالتالي تعليق دور بلاده في هذه المفاوضات.

وقد قصفت الطائرات الإسرائيلية نحو أربعين نفقا للتهريب في رفح على حدود قطاع غزة من الجانب الفلسطيني.

وقد اوقعت الانفجارات الناجمة عن القصف انهيارات في المنطقة مما أحدث فجوات في الحاجز الحدودي مع مصر في رفح مما دفع العشرات من الفلسطينيين إلى التدفق إلى الأراضي المصرية وتسلق السور الحدودي هربا من الغارات الإسرائيلية.

ووقعت اشتباكات عند بوابة صلاح الدين بين القوات المصرية وفلسطينيين من الذين عبروا إلى الأراضي المصرية عبر الفجوات التي أحدثها القصف الإسرائيلي ما اسفر عن مقتل ضابط مصري في منطقة البراهمة شمال منفذ رفح بالاضافة الى وقوع اصابات بين عدد من الفلسطينيين.

يذكر أن الغارات الجوية الاسرائيلية التي تواصلت طيلة يومي السبت و الأحد طالت عدة اهداف منها مبنى جهاز المخابرات الفلسطينية السابق في حي السودانية شمال مدينة غزة، المعروف باسم مبنى السفينة.

وكان مقر حكومة حماس المقالة فى مدينة غزة، والمجمع الأمني الرئيسي فى غزة، ومقر تليفزيون الاقصى التابع لحركة حماس من بين المواقع المستهدفة. كما ضُرب أحد المساجد.