أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الشيطان الإيراني في الغوطة.. حسين الزعبي*

الدمار في دوما - جيتي

لا جديد فيما يرتكبه النظام من مجازر في الغوطة، فسبق أن فعل ذلك في غيرها من المناطق السورية، بل إن هذه المجازر ليست جديدة على الغوطة الشرقية نفسها، وهي التي شهدت أبشع مجزرة كيماوي تابع العالم ضحاياها وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة على الهواء مباشرة.

وإن حدث تهجير لأهالي الغوطة الشرقية، فهو أيضا ليس الأول من نوعه فقبلها كانت حمص بريفها وقد عُبث بتركيبتها السكانية، وبعدها كُشف ظهر دمشق من غوطتها الغربية والأحياء الجنوبية ومثلها الزبداني وامتدادها، نعم التهجير من الغوطة الشرقية إن حدث فهو ليس الأول في سوريا، لكنه سيكون الأخير، وبه يكتمل الطوق الإيراني على عنق دمشق وريفها، وبه تمسك بنصف سوريا الجنوبي من حمص إلى أقصى الجنوب.

الشيطان الإيراني، عراب التهجير والتغيير الديمغرافي في سوريا وصاحب المصلحة الأكبر فيه لأسباب سياسية متعلقة بالحلم الفارسي وأخرى عقائدية لا تخفى على أحد، لا أعتقد أنه سيوفر جهدا للدفع باتجاه فتح باب التهجير سواء التهجير القسري المباشر المقونن بتسويات، أو ذلك الأكثر خبثا وهو دفع الناس لترك مناطقهم خلال فترة طويلة بعض الشيء.

وهنا قد يكون من المفيد التحذير من الدعوات التي تأخذ طابعا إنسانيا وتدعو لإخراج الأهالي من "جحيم الغوطة".

وهل هناك جحيم أقسى من أن يترك الإنسان أرضه؟

قد يكون في هذا الكلام الكثير من المثالية لشخص يعاني الحصار والجوع وغيره؟ وهذا صحيح، ولكن من يعاني جحيم الحصار لا يعلم أن هناك جحيما من نوع آخر ريما ينتظره في الشمال السوري، حيث إدلب المنفى الإجباري الذي يغص بملايين المهجرين، وكذلك جرابلس.. وربما ليس بعيدا عفرين.

حتى الآن موقف الفصائل في الغوطة، وبحسب المعلومات الواردة من هناك هو رفض كل ما من شأنه أن يؤدي إلى هذا السيناريو، وهذا هو الطبيعي، فلا مبرر لوجود فصائل الغوطة، ولا لفصائل درعا ولا لغيرها أصلا إن تمت عملية التهجير، بل أجرؤ على القول إن لا مبرر للثورة برمتها إن حصل ذلك.

وتقع على عاتق الجميع، وعلى رأسهم رجال الدين والأعمال والسياسة والإعلام والنشطاء وكل من اختار أن يكون إلى جانب فكرة الثورة، مسؤولية الوقوف بحزم ضد التهجير من الغوطة مهما كان شكله ومهما كان اسمه براقا، وفضح كل من يقف خلفه، فالغوطة الشرقية ليست ملكا لهذا الفصيل أو ذاك ولا لهذا المرجع الديني أو ذاك.

أما الفصائل الصامتة عما يحدث في الغوطة، سواء بقرار ذاتي أو بقرار من خارج الحدود، فقد لا يتسع المكان كله لشتمهم، ولكنهم إن بقوا كذلك فإن نجوا من المطحنة الإيرانية، فهم لن ينجوا من غضب الناس، فمن انتفض على الأسد لن يخشاهم.

*من كتاب "زمان الوصل"
(189)    هل أعجبتك المقالة (181)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي