وصلت عملية إعادة ملعب إدلب البلدي إلى مراحل متقدمة بجهود متطوعين على رأسهم "الدفاع المدني" في المحافظة.
وكانت المديرية العامة للرياضة والشباب التي تمثل غالبية الأندية والرياضيين الموجودين في الداخل السوري قد استلمت أكبر ملاعب إدلب مع عدد من المنشآت والملاعب والصالات في المدينة من "هيئة تحرير الشام" ووضعتها تحت تصرف الرياضيين الأحرار.
وبقي الملعب البلدي لسنوات دون تأهيل رغم أنه يمتاز بعشب طبيعي ويحتوي على ملعب للتنس وصالة لكرة السلة، ولكنهما غير مؤهلين.

ويقول نائب رئيس المديرية العامة للرياضة والشباب "علاء مروح" إن الملعب المذكور وضع مع بداية الثورة من قبل النظام تحت تصرف المرتزقة الذين جعلوا منه ثكنة عسكرية ومعتقلاً، وكان عند استلامه في حالة يُرثى لها جراء القصف والإهمال.
وأضاف: "بدأت المرحلة الأولى من تأهيل الملعب بإزالة الأنقاض وآثار القصف على الملعب وتنظيف أرضيته بجهود من عناصر الدفاع المدني خلال 3 أشهر، وفريق منظمة "بنفسج" الذي شارك على مدار يومين، وكانت الفترة اللاحقة بجهود فردية وبكادر بسيط لا يتعدى 6 أشخاص".
"مروح" لفت إلى أن حال الملعب قبل تأهيله كان مزرياً للغاية، سواء في البنية التحتية أو أرضية الملعب جراء تعرضه للقصف عشرات المرات، وتم تنظيف الأرضية وترحيل حوالي 3 طن من الحديد عدا الشظايا والحجارة، وصنع مرمى جديد وتخطيط ودحل الملعب.
وأكد أن الملعب بات جاهزاً للافتتاح الذي سيتم تأجيله حالياً بسبب الظروف التي تمر بها البلاد والغوطة الشرقية بشكل خاص، لافتاً إلى أن صفحات النظام تحدثت عن جهوزية ملعب إدلب البلدي أكثر من ملاعبه رغم الحرب والحصار.

وتابع حكم كرة القدم السابق أن تأهيل الملعب تم بشكل تطوعي وجهود فردية، مضيفاً أن القائمين على التأهيل وجهوا نداءات عدة لمنظمات وجهات تدعم الرياضة ولكن أحدا لم يستجب، مشيراً إلى أن هناك ضرورة الآن لإعادة تأهيل الصالات المتواجدة تحت المدرجات وصالات الجودو والحديد وملعب التنس والألعاب القتالية ومشالح اللاعبين وشراء بعض التجهيزات، وهو أمر يفوق طاقة المتطوعين وإمكانياتهم.
وكشف "مروح" أن تجهيزات الملعب السابقة تعرضت للنهب والحرق والأذى، وكذلك المرمى وكراسي المدرجات التي تعرضت بدورها للسرقة والتكسير من جهات لم يسمها، وعند دخول "جيش الفتح" قام طيران النظام باستهدافه مرات عدة، كما استهدفت خمس طائرات صالة السلة والطائرة، ما أدى لتدميرها بشكل كامل.
وبدوره حمّل الصحفي والناقد الرياضي "أنس عمو" الهيئةَ العامة للرياضة والشباب مسؤولية إهمال الملعب بشكل متعمد.

وأشار إلى أن الهيئة المذكورة اتفقت مع مؤسسة "السنكري" منذ سنتين على عقد رعاية بقيمة 7000 دولار شهرياً لرعاية المنشآت الرياضية بإدلب، ولكن اتضح كما يقول- أن الملعب بقي مهملاً من الهيئة والداعم "لأنهما لا يريدان للرياضيين في المحافظة أن ينطلقوا بشكل أكبر بعد انفصالهم عن الهيئة التي اتهمتهم بالإرهاب والتبعية لجبهة تحرير الشام".
وكشف "عمو" أن الملعب "لم يسلم أثناء فترة الصيانة من الأذى والتخريب إذ دخل أحد المجهولين إلى الملعب ولجأ لتكسير المرمى والمرافق الصحية والحمامات وتعطيل ماكينة العشب، كما تم وضع عبوة ناسفة على باب الملعب لاغتيال المتطوعين الذين يعملون على تأهيله.
روى الصحفي على سبيل الدعابة أن المتطوعين وبعد تعطيل ماكينة العشب وعدم وجود ثمن أسمدة اضطروا لجلب "خرفان" بناء على نصيحة أحد المهندسين الزراعيين بهدف أكل العشب وإعطاء سماد لأرض الملعب في الوقت نفسه.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية