أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الجعفري.. صوت إيران المرتفع*

بشار الجعفري - أرشيف

 فشلت كل التوقعات السابقة بإزاحة بشار الجعفري سفير الأسد في الأمم المتحدة من رئاسة وفد النظام المفاوض في جنيف وسواها، وبات الرجل صوتاً له حضوره في العالم وفي قلوب المؤيدين الذين يرونه رجلاً مفوهاً وصعب المراس، وبات له حظوة تجعل منه رقماً لا يمكن تجاوزه في الملف السوري.

لماذا صمد هذا الصنم الدبلوماسي طوال (الأزمة) السورية فيما تغير من حوله الكثيرون سواء أكانوا في صفوف المعارضة أم في الجانب الآخر، حيث بدّل النظام من وجوه مسؤوليه الكبار منهم والصغار ما لا يمكن إحصاؤه، وحتى المسؤولين عن الملف السوري من مبعوثين دوليين، وامناء عامين، وقادة دول...إلا الجعفري صامد بوجه الجلف وكلماته المتعالية؟

بالأمس خرج الجعفري ليقول كلاماً واضحاً عن رفض النظام لأي لجنة يشكلها العالم لإعادة كتابة الدستور او تعديله، وأن مؤتمر (سوتشي) لم يفوض أحداً بذلك، وهذا بالرغم من رعاية موسكو لهذا المؤتمر وتمريرها لرأيها فوق الجميع...فصوت من كان يخرج من حنجرة الجعفري يملي إرادته العليا.

إنها إرادة الإيرانيين الذين توالت تصريحاتهم في الآونة الأخيرة حول دورهم في حماية الأسد ونظامه، وأنه لولا الدعم الإيراني لخرج الأسد وسيطرت القوى "الظلامية" على مقدرات الدولة السورية، وأنهم لن يمرروا أي اتفاق لا يراعي دورهم وحصتهم في الكعكة السورية التي باتت قسمتها على العلن وفي كل جهات البلاد.

صوت الإيراني كان واضحاً في خطاب الجعفري، و(ممانعاً) للرغبة الروسية والدولية، وهنا تجد إيران في عرقلة أي مسعى للحل في سورية حتى لو كان على حساب المعارضة ضربة لها، وتقويضاً لانفرادها على الأرض بجحافل الميليشيات التي بات مطلب خروجها من سورية على لسان أغلب المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين في أي خطاب يتعلق بسورية، وبدور إيران في أزمات المنطقة كلها.

وحده الجعفري من بين كل مسؤولي النظام يتحدث لغة إيرانية مضمرة بلسان عربي فصيح، ووحده يسمي الأشياء والأسماء كما يراها قاموس الملالي، ووحده يدرك ساعة الخطاب الذي توعز به إيران لخلط الملفات أو إفراغها من محتواها ليبقى الصراع الدموي حارساً لكل ميليشيات الموت الأسود التي جلبتها للقتال على الأرض السورية.

والجعفري ليس وحده في هذا الدور، وفي الداخل تبث إيران سمومها الطائفية بعباءة المقاومة عبر منظومة مدفوعة الثمن، ويقود هذا النفخ بكور الإيرانيين مجموعة من المثقفين الذين انقلبوا من يسار الفكرة إلى غواية المظلومية كعضو مجلس الشعب نبيل صالح، وبعض الفنانين الذين يمارسون بغاء التمثيل وبكائية آل البيت عندما تدق ساعة سيدهم الإيراني للعزف على مظلومية الطائفة والإرهاب.

وفي كل مرة ينطق فيها الجعفري تتأكد فكرة ولائه اللامتناهي لسلطة طهران في سورية، وأما السوريون الذي يمثلهم في كرسي الأمم المتحدة، فهم ليسوا أكثر من مجرمين وإرهابين يتم حصارهم اليوم في غوطة دمشق وإدلب حتى ظهور المهدي من بساتين (حرستا) أو يموتون دونه.

*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
(183)    هل أعجبتك المقالة (190)

القادسية الثالثة

2018-02-15

الجعفريمن مواليد دمشق 1956 ومن اصول ايرانية وتحديدا مدينة اصفهان منبع ومسقط راس ال الوحش - راجعوا اقواله وكتاباته حول الاسلام - لايهم فكلنا من ادم وادم من تراب ولكن العرق دساس !!!! الايرانيون تحديدا قوم سرقوا حضارات الشعوب ونسبوها الى انفسهم والشواهد التاريخية كثيرةفكيف لا يكون صوت الجعفري مرتفعا باسم ايران وامجاد ايران فسوريا بالنسبة له جزء من حدود الامبراطورية الساسانية بقيادة الولي السفيه لا اكثر.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي