أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تربية حمام الزينة تتحدّى الحصار شمال حمص

في تجمع بلدات الحولة نحو 3 آلاف مربي حمام - زمان الوصل

في الصباح الباكر، يصعد "حسان أبو محمود"، إلى سطح منزله؛ في إحدى بلدات "الحولة" المحاصرة بريف حمص الشمالي الغربي، ويمسك بحفنة من الشعير أو الرز، ثمّ يصيح صوتا، لتتجمّع حوله أعداد كبيرة من حمام "الزينة" والبري، من مختلف الأنواع والألوان، يلتقطون من يده وجبتهم الصباحية.

فالمربي "حسان"، الذي يعد واحداً من المئات من مربي الحمام في ريف حمص الشمالي، يؤكد أن الحمام يعرف صاحبه من بين المئات من الأشخاص.

تلك العلاقة الحميمية بين الحمام وصاحبه، كانت من الأسباب الرئيسية، التي دفعت "أبو محمود"، وغيره من الشباب، للإقبال على تربية الحمام بسبب عشقهم لهذا الطائر الداجن، وقلة العمل والفراغ القاتل لدى الشباب.

ويؤكد أبو محمود، أنه يشعر بالسعادة المطلقة وسط حماماته، وكأنهم أسرته.

"حسان" يتفقد برج الحمام الذي بناه على سطح منزله عدة مرات يوميا، يتفحص الحمامات، ويضع لهم المضادات الحيوية والفيتامينات مع الماء، في حال مرضهم، ويؤمن معظم طعامهم من الحبوب والبقوليات، التي توزعها الأمم المتحدة كمساعدات للمحاصرين، مثل العدس والرز العلفي من النوع الرديء جداً.

وأشار أبو محمود في حديثه لـ"زمان الوصل"، إلى أن أغلب أنواع حمام الزينة الموجود في ريف حمص الشمالي حالياً، مبندق( هجين)، وأصله مستورد من الخارج، وقد تأقلم حالياً مع البيئة المحلية، منوها بأن المربي السوري، نجح في تهجين الحمام المستورد سواء من الدول العربية أو الأوروبية.

*9 آلاف مربٍّ
ورداً على سؤال لـ"زمان الوصل" عن حجم تربية الحمام في ريف حمص الشمالي حالياً، قال مربٍّ آخر يدعى "ماهر أبو رضوان": "في تجمع بلدات الحولة نحو 3 آلاف مربي حمام، ونحو 6 آلاف في مدينتي "الرستن" و"تلبيسة" والقرى التابعة لهما، وهي مصدر دخل للبعض منهم، وهواية لميسوري الحال".

وللد لالة على ارتفاع حجم تربية الحمام في منطقته، يقام أسبوعياً سوق للحمام في مدينة "الرستن"، كما أنشأ بعض المربين مجموعة للتجارة به على وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"واتس آب"، وتهدف المجموعة لتبادل المعلومات والخبرات وتوجيه المبتدئين.

*أسعارها ما بين 25 -200 ألف ليرة
ويقول مربٍّ آخر يدعى " عيسى"، عن أشهر أنواع حمام الزينة الموجودة في منطقته المحاصرة بريف حمص "أملك عدة أزواج من نوع (الهمر) و(المساويد السود)، حيث يتراوح سعر الزوج منه ما بين 40 - 35 ألف ليرة سورية، وهناك أيضاً الحمام القلاب (30 ألف ليرة) والحمام (العباسي)، (البخاري)، (الشرابي)، (الريحانيه)، (المخاليف)، (المفتّل)، (الماورديات)، (الهزاز)، (الصيني)، و(البايملي)، وغيرها من الأنواع، التي يزيد سعر بعضها عن 200 ألف ليرة سورية، حسب لونها وسمعة مربيها، وهل هي هجين أو مستورد صافٍ.

إلى ذلك يواجه تجّار ومربّو الحمام في ريف حمص، صعوبات عديدة، أهمها غلاء أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية والفيتامينات، وندرة الأطباء البيطريين المتخصصين بالطيور، وعدم دخول أصناف حديدة إلى الريف بسبب الحصار.

وينصح المربي "عيسى"، الراغبين بتربية حمام الزينة، أو الحمام البري في تجهيز غرفة جيدة التهوية، تدخل إليها الشمس مع معرفة المربّي بأهم الفيتامينات والمضادات الحيوية التي يحتاجها الحمام، إضافة إلى الشغف والحب المرتبط بتربية طائر السلام "الحمام".

ريف حمص -زمان الوصل
(473)    هل أعجبتك المقالة (294)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي