اصدر الرئيس الامريكي جورج بوش، وفي آخر قراراته قبل مغادرته البيت الابيض، عفوا رئاسيا رمزيا عن امريكي انتهك قانون الحياد الامريكي بتوفيره طائرات لليهود الذين كانوا يقاتلون من اجل اقامة دولة اسرائيل في عام 1948.
وكان هذا المواطن الامريكي، غير اليهودي، واسمه تشارلز وينترز، قد عوقب بالسجن 18 شهرا بعد عمل مع آخرين على نقل ثلاثة طائرات محورة من نوع "فلاينج فورترس" او بي/17 الى اليهود في فلسطين لمساعدتهم على اقامة دولتهم، بتهم تهريب معدات عسكرية.
وكانت رئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة جلودا مائير قد اثنت في عام 1961 على ما اعتبرته عملا بطوليا من قبل وينترز، وقالت ان قام به اسهم في الحفاظ على اسرائيل وبقائها.
وقد مات وينترز، البروتستانتي المذهب، في عام 1984 عن 71 عاما، الا ان التهمة التي اعفاه بوش منها ظلت حتى هذا العفو موجودة في سجل تاريخ العائلة باعتبارها لطخة عار.
وقد هرّب وينترز وجماعته تلك الطائرات، بعد تحويرها، الى اسرائيل مرورا بتشيكوسلوفاكيا لتحميل اسلحة من هناك الى اليهود لمساعدتهم في اقامة دولتهم المستقلة، وقد قاد احداها بنفسه.
الا ان السلطات الامريكية اعتقلته واتهمته بانتهاك قانون الحياد الامريكي الصادر في عام 1949، والتآمر لنقل طائرات الى بلد اجنبي، وحكم عليه بغرامة قدرها خمسة آلاف دولار والسجن لعام ونصف.
الا انه اعتبر في اسرائيل بطلا قوميا، اذ كانت تلك الطائرات الوحيدة في سلاح الجو الاسرائيلي الحديث المولد، واعتبرت مساهمته مهمة في ظهور واستمرار الدولة الجديدة.
وقد نقلت ارملته، جوان، رفات زوجها الى اسرائيل بعد موته لدفنها في مقبرة مسيحية في القدس.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية