أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إعلان الأسد المفاجئ يخلق جدلاً واسعًا في تل أبيب

تلقت تل أبيب إعلان الرئيس السوري بشار الأسد المفاجئ الذي أوضح خلاله أنه يمكن لبلاده التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل، وبالتالي فمن الطبيعي أن تصل الأمور بين الطرفين لمحادثات مباشرة، بالكثير من الاهتمام المصحوب بجوقة من النقاش والجدل، فهناك من رأى أن التصريح لا يخرج عن كونه محاولة جديدة للمراوغة، بينما اعتبره آخرون بادرة طيبة ولكنها عديمة المعنى، وبين هذين الرأيين هناك من يعتقد أن التصريح بمثابة خطوة تاريخية من جانب دمشق، لا سيما أنه جاء في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت يشق طريقه إلى أنقرة لتقدم المفاوضات غير المباشرة مع السوريين.

صحيفة يديعوت الصادرة اليوم الثلاثاء والتي أبرزت تصريحات الأسد على صفحتها الأولى، تكشف على إنه جرى تنسيق مسبق بين دمشق وتل أبيب- من خلال الوسطاء الأتراك- تقرر أن يستغل الأسد ظهوره العلني عصر أمس كيف يوضح بان المحادثات المباشرة بين الطرفين هي الخطوة اللازمة التالية. وقال: "نحن نضع الآن الأسس الصلبة لإقامة المبنى. إذا كانت الأسس متينة، فسيكون ممكنا التقدم وإكمال إقامة البناء بنجاح".

ويرى مراقبون إسرائيليون أن الأسد لم يكن ليعلن عن رغبته بمحادثات مباشرة مع إسرائيل لولا قرب صعود باراك أوباما لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية، وتعتقد محافل إسرائيلية أن الأسد يريد تحسين صورة بلاده وإبعادها عن ما تصفه واشنطن "دول محور الشر".

 ولهذا الغرض قال في خطابه مع رئيس كراوتيا أمس: "نحن نأمل بالعمل مع الإدارة الجديدة بشكل جدي وواقعي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وليس العكس".

كما أن تصريحات الأسد يوازها على الطرف الآخر، ما يردده أيهود اولمرت، الذي يحاول أيضًا استغلال كل دقيقة في لحظاته الأخيرة على الكرسي، وقال أمس في حديث أجراه مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان: "ما لا تفعله اليوم في الشرق الأوسط ليس مؤكدا أن تنجح في فعله غدا".

 ولكن بعكس أولمرت المغادر لمنصبه عما قريب فإن قادة إسرائيل ليسوا متشجعين للمحادثات مع سوريا.
 
إذ تعهد زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو وهو احد ابرز المرشحين لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بعدم الانسحاب من الجولان.

وقال مهاجمًا أولمرت: "نحن لا نعرف ما يوشك اولمرت للاتفاق حوله من خلف الأبواب المغلقة، ولكننا جئنا لنقول بشكل جلي: "حكومة برئاسة الليكود ستبقى في هضبة الجولان".

وأضاف أن: "مواطني إسرائيل يتوقعون من الزعامة أن تحافظ على أمنهم مدى 365 يوم في السنة وإلا تحاول التنكر لمسؤولياتها قبل شهرين من الانتخابات من خلال إطلاق تصريحات غير مباشرة. حكومة برئاستي ستحافظ على الجولان كذخر استراتيجي".
 
أيضا لا يبدو موقف تسيبي ليفني، زعيمة حزب كاديما، المنافس الأشد لحزب الليكود، مختلفًا كثيرًا عما يردده نتنياهو، فقد شددت ليفني في مناسبات عدة على أنه لا يجب أجراء مفاوضات مع دمشق ما دامت لم تتنازل عن دعمها للمنظمات الإرهابية، ولم تتخلى عن علاقاتها مع إيران.

 وهذا الموقف يتقاطع مع موقف الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، والذي تحدث مؤخرًا في موضوع نوايا الأسد، ونقلت صحيفة يديعوت عنه القول: "إذا كان الأسد يريد السلام عن حق وحقيق فان عليه أن يقطع علاقاته مع إيران وأن يأتي إلى القدس. ".

ومن جانبه، رأى الكاتب جلعاد شارون، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، في مقال له نشر اليوم الثلاثاء، وعنّون بـ" اولمرت في تركيا...أحلام مختلفة"، أن أولمرت يريد صورة واحدة جيدة وهو في عناق وسعادة مع الرئيس السوري، صورة تشطب ولاية مخجلة .

وكتب شارون يقول: "خطوة اولمرت مع السوريين ليست مشروعة. فليس لها تأييد بين الجمهور وليس لها تأييد في الكنيست. ليس منطقيا أن يكون من ركلته الساحة السياسية إلى الخارج يقود خطوة تحتاج إجماعا وطنيا واسعا في الوقت الذي تعلو فيه عناوين خطته على الشاشة وبعد ثوان قليلة سيبدأ برنامج لشخص آخر".

"هكذا أيضا الأسد، الذي سبق أن تلقى في واقع الأمر ما أراد - الخروج من العزلة الدولية - يتظاهر الآن بأنه صعب المنال.

 فهو يريد أن ينتظر الانتخابات في إسرائيل، يريد أن يرى كيف ستتصرف الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة، هو لا يسارع، ولايته حسب تقديره لا تنتهي مع ولاية اولمرت، ولعله يمكنه أن يتقرب إلى الولايات المتحدة حتى بدون اتفاق مع إسرائيل.

 إذ لا يهمه حقا السلام مع إسرائيل، بل ما يهمه هو هضبة الجولان". يقول جلعاد شارون.

خلف خلف
(109)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي