أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

يا رضا إسرائيل.. خطاب التطبيع الآثم*

الكاتب: المتاجرة بجراح السوريين وحاجاتهم الإغاثية لا يمكن أن تكون جسر عبور لأعداء الأمس واليوم والغد

منذ الأمس تدور حوارات حول العلاقة مع إسرائيل في هذه الآونة بين مثقفين وفيسبوكيين سوريين معارضين، وبين هؤلاء من يرون ضرورة تخوين كل من يمد يده لإسرائيلي، وأن مقولة إسرائيل أرحم من آل الأسد ما هي إلا مبرر تطبيعي فج.

آخرون يرون أن العالم الذي يحاصر السوريين ويتركهم تحت رحمة الأسد وحلفائه هو الذي أوصلنا إلى أن نقول علانية إننا مع الشيطان إن كان إلى جانبنا، وإن على الذين يطلقون أوصاف الخيانة والعمالة أن يعلنوا بصراحة من هم أول من مدوا أيديهم للصهاينة من العرب وأولهم آل الأسد الذين حموا حدود إسرائيل طوال عهد الأب والابن...وأننا اليوم نمدها من فوق الطاولة فيما كل العرب يمدونها خلسة من تحت الطاولة ويدفعون أثمانا باهظة لتبقيهم على كراسي الحكم والمال.

وأما الذي أعاد حملة المطبعين والشركاء السريين لإسرائيل هو ما رشح بالأمس من تحقيقات وتسريبات عن علاقة الملف الإنساني لـ(أورينت)، واللقاء مع الإسرائيليين في برنامج يبدو أنه طويل الأمد وبتمويل كبير تحت عنوان (حسن الجوار)، ومن ثم الصور التي ظهرت للمعارض عبد الجليل السعيد مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي (أفيخاي أدرعي)، وذلك تحت مظلة زيارة جرحى سوريين في مشفى (نهاريا).

إذا عدنا إلى بداية هذا الملف نجد أننا نسير بخطوات ثابتة نحو خطوة محسوبة من الصهاينة وبعض من هم في جسد المعارضة الذين يعطون المبرر لشتم الثورة من قبل محور المقاومة، وأن النظام وإن صافح الصهاينة وبايعهم، إلا أنه لم يمنحهم الفرصة لتصدر وسائل إعلامه، وهو حتى تاريخه يتاجر بالعداء للكيان الصهيوني، والأخير يدعمه بغارات وهمية على نفس الأهداف الكاذبة وآخرها (جمرايا) الذي كان من المفترض أنه محي عن الوجود بعد أن طالته الغارات لعدة مرات.

بداية الملف المخزي كانت مع المعارضين فهد المصري وسيروان كاجو اللذين ذهبا أبعد من القضايا الإنسانية، والمصري حمل للإسرائيليين خارطة سلام، وشريكه كاجو تحدث عن الحي اليهودي في القامشلي الذي ما زال عزيزاً عند السكان المحليين، ومن ثم التقطا صوراً تذكارية بجوار حائط المبكى.

في كل ما تقدم لن يجد هؤلاء المعارضين أي مبرر لما يخططون له، وأن العلاقة مع إسرائيل لا يبررها أي حال، وأن المتاجرة بجراح السوريين وحاجاتهم الإغاثية لا يمكن أن تكون جسر عبور لأعداء الأمس واليوم والغد...وبشار الأسد ونظامه وحلفاؤه ليسوا سوى مرحلة عابرة في تاريخ سوريا وإن كانت أشدها ألماً ودماً، ولكن لا يمكن القبول أبداً بأن يقال عن هروب سوريون من سكين الأسد إلى حضن إسرائيل فليس من أجل هذا ثاروا ودفعوا أرواحهم لأجله.

*ناصر علي - من كتاب "زمان الوصل"
(175)    هل أعجبتك المقالة (173)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي