بعد يوم واحد من نشر الفيديو الساخر عن رجل الأعمال الحلبي وعضو البرلمان السوري "محمد قبنض" الذي أثار موجة من الضحك والأسى على الحال التي وصلت إليه مؤسسات الدولة السورية في ظل رعاية البعث والأسد..بعد يوم واحد فقط بدأت تفسيرات لتوقيت تسريب الفيديو يؤكد على حضور المخابرات ودورها في كل ما يجري على الأرض وفي مؤسسات النظام.
التفسير الأول يعود إلى الخلاف المعلن بين الفنان "حسام تحسين بك" وبين شركة "محمد قبنض" للإنتاج الفني التي دفعت له مقدم مسلسله (الكندوش) الذي يقول عنه "تحسين بك" إنه صورة المجتمع الدمشقي الحقيقية التي تنافي ما قدمه (باب الحارة)، وتكذّب رواياته عن عادات وأخلاق الدمشقيين، ولكن شركة "قبنض" قررت إنتاج جزء جديد من (باب الحارة)، ووضعت (الكندوش) على الرف، ما دعا المؤلف إلى المطالبة بسحب النص وإعادة ما قبضه كمقدم وهذا ما رفضه (قبنض).
بعد تصاعد هذا الخلاف تم نشر الفيديو من مجلس الشعب، وهنا سارع النائب "قبنض" إلى التقاط صورة مع "حسان تحسين بك" أعلن فيها انتهاء الخلاف حول (الكندوش)، وأن تسوية ما تمت بينهما، وهنا يقول البعض إن الطريقة الوحيدة لإجبار المنتج هي فضحه وجعله مثار سخرية، ومن يملك القدرة على ذلك فقط المخابرات.
التفسير الثاني هو ما نشره الدكتور "فيصل قاسم" على أنه رسالة من أحد أهالي حلب يؤكد فيها أن المخابرات السورية هي من وزعت الفيديو المذكور والهدف منه هو السخرية من الأعضاء الذين يمثلون مدينة حلب العريقة، وبالتالي الفيديو ليس إلا تمهيداً للانتقام من الحلبيين لاحقاً لكونهم وقفوا مع الثورة ضد النظام.
مهما كان الهدف والتفسير الذي يقف وراء نشر فيديو "قبنض"، فإن يد المخابرات حاضرة تحت قبة البرلمان وفي التفاصيل الصغيرة التي يتم تداولها، وهي التي كانت حاضرة في اختيار ممثلي الشعب ممن أعلنوا ولاءهم الأعمى لطبيب العيون المجرم، وممن تلوثت أيديهم بالدم السوري سواء من التجار، ومن يؤدون دور الواجهة للأعمال التجارية والاقتصادية لرجال الأمن والعسكر.
أما البعض فقد يذهب إلى التفسير المعقول أيضاً في أن نشر الفيديو قد يكون صراعاً بين قيادات أمنية مختلفة تتصارع على أموال التجار والأغنياء الذين ما زالوا في سوريا أو بعض من أثرى خلال الحرب، أو لفضح وجوه تخفي وراءها رجالات أمن آخرين أو متنفذين في البلد فلكل تاجر ضابط أمن يحميه ويشاركه، والنائب "قبنض" كما يعرف السوريون محسوب على "ماهر الأسد"، وشركة الإنتاج التي يملكها ليست سوى إحدى واجهات تبييض الأموال، وهذا ما يحمي كل هؤلاء الذين يمولون الحرب ضد شعبهم، ويبقي ولاءاتهم كون النظام يحتفظ بملفات فساد حتى لمن يشاركونه القتل والنهب.
*ناصر علي - من كتاب"زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية