نحو حرب تحرير شاملة.. فؤاد عبد العزيز*

من معارك إدلب - جيتي

كل من يظن بأن الدول الكبرى، سوف تسمح للنظام بإعادة السيطرة على سوريا، هو يشبه تماما من كان يعتقد، قبل خمس سنوات، أن الدول الكبرى سوف تسمح للمعارضة بالسيطرة على الحكم في سوريا. 

وكل من يعتقد بأن روسيا، سوف تمكن نظام الأسد من جديد، للعب دور النظام المقاوم والممانع، هو يشبه تماما من كان يظن بأن الأردن دولة حليفة للمعارضة وهي أكثر من مرة حشدت الجيوش على الحدود من أجل التدخل في اللحظة الحاسمة والمناسبة.

أظن أن الصورة التي تستحق أن نتخيلها اليوم، وأن نوليها اهتمامنا، أنه عندما بدأت الثورة السورية، اجتمع الكبار، وقاموا بتوزيع الأدوار على جميع الدول، الموالية للنظام والموالية للمعارضة، ورسموا بدقة وقرروا ما يجب أن تكون عليه هذه المعركة، وصولا إلى الصورة التي نشاهدها اليوم بكل تفاصيلها، بحيث لا ينتصر فيها طرف على آخر، لا سياسيا ولا عسكريا.

لقد أثبتت سنوات الأزمة السورية السبع السابقة، أن السوريين بسطاء، وأحيانا مغفلون، لأنهم لم يحاولوا الاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى، التي قامت بثورات وسط ظروف دولية مشابهة، وكذلك لم يستطيعوا قراءة النوايا الحقيقية للدول التي ادعت الوقوف إلى جانبهم، وهذا الكلام ينطبق على النظام وعلى المعارضة على حد سواء، فكلاهما ابتلي بداعمه، ولا نظن بأن النظام اليوم بمنأى عن الخديعة، فهو الآخر متورط بدول وقفت إلى جانبه، ليس لدواع خيرية، وإنما وفقا لمصالحها، وعلى حساب سيادته وسلطته.

الكثيرون اليوم يتساءلون عن طبيعة المشهد النهائي الذي ستؤول إليه الأزمة السورية، تبعا للتطورات على الأرض وعلى الساحة السياسية، وأكثر المتفائلين يرى بأن الجهود الدولية تتجه لإنهاء الأزمة على قاعدة تشكيل حكومة وحدة وطنية، بقيادة بشار الأسد، مع إعطاء بعض الكراسي لبعض المعارضين في الحكومة الجديدة، وإجراء تغييرات شكلية في الدستور ونظام الحكم.

أصحاب هذه الرؤية، هم من يعتقدون بأن الروس، وكلاء الدول الكبرى لإنهاء الأزمة السورية، لكننا مؤخرا، شاهدنا بأن الأمريكان يتابعون الوضع عن كثب، وهم ليسوا كما يشاع، قد ولوا أمورهم لغيرهم، بل اتضح أن لهم أقوالا أخرى، وهي القابلة للتنفيذ في اللحظات الأخيرة، بمعنى أن أمريكا احتفظت لنفسها، بالقدرة على قلب الطاولة، في أي لحظة، وعندما تجد أن اللعبة خرجت عن قواعدها الأساسية، ووفق ما هو مخطط لها دوليا. 

ومن أهم أوراق القوة التي احتفظت بها أمريكا، هم الأكراد.. يجب أن نعترف أنهم أصبحوا، بفضل الدعم الأمريكي، قوة لا يستهان بها، وخصوصا أنهم منضبطون، وينفذون التعليمات بدقة، وهم ورقة قادرة على جعل الاستقرار بعيدا عن سوريا، لعشرات السنين، وهو ما خططت له الدول الكبرى بالضبط بداية الثورة السورية.

أما الورقة الأخرى التي تمتلك أمريكا مفاتيحها، فهي الورقة الطائفية في سوريا، فهي قادرة في لحظة أن تجيش العالم الإسلامي السني على إيران، وأن توقد حربا في المنطقة قد تستمر هي الأخرى لعشرات السنين، وتحرق الأخضر واليابس في المنطقة بكاملها.

كل من يعتقد بأن الأزمة السورية على أبواب الحل، وأن المعضلة الأساسية اليوم هي مؤتمر "سوتشي" فقط، وأنه في حال نجحت روسيا في جمع الأطراف السورية إلى هذا المؤتمر، فلن يعود هناك مبرر لاستمرار القتال على سوريا، إنما لم يخبر النوايا الأمريكية والإسرائيلية بعد، وكذلك الروسية طبعا. 

فهؤلاء لن يقبلوا حلا أقل من تقسيم سوريا، إلى دول طائفية وعرقية، ضعيفة وهشة وفقيرة، إنه الحل الوحيد الذي يضمن لإسرائيل أن تعيش باستقرار لعشرات السنين القادمة.

أما إعادة سوريا إلى ما كانت عليه قبل العام 2011، فليس من مصلحة أحد العمل عليه من الدول الكبرى، وهذا لا يعني بالضرورة، أن نظام الأسد كان مقاوما بالفعل، وإنما كان مشاغبا لإيران في المنطقة، التي كانت تبحث عن موقع لها على الخريطة السياسية الدولية.

بناء على ذلك نقول، نحن اليوم أكثر ما نكون بحاجة لمعارضة وطنية، تعي طبيعة المخاطر التي تحدق بالوطن السوري ويعنيها كثيرا شأن المحافظة عليه موحدا وقويا، ويكون ذلك بإعادة تنظيم الصفوف وإطلاق حرب تحرير شاملة، تكنس الجميع من سوريا، النظام والروس والإيرانيين وجميع حلفائهم..وبما فيها التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي أوجدتها الدول الكبرى لحرف اتجاه الثورة السورية.

*من كتاب "زمان الوصل"
(243)    هل أعجبتك المقالة (213)

محمد الاحمد

2018-01-15

انت محق والأمور كانت واضحة منذ الاشهر الأولى للثورة عندما تخلى عنها الذين ادعوا مناصرة الثورة نأمل منن لديهم الضمير الحي أن لايعتبروا أحدا مهما كان علينا الجميع وحدة الصف والعمل سويا للخلاص من الطغاة داخليا وخارجيا.


سوري طار عقلو

2018-01-16

شو راي المنحبكجية نعملهن حرب تحرير شعبية بقيادة الممانع بشار ههههههه.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي