أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"فصام وهمي" تصميمات تجسد أطفال سوريا بين الواقع والحلم

من أعمال زخو، صورته أدناه - زمان الوصل

يسعى الفنان السوري الشاب "الياس زخور" من خلال مشروعه الفني الجديد "فصام وهمي" إلى لفت أنظار العالم إلى ما يحدث في سوريا ومقارنة واقع أطفالها المرير الذين جعلتهم الحرب عرضة للدمار والنار والتشرد، مع ما يحلم أن يكونوا عليه من استقرار ونماء ونضارة ليوصل رسالة بأن هؤلاء الأطفال يستحقون واقعاً أفضل مما هم فيه بكثير.

يقول "زخور" خريج كلية الفنون في "الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا" بدمشق إنه أنجز مشروعه الأول بعنوان "ديزني في قلب الحرب السورية" مطلع العام 2016 الذي أراد من خلاله "إيصال رسالة إلى غير السوريين وتحديدًا الأطفال ولفت أنظارهم إلى ما يحدث فى سوريا ومقارنة صورة شخصيات ديزنى التي في ذهنهم مع صورة المكان الجديد الذى باتوا فيه بين الدمار والنار والتشرد".

وأوضح لـ"زمان الوصل" بأنه أراد من خلال تجربته هذه استنطاق شخصيات ديزني وملامسة شعورها في أجواء الحرب وتعمّد اختيار لقطات حزينة تحاكي واقع الشخصيات الخيالية التي وجدت في هذا المكان. 



بعد هذه المرحلة عمل "زخور" في مشروع بعنوان "قسطرة" كان عبارة عن كتاب وجداني ونُفّذ كفيلم، وشارك الفنان الشاب لاحقاً بعدة حملات إحداها بعنوان (ديزني لازم ترجع مصري)، وعمل مجموعة تصاميم حصرية لقناة "ام بي سي" خلال تصفيات كاس العالم بكرة القدم.

وصمم مجموعة من الأعمال الفنية أطلق عليها اسم "فصام وهمي" مازجاً فيها بين سطوة الخيال ومرارة الواقع، مستقياً شقها الأول من صور فوتوغرافية لأطفال حقيقيين تركت الحرب أثرها القاسي على ملامحهم وإلى جانبها الصور ذاتها، ولكن بعد معالجتها من خلال التصميم الغرافيكي لتبدو أكثر إشراقاً ووضاءة وابتهاجاً. 

وأبان مصمم الجرافيك الشاب أنه أراد من خلال هذا المشروع توديع عام 2017 بطريقة قد تكون حزينة ليري العالم أن ملامح السوريين وخاصة الأطفال أجمل مع البسمة ولا يليق بهم سوى الفرح.

ولفت محدثنا إلى أنه تحيّن مناسبة الأعياد لإنجاز ونشر مشروعه لأن الأطفال في كل دول العالم اعتادوا على شراء الهدايا وتلقيها، مضيفاً إلى صوره المصممة هدايا زاهية، على أمل أن يكون أطفال سوريا كذلك، لأن أهوال الحرب ومآسيها سلبت طفولتهم وأفقدتهم البهجة.

ولفت "زخور" إلى أنه استعان بالصور الأصلية من المنظمة العالمية للأمم المتحدة وعمل عليها بطريقة "الفوتو مونتاج" ليبين التناقض الواضح بين الصورتين من حيث اللباس ونضارة الوجه.


وأضاف الابتسامة إلى الصورة التي تحاكي ليقول إن الطفل السوري يستحق أن يفرح في مثل هذا الوقت من الأعياد، لافتا إلى أنه أطلق على مشروعه اسم "فصام وهمي" لأن لوحاته تبدو كشيء وهمي أو "فوتوشوب" بمصطلح المصممين وهي كذلك في الواقع، مضيفاً أنه أراد منها الهروب من هذا الواقع عن طريق وهمي هو"الفوتوشوب".

وأوضح الفنان الشاب أن هدفه من تجربته الفنية إيصال الفكرة أو الرسالة لكل الأشخاص والفئات العمرية، مضيفاً أن الناس عموماً تتعمد تجنب المشاهد الفجائعية التي تعج بها يوميات الحرب، حتى ولو كانت موجودة في الواقع، معتبرا أنه تمكن من إيصال رسالته دون أن يعبر عن الدم والفجائعية بطريقة مباشرة أو واخزة.

وأشار إلى الفرق بين الفنون التصويرية أو الرسم اليدوي وفنون الديجتال، لافتا إلى أن الرسام غالبا ما يعتمد على خياله أو مما رسخ في باله، أما مصمم الغرافيك، فينشغل بإيصال رسالته إلى العالم دون تدخل أو تأثير مهما كان نوعه.




فارس الرفاعي - زمان الوصل
(529)    هل أعجبتك المقالة (747)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي