أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"سيدا" لـ"زمان الوصل": روسيا تنفرد بالملف السوري بعد التراجع الأمريكي الأوروبي و"سوتشي" يضر الثورة

سيدا: الأوروبيون لا يرون بأن الحل يتمثل في وجود الأسد، لكنهم يرون بأنه لا حل في المدى المنظور

أكد الدكتور "عبد الباسط سيدا" عضو الائتلاف الوطني السوري أن التراجع الدولي حول الشأن السوري جعل روسيا تستفرد بخيوط هذا الملف، وهذا دفعها للتسويق لـ"سوتشي".

وأضاف رئيس المجلس الوطني السابق في حوار أجرته "زمان الوصل" أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون من خلال اجتماع عام وسط حالة التعقيد السياسي والعسكري.

وحول الوضع الكردي وسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي على مفاصل الحياة في المناطق الكردية، أشار "سيدا" إلى سيطرة هذا الحزب التامة وقراراته المرتبطة بحزب العمال الكردستاني.. فإلى التفاصيل:

-الحركة الدولية حول سوريا تضمحل..هل يعني ذلك بقاء الحال كما هو عليه؟
*هناك حالة شبه جمود حول الوضع في سوريا، وانطلاقا مما جرى في الجلسة الأخيرة في جنيف، نرى أن هناك استفرادا روسيا بالملف السوري نتيجة عدم اختراق في هذا الملف، وهذا أدى إلى التسويق لمؤتمر سوتشي وبهذه الخطة يحاولون أن يستكملوا الجهود التي بذلوها في أستانة وسوقوا أستانة بذريعة أنها مباحثات ميدانية في سبيل حل الإشكالات الميدانية في جنيف، ولكن فيما بعد وجدنا بأن العمل في جنيف لم يخرج بنتيجة، لذلك نلاحظ بأن الروس وجدوا ان الفرصة باتت متوفرة بالنسبة لهم.

-ما هو "المزاج" الأوروبي تحديد حول الوضع في سوريا وهل من رؤية خاصة للحل؟
*ليس بمقدور الأوربيين التحرك بعيدا عن الولايات المتحدة الأميركية، لكن في ظل عدم فاعلية ووضوح الموقف الأميركي سيكون على الأوربيين التفاعل مع الموقف الروسي سياسيا، مع أنهم لا يسيرون في الاتجاه نفسه، ولكن بنهاية المطاف هنالك مصالح دولية وعلاقات لابد أن تأخذ بعين الاعتبار، وطالما الروس يمتلكون زمام المبادرة يحاول الأوربيون بمختلف الصيغ التعامل مع الموقف الروسي بما يضمن تلك الحسابات والمصالح مع تيقنهم باستحالة الوصول إلى حل كامل شامل بدون الموقف الأوروبي والأميركي الواضح كما ذكرنا سابقا.

-الكثير يرى بأن الأوروبيين باتوا مقتنعين ببقاء الأسد..هل هذا صحيح؟
*الأوروبيون لا يرون بأن الحل يتمثل في وجود الأسد، لكنهم يرون بأنه لا حل في المدى المنظور من دون تجاوز هذه العقدة الخلافية، هل سيستمر الأسد في المرحلة الانتقالية أم لا؛ هم ينطلقون من عدة مسائل، أولا الموقف الأميركي الغائب والأمر الثاني التركيز الروسي على تسويق وجهة نظرهم وحلهم، وهذا الحل يتضمن وجود الأسد إلى جانب ذلك ينطلقون من واقع التحولات الإقليمية وتبدل أولويات الدول الإقليمية التي كانت تدعم المعارضة السورية، وبالتالي حالة المعارضة بالوقت الحالي لا تقدم البدائل التي يمكن أن تقنع الأوروبيين بأن البديل جاهز، وبالتالي يمكن دعمه ومساعدته.

هنالك عدة عوامل تتحكم بالموقف الأوروبي وربما يميلون إلى تجزئة الحل إن صح التعبير والخروج بحل ترقيعي يكون مقدمة لخطوة أخرى وبكل الأحوال الأوروبيون ينتظرون الموقف الأميركي دون بلورة معالم هذا الموقف ولا أعتقد بأنه يمكن للأوروبيين أن يقدموا شيئا جديا يمكن البناء عليه.

-"سوتشي" على الأبواب هل ترى منه جدوى وهل سيحقق ما لم يحققه جنيف؟
*التعبير الأدق هو كرنفال سوتشي وليس مؤتمر سوتشي من الواضح أنه حل أو صيغة من صيغ الحل الروسية؛ روسيا تحاول أن تفرض هذا الحل على السوريين وتستغل بذلك الغياب الفاعل للدور الأميركي وعدم قدرة الأوروبيين على تقديم الحل البديل لأوضاع المنطقة، تبدل أولويات الدول الإقليمية، واقع المعارضة السورية بعد التدخل الروسي الفظ ميدانيا، وبالتالي تمكنها من إضعاف الموقف الميداني كل هذه المسائل تأخذها روسيا كمرتكزات في سبيل تسويق سوتشي، لكن بالنسبة لسوتشي لا أعتقد أنه سيؤدي إلى حل ملموس، وإنما سيحاول الروس من خلاله كسب المزيد من النقاط في الملف السوري بغية التفاوض مع الأمريكيين والأوربيين لاحقا.

-البعض قال إن الذهاب إلى "سوتشي" وفق المعطيات الروسية خيانة، فماذا تقول أنت؟ 
*على الرغم من كل المشكلات التي يعاني منها الائتلاف أو الهيئة العليا للمفاوضات، إلا أنها تظل مؤسسات معترف بها دوليا وخصوصا الائتلاف، ولكن إذا شاركت بصورة رسمية، فقد تكون القيادة للمعارضة في مكان آخر وسيضعف هذا موقف المعارضة كثيرا، وسنعطي الروس المزيد من الأوراق في سبيل استخدامها مع القوى الإقليمية والدولية، ومن هذا المنطلق نرى بأن المشاركة في سوتشي سيضر الثورة السورية كثيرا.

-هناك فجوة كردية كبيرة بين حزب الاتحاد الديموقراطي "والقسم الآخر من الكرد هل هنالك مساعٍ لحديث كردي -كردي؟
*الحوار بين المجلس الوطني الكري وحزب الاتحاد الديمقراطي مطلوب، وجرت عدة محاولات لإيجاد قواسم مشتركة. والمجلس الوطني الكردي أبدى مرونة كبيرة ولديه استعداد، ولكن المشكلة تتمثل في الطرف الثاني الذي يحاول فرض الأمر الواقع والتفرد بجميع الملفات ويطلب من الآخرين أن يلحقوا به، ومشكلته أنه لا ينطلق من الوضعية السورية، وإنما له قيادة أخرى خارج الحدود لها مشروع وتحالفات إقليمية وفي ظل الوضع المعقد في سوريا تمكن من نسج العلاقات مع الجميع سواء مع الروس والأميركيين، وهنالك تعاون وثيق ميداني بينهم وبين الأميركيين، وربما لهم علاقات مع النظام ومع إيران والحالة الواقعية تلزم الجميع بالبحث عن القواسم المشتركة والدخول في حوار بناء ولكن المشكلة تكمن بأنه عند وصولنا لمثل هذه التوافقات تأتي الأوامر من مكان آخر ونعود إلى المربع الأول من جديد وهذا يعطي انطباعا بان المسائل ليست بيد الكرد السوريين مئة في المئة.

-مشروع الفيدرالية يتقدم يوما بعد يوم وهناك مؤسسات ألا تعتقد أن حزب الاتحاد نجح في مشروعه؟
*هذا مشروع جاء من جانب واحد وأشرك بقية الأحزاب الأخرى الضعيفة والصغيرة التابعة له بحجة أن هنالك تنوعا مع مشاركة المكونات المجتمعية. والجميع يعلم بأن القرار النهائي هو لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يأخذ قراراته من حزب العمال الكردستاني.

وإذا تمت مقارنة الفوضى العارمة التي تعيشها سوريا في مختلف المناطق وخصوصا في المناطق التي تقع تحت سيطرة تنظيم "الدولة" و"جبهة النصرة" والنظام، ربما نرى أن الأمر أكثر تنظيما في مناطق الإدارة الذاتية، ولا يخلو الأمر من مشكلات كبرى تخص التعليم والصحة، بالإضافة لحالات الفساد واسعة النطاق، ارتفاع الأسعار، أزمات عامة، كل هذه المسائل تؤكد بأن الوضعية ليست مثالية، لذلك نقول إذا تم مثل هذا الحوار الكردي -الكردي وضمن إطار المصلحة الكردية السورية والسورية العامة ربما نصل غلى نتائج تكون لصالح الجميع ومن الصعب الوصول غلى توافقات حين تكون المفاوضات في ميدان والقرارات تتخذ في ميدان آخر.

وأن بعض القوى ساهمت في الدفع بمثل هذه حوارات ومفاوضات ربما جهود اوروبية أو أميركية مراكز بحث أو غيرها وفي نهاية المطاف نستطيع القول بأنه لم نصل للمستوى المطلوب الذي يمكننا القول به بأن حوارا جادا قد بدأ وتترتب عليه توافقات تكون لصالح الجميع.

زمان الوصل - خاص
(192)    هل أعجبتك المقالة (198)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي