أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"وريث نزار قباني".. من هجاء بشار الأسد إلى التغني بـ"نعال" جيشه

* لم يكتف بمدح جيش النظام، بل وضع "قضيته" في مرتبة "أسمى من الإنجيل والقرآن".

* في لبنان تغنى بمن سبق أن قال إنهن أكثر حياء من بشار.
 
"أنت حقا إبليس، أنت اللعين"، "حاكم فاجر وجيش خؤون"، "نظام طائفي عسكري"، "القائد المقبور ونغله المعتوه"، "تولى الحكم في بلدي حمار"، "كلب لإسرائيل يلحس نعلها".. هكذا كانت صورة بشار الأسد ونظامه وجيشه في قصائد أحد الذين سلكوا أنفسهم في خانة شعراء الثورة وإعلامييها، قبل أن يتحول هذا النظام وجيشه إلى "أبطال وأشاوس" يحاربون الإرهاب، ويستحقون "التقديس".

وقد أظهر مقطع مصور حصلت "زمان الوصل" على نسخة منه، شخصا "يدعى أحمد رسلان" وهو يمتدح جيش النظام بعبارات تحوي شطحات من قبيل جعل "القضية" التي يقاتل من أجلها هذا الجيش "أسمى من الإنجيل والقرآن".

وظهر "رسلان" وهو يردد على أثير إذاعة لبنانية، أبياتا صاغها في مدح جيش لبنان وجيش النظام، باعتبارهما "يقاتلان في خندق واحد ضد الإرهاب".. ومما قاله "رسلان":

إنا بساحات الوغى أخوان/ يتعانق السوري واللبناني
يتسابقان إلى العلا بعزيمة/ أقوى من الفولاذ والصوان
لا يرهبان الموت دون قضية/ أسمى من الإنجيل والقرآن
يأيها الأبطال إن نعالكم/ فخر الأباة وذلة الجرذان

وسبق لـ"أحمد رسلان" أن عمل في المجال الإعلامي، واشتهر بتقديمه عدة برامج على أثير "راديو فرش" الذي كان يبث من "كفر نبل" بريف إدلب، ومن بين هذه البرامج: همس القوافي، وثائقي فرش، زوايا سياسية، من وراء المتراس، والبرنامج الأخير كان يلتقي بشخصيات عسكرية من الفصائل. كما عمل "رسلان" لدى "الاتحاد برس".

وفي ربيع 2016، تعرض "رسلان" لما وصف بأنها عملية اختطاف من قبل مجهولين، لم تستمر سوى 12 ساعة، عاد بعدها إلى عمله، وخلال هذه الساعات جرى إصدار بيانات وأخبار تصوره بوصفه صوتا وقلما مناصرا للثورة، مطالبة بالإفراج عنه.

وقد استطاعت جريدتنا الوصول إلى مقاطع سابقة سجلها "رسلان" بصوته، وهو يهجو بشار الأسد ونظامه وجيشه بشكل عنيف، ويتغنى بالثورة والثائرين، دون أن ينسى إلقاء قصائد غزل وفخر يعتد في إحداها بنفسه باعتباره "وريث نزار القباني"، حسب ما ورد في قصيدة "أميرة دمشقية".

وكثيرا ما يحاول "رسلان" أن يقلد أسلوب الشاعر "نزار قباني" في إلقاء الشعر، وقد صاغ قصيدة في مدحه بعنوان "أمام قبر نزار"، وصفه فيها بـ"رب القريض"، ومما ورد فيها: "أنت الذي لبس النجوم قلادة/ وغزا الشموس وحطم الأسوارا".

*يتبع من يدفع 
لمزيد من إلقاء الضوء حول مسيرة هذا الشخص، الذي كان يصنفه البعض ضمن دائرة شعراء الثورة وإعلامييها، تحدثت "زمان الوصل" مع مصدر مطلع على مسيرة "رسلان"، فضل الإشارة إلى اسمه بلقب "أبو محمد الخاني"، نسبة إلى مدينة "خان شيخون" التي يتحدر منها "رسلان" أيضا.

وقال المصدر إن "رسلان" تخرج من قسم الأدب الإنجليزي قبل سنوات، وعمل مدرسا في القطاع الخاص بعد إخفاقه في الحصول على وظيفة لدى "الدولة".

وانتقل "أبو محمد" للحديث عن مسيرة "رسلان" بعد اندلاع الثورة، قائلا: "بعد حصار مدينة خان شيخون عام 2011، كان يخرج عبر حواجز النظام، وكان ينسق معهم من خلال ابن عم له يعمل مستخدما في قيادة منطقة خان شيخون".

وبعد عسكرة الثورة، استطاع "رسلان" أن يتغلغل في الوسط الإعلامي للثورة، وانضم إلى "راديو فرش"، ليعمل هناك، ويسافر مرات عدة إلى تركيا تحت غطاء اتباع دورات صحفية.

وبقي "رسلان" يعمل مع "راديو فرش"، وكان خلال ذلك يلقي أشعارا لاذعة في هجاء بشار الأسد ونظامه، والروس وإيران ومليشيا "حزب الله"، بل حتى في ذم الجيش اللبناني نتيجة استقوائه على اللاجئين السوريين.

وإثر تعليق عمل "ردايو فرش" صيف العام الماضي، عمد "رسلان" إلى استخراج جواز سفر نظامي، ثم توجه به نحو لبنان، مطلع 2017 على الأغلب، حيث أجرى لقاء مع إحدى الإذاعات اللبنانية (تحتفظ زمان الوصل باسمها)، وخلاله ألقى مقطعا في مدح جيش النظام وعناصره، واعتبار ما يقاتلون لأجله "قضية" تعلو في قداستها على الكتب السماوية، كما ألقى قصيدة بعنوان "عاهرة على باب الكهف"، مطلعها "تعري إنني أهوى التعري"، علما أن "رسلان" سبق ووصف بشار بأنه شخصية تستحي من أفعالها حتى العاهرات، كما ورد في قصيدته "شيخون حرة" التي كتبها إبان الثورة.

وفيما اعترت مشاعر الصدمة بعض أهالي "خان شيخون" من انقلاب "رسلان" وهو الذي ينتمي إلى مدينة أمعن النظام في ذبحها بشتى أنواع السلاح ومنها الكيماوي (نيسان/أبريل 2017)، قال "أبو محمد الخاني" إنه تفاجأ ممن تفاجأوا بما صدر عن "رسلان"، حيث كان هذا الشخص –وما زال- في نظره مجرد مرتزق يتبع من يدفع، ويريق وجهه وكلماته على أعتاب من يعطونه، معقبا: لا أستبعد أن أراه (أي رسلان) في إيران، فهو يقتفي أثر منفعته المادية أينما كانت، دون أن يقيم وزنا لخلق أو مبدأ.

وتحفظ "أبو محمد" على من يريدون تبرير انقلاب "رسلان" بأنه كان مجرد رد فعل من الأخير على اختطافه، ما جعله –حسب رأيهم- يكره الثورة، مذكرا بأن "رسلان" عاد إثر "تحريره" للعمل في "راديو فرش"، كما إن هذا الاختطاف لم يدم أكثر من 12 ساعة.

*مقتطفات من أشعار "رسلان" أيام الثورة:
- من قصيدة "سيفرح كل طفل في بلادي"
إذا ما رحت أكتب بيت شعر/ أخاف ولا أصدق ما أقول
أحس الشعر فرع مخابرات/ وأشعر أن محبرتي عميل
نظام طائفي عسكري/ وعيشك فيها حرا مستحيل
نظام يتقن الإجرام فنا/ ينفذه كما تقضي الأصول
تولى الحكم في وطني حمار/ يدين لبطشه الفرس الأصيل
أيا جزار ثورتنا ستمضي/ إلى النصر العزيز لنا الوصول
فذبح كيف شئت وحق ربي/ ستغرس في مآقيك النصول
ستبلغ كل أنثى منك ثأرا/ ليشفى منك يا كلب الغليل
ستقتص الأرامل منك حتى/يودعها التفجع والعويل 
سيفرح كل طفل في بلادي/ غداة عليك منتقما يبول

- من قصيدة "شيخون حرة":
ارفعي الرأس عاليا شيخون/ وتباهي بهمة لاتلين
وتحدي جيش النظام وقولي:/ حرة ياكلاب لا أستكين
قد صددت اللئام بالشر جاؤوا/ حقدهم في عيونهم مدفون
ليس يرعون ذمة أو عهودا/ حاكم فاجر وجيش خؤون
قاتل الشعب كم يتيم وأنثى/ في بلادي لها يئن الأنين
أنت أستاذ كل مجرم حرب/ يستقي منك بغيه نيرون
أيها الوغد، مه، كفاك نفاقا/ أنت حقا إبليس أنت اللعين
لاتراوغ فأنت أغدر ذئب/ تستحي العاهرات مما يمين
لا تقل لي أحمي بجيشي شعبا/ كيف تحمي رقابنا السكين؟!

- من قصيدة "الثائرون"
ألا أكبرنَّ معي الثائرين/ يصبون نارا على القاسطين
وحيّ حماة الحياض الذين/ يردون عنها أذى الطامعين
وأعظم بمن يركبون المنون/ حصانا به للعلا طامحين
أبارك من يهجرون الغواني/ ولا يثملون مع الشاربين
ومن يصحبون وحوش الفيافي/ ترى فيهم نقمة الحاقدين
أولئك من يعشقون الحياة/ بحق وهم أصدق العاشقين

- من قصيدة "أميرة دمشقية"
في الشام بحي الميدان/ ذبحتني تلك العينان
قالت كلماتك تسحرني/ من أنت بحق القرأن
يا آسر قلبي يا أملي/ ما اسمك يا مرود أجفاني 
أنا، أنا أحمد، عاشقك الأوفى/ ووريث نزار القباني

- من قصيدة "ما دمتَ سورياً"
مادمت سورياً فأنت لدى شعوب الأرض إرهاب وتكفير وقاعدة وجند
ما دمت سورياً فليس يهمهم إن مت مقتولا بغاز أو بقصف مدفعي مروحي لايهم
إذا اعتقلت وإن صلبت وإن وضعت على بساط الريح عريانا، وإن أدماك جلاد وقيد
..............
وجيشنا البطل المقاوم والممانع كان يرقبها ويرقب كل إرهابية لم تبلغ السنتين
يرقب كل طفل مجرم وله يعد
.......
فلا تصدق ما قرأنا في المدارس عن أبينا القائد المقبور أو عن نجله بل نغله المعتوه
.......
حرف الأسد الوقائع حرف الأسد الشرائع منذ أن حكم الرعية بالحذاء العسكري
وراح يظهر أنه بطل العروبة لا يساوم
وراح يخفي أنه كلب لإسرائيل يلحس نعلها سرا، وعبد.

تنويه:
هذا التقرير جزء من سلسلة #خبث_الثورة التي أطلقتها "زمان الوصل" وتواصل العمل عليها؛ في سبيل الكشف عن أكبر قدر الشخصيات والهيئات (من مختلف المجالات والجنسيات) ممن دست نفسها في أوساط الثورة السورية، قبل أن تتضح لاحقا صورة عمالتها أو ارتزاقها.






زمان الوصل-خاص
(264)    هل أعجبتك المقالة (272)

ahmad

2018-01-07

انتم من اقذر المواقع وان افتح موقعكم فقط لاكتب مثل هذا الكلام.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي