أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وخير جليس في الحصار كتاب.. مكتبة تضم 7 آلاف عنوان جنوب دمشق

تضم المكتبة أكثر من 7 آلاف كتاب بمختلف العلوم والمعارف

كان أهالي جنوب دمشق المحاصر على موعد مع افتتاح أول مكتبة علمية ثقافية متنوعة مطلع الشهر الحالي باسم "المكتبة الدمشقية العامة".

وتضم المكتبة التي شغلت مبنى السجل المدني في بلدة "يلدا" أكثر من 7 آلاف كتاب بمختلف العلوم والمعارف.

يقول مدير المكتبة الناشط "عاطف أبو الخير" إن فكرة إنشاء المكتبة جاءت تحت شعار "القراءة حياة" نظراً لعدم وجود مكتبة في جنوب دمشق، واهتمام الناس والشبان بخاصة بالعلم والمعرفة ضمن حالة الاستقرار الجزئية التي تعيشها المنطقة.

وأضاف لـ"زمان الوصل" أن المكتبة تتألف من أربع قاعات بينها القاعة الرئيسية وتحتوي 16 قسماً، أبرزها كتب اللغتين العربية والإنكليزية، والعلوم الشرعية، والسياسة، والقانون، والفلسفة، وعلم النفس، والتاريخ، والجغرافيا، والحاسوب، إضافة إلى عدد من المجلات العلمية والثقافية. 

وأشار إلى إنقاذ مئات الكتب أثناء الحصار وبخاصة تلك التي كانت معرضة للحرق أو الإتلاف جرّاء القصف وعلى جبهات القتال، مؤكدا أنها وضعت في مبنى السجل المدني بهدف تصنيفها وعرضها.

وكانت المهمة الأولى –حسب "أبو الخير"- تنظيف الكتب باعتبار أن جزءاً كبيراً منها تم استخراجه من تحت الدمار وطالها الكثير من الأتربة والغبار وبدأت بعد ذلك مرحلة التصنيف والفرز، حيث اعتمد على تصنيف "ديوي" الذي يصنف العلوم إلى 9 علوم رئيسية وكل قسم يقسم بدوره إلى أقسام أخرى، وبعد تصنيف الكتب المودعة تم فرزها حسب العلوم وحسب الرفوف ووضع لكل رف أرقام، ولكل كتاب رقم ولصاقة.

واستغرق موضوع الفرز والأتمتة من القائمين على المكتبة أكثر من 6 أشهر من العمل المتواصل، وتضمنت قاعدة بيانات الكتب في المكتبة معلومات تتضمن اسم المؤلف وتاريخ طباعة الكتاب وحالة الكتاب وضمن أي علم يصنف وتفاصيل أخرى من أجل البحث.

يردف أبو الخير "بعد الانتهاء من الفرز والتصنيف الأتمتة وإنجاز قاعدة البيانات أصبح من السهل إضافة كتب جديدة إلى المكتبة التي تعتبر الأكبر في المناطق المحررة".

وذكر أنها تضم حوالي 7600 كتاب في كل المجالات، ولا يكاد يخلو علم أو اختصاص من كتاب أو كتابين، وهي وإن كانت تخلو من المخطوطات فإنها تحتوي الكثير من الكتب النادرة التي تُعد من أمهات الكتب.

ولفت "أبو الخير" إلى أن زوار المكتبة مختلفون في الأعمار فبينهم شبان ما بين 15 -20 عاما، ومنهم طلاب مدارس مشيراً إلى أن أكثر الكتب التي لاقت إقبالاً من رواد المكتب هي كتب الأدب والروايات والعلوم الشرعية.

وأشار أبو الخير إلى أن المنطقة التي تضمها المكتبة تتمتع باستقرار أمني إلى حد ما، نافياً أي تدخل للفصائل في عمل المكتبة بل على العكس –كما يقول- هناك مساهمة منهم بشكل غير مباشر في تأمين الكتب الموجودة ضمن بيوت على الجبهات. 

وككل مشروع غير استثماري في مناطق الحصار تعاني المكتبة الدمشقية العامة -كما يؤكد مديرها- من عدم وجود دعم من أي جهة، ويطمح القائمون عليها لتوسيعها وإشغال أقسام أخرى بالكتب وتخصيص قاعة للنساء وتوفير الجو المناسب للرواد للقراءةِ والمطالعةِ والبحث والكثير من الأنشطة الفكرية والثقافية.

والهدف من ذلك –كما يقول أبو الخير- إعادة مجد الأمة فـ"أمة اقرأ آن لها أن تقرأ".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(386)    هل أعجبتك المقالة (353)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي