أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اعتصام »الإعلام ـ١«: كان لنصرة غزة فصار الزيدي بطله .

من الاعتصام... ويبدو الحذاء وبوش قبل احتراقهما (عباس سلمان)

جعفر العطار


عناصر قوى الأمن الداخلي تقف عند المدخل.

 مصورو الصحف والمحطات التلفزيونية يتوافدون. دقائق قليلة ويخرجون من حرم كلية الإعلام (الفرع الأول) في الجامعة اللبنانية. طلاب يجلسون على الكراسي البلاستيكية، وآخرون فضلوا الوقوف لرؤية مجسم جورج دبليو بوش.


بدأ الاعتصام، الذي دعا إليه مجلس فرع الطلاب في الكلية، بالوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح شهداء غزة والعراق. ورغم أن المناسبة التي كانت قد عُممت على الطلاب هي استنكار ما يجري في غزة، فقد تم »تحديث« الهدف من التجمع ليشمل أيضاً التضامن مع الصحافي منتظر الزيدي. ويلفت مندوب التعبئة التربوية ـ حزب الله في الجامعة، محمد حيدر، منذ البداية إلى أن الاعتصام الذي نظمته »التعبئة« بالتعاون مع مجلس الفرع يتعلق بثلاث مناسبات: حصار غزة، التضامن مع الزيدي، وعيد الغدير.
بعد انقضاء دقيقة الصمت، يصعد الشاعر طارق ناصر الدين إلى المنبر لإلقاء قصائد تفاوتت عناوينها بين »مصلوب غزة« و»رسالة من منتظر الزيدي الى بوش« و»الإمام« (عن الإمام علي بمناسبة عيد الغدير)، فيما وزعت على الحاضرين صور ملونة للقطات ضربة الحذاء ومشاهد من المجازر في العراق وغزة، مذيلة بشعارات من نوع: »مقابر للغزاة... الغضب الساطع آتٍ«، و»لكن الله رمى. الاحتلال حتماً الى زوال«، و»فلسطين ستعود!«، و»الصحافة هي الكشف عن الحقيقة، وقد كشفنا حقيقتك يا بوش!«.
وباسم مجلس فرع الطلاب، ألقى محمود فقيه كلمة تطرق فيها إلى »معلومة خطيرة«، كما وصفها، لافتاً إلى أن اتحاد كرة قدم »الفيفا« سيقدم للرئيس نوري المالكي كأساً مرصعاً بالألماس عن أفضل حارس مرمى لهذا العام، فاستثارت النكتة تهليل المعتصمين. كما ألقى الطالب يعقوب علوية، عن حركة أمل، قصيدة تسلط الضوء على المعاناة والمجازر في غزة والعراق، وتمدح المقاومة. ثم تحدث حمزة الحاج حسن، عن »حزب الله«، استهلها بتحية إلى »أطفال غزة الذين يقاتلون بعيونهم«، وناشد الزيدي أن »خلي الحذاء صاحي... فلا صوت يعلو فوق صوت الحذاء«.
وهذا هو المجسّم: بنطلون قماش أسود، قميص أبيض مخطط، والرأس عبارة عن صورة بوش، وفوقه الحذاء... وهو حذاء أحد الطلاب الذي صدم عندما استدرك أن حذاءه يشتعل مع هيصة إحراق المجسم، فصاح: »ما هيك اتفقنا!«. أما سمية التي كانت تشاهد احتراق بوش »لايف«، فتقف الآن على رؤوس أصابعها، كأنها تبحث عن شيء أضاعته. تجد أخيراً صورة أطفال غزة: »أنا شخصياً كطالبة في الصحافة، أكثر تضامناً مع قضية غزة، لأنها تواجه بصمت عربي. أما منتظر الزيدي فنظرتي إليه نظرة إعجاب فقط«.
ما زالت الأناشيد الثورية تصدح، لكن الاعتصام انتهى، وبدأت الزحمة تخف تدريجياً. تتساءل جهينة خليل، الطالبة في السنة الثانية (مرئي ومسموع)، عن سبب تهميش موضوع حصار غزة في دعوة الاعتصام الذي كان مقرراً لهذه الغاية، والذي »فجأة تحول إلى الزيدي بشكل أساسي!«. تتنهد قليلاً وتقول إن ما يحصل في فلسطين من قتل وسفك دماء هو أهم من بوش، وحتى خبر مقتله! ثم تضيف: »أنا معجبة بمنتظر إذا كانت فعلته من قلبه، وليس من أجل الشهرة، يعني ربما يكون قد رمى الحذاء طلباً للشهرة، هيك عم يقولو رفقاتي«... فماذا تقول الرفيقات؟ تجيب جهينة: »يقلن حبذا لو كنا مكانه، وفعلنا هذا، فقد أصبح أشهر من نار على علم«.

السفير
(101)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي