لقد أنشيء هذا المشفى ليكون صرحاً حضاريا ً متميزا ً .. كان من الممكن أن يتباهى أي طبيب قد تمرن فيه بأن يضع على اللافتة الخاصة به أنه خريج هذا المشفى أو زميل فيه لو قيض لهذا المشفى منذ البداية إدارة على مستوى وطني ..
إدارة تشعر أنها سورية وأن من أولويتها رفع اسم سوريا .
منذ اللحظات الأولى لإشادته ضربت به وعبثت على الآخر يد الفساد الخائنة ..الحقيرة ..القذرة .
والفضائح أكثر من أن يعاد تكرارها .. التحقيقات ونتائجها نامت في الأدراج .
الأمر الذي شجع على التمادي أكثر فأكثر وأخذ كل شيء يتراجع فيه يوماً بعد يوم . .. الفساد والإهمال يمد بلسانه بوجه الجميع ساخراً ..هازئاً .. غير عابيء .
من دخل هذا المشفى في الأيام الأخيرة .. يتحدث عن مستوى النظافة المتدني ..إن لم نقل المعدوم .. الغرف تسرح فيها قبائل من الصراصير والكائنات الحية الأخرى .. توصيلات الأجهزة .. أوكسجين ومراقبة ..تالفة .. حتى الحمامات أغلبها عاطل .. أبوابها تالفة .. الجدران ضاع لونها أو كاد .. الأسرة متهالكة .. وفراشها مهتريء.. مع أن المشفى مايزال يصنف على أنه جديد .. المهم ..فوضى ..إهمال .. تسيب .. انحلال .. وكأن القائمين عليه ليسوا من أبناء البلد ولاتهمهم البلد .
هذه مشاهدات عيانية.. على الرغم من وجود دعم قياساً للغير .. ترى ماهي حال المواطن الذي لايجد من يقف إلى جانبه ولو بعبارة توصية . ؟!!
- كردة فعل طبيعية على المشاهدة الأولية .. سألت الأطباء والممرضات المشرفين في تلك الليلة .. ماذا فعلتم بهذا المشفى ..؟!!
أجابوا وبتلقائية عجيبة .. ليس نحن ..لاعلاقة لنا ..؟ على الرغم من أن السؤال كان عاماً .. فهل يمكن أن تتصوروا كل ما ينطوي عليه هذا الرد التلقائي . ؟!!
- إحدى المشرفات حاولت إلقاء الكرة في مرمى المواطنين .. قالت ..لو تعرف مالذي يفعله المواطنون .. نحن لا نقدر عليهم .. لقد سرقوا كمامات الأوكسجين ..خربوا التوصيلات الالكترونية .. يخربون تنجيد الكراسي والأرائك الموزعة على الغرف ..بشكل مقصود .. سألتها أين الشرطة .. ؟.. قالت أنهم لايهتمون للشرطة أو لأي أحد ..حتى أنهم في بعض الأحيان تجرأوا وضربوا الشرطة ..؟ .. هل هناك من يصدق ..؟!!
تضيف السيدة المشرفة .. كلهم مدعومون .. يقولون لنا .. إعرفوا مع من تتكلمون .؟. نحن مدعومين أو أقارب فلان ..وفلان .. الخ .
قلت لها إنني غير مقتنع بهذه المزاعم وبكل بساطة يمكنك أن تقولي لهم ( طز) فيكم وبمن يدعمكم .. كيف يمكن أن يكون هناك من يدعم من يخرب مثل هذه المنشأة وتسكتون عنه . كيف يمكنكم السكوت عمن يتجاوز على الأنظمة والقوانين والأملاك العامة إلا إذا كان المكلف بالحماية والإشراف هو ضارب بالطبل .. لأن سكوتكم يا سيدتي لا يدل على خوف بقدر مايدل على مشاركة في التخريب والإهمال وعدم الحرص على المنشآت العامة ..وخاصة متل هذه المنشأة التي تغطي بخدماتها خارج حدود المحافظة بل وخارج حدود سوريا لتشمل شمال لبنان .. هذا لو كانت هناك إدارة على المستوى المطلوب . هذا لو كانت الإدارة سورية تهتم لسوريا وسمعة سوريا ؟!!
الحقيقة تؤكد أن القائمين على هذه المنشأة يرون الأمر بشكل معكوس ( طز في المواطن والبلد والمصلحة العامة ) بدلاً من أن تكون موجهة للمدعومين ..ومن هو المواطن في عرفهم .؟!!. لماذا يهتمون لأمره .؟. هم لا يهتمون سوى بمصالحهم الخاصة .. علمت أن بعض الإدارة يعمل في التعهدات ..؟ فهل هذا صحيح ..؟!! وأنه مدعوم إلى الحد الذي لايمكن لأحد مساءلته . !! وهنا نتساءل .. من يحتاج إلى الدعم ..غير المرتكب والمتورط والناهب والشافط ..واللاهط . . واللي لاعن أبو البلد .!!
الشرفاء لايحتاجون الى الدعم .. الشرفاء أقوياء بشكل طبيعي . نعم قد يحاصرون الشرفاء ..قد يحاولون تشويه سمعتهم .. لكن الحقيقة بالنتيجة سوف تفرض نفسها .. عمل الشرفاء سيظهر فوراً والمواطن قادر على التمييز والحكم . .لكن مالعمل مع الباحثين عن الثروة بأي شكل من الأشكال حتى ولو على حساب تخريب الوطن وزرع ردود الأفعال السلبية في نفوس المواطنين
- هذا المشفى لنا .. لكل مواطن ..لافرق بين غني وفقير .. الجميع في لحظة ..ما .. قد تكون حاسمة هم بحاجة لهذا المشفى .. فمن هو المستفيد من تخريبه وتدني مستواه ..؟ .
- أنا على ثقة من أن هناك من سيحاول الرد ويعزو الأسباب إلى أعماق الكون أو يرمى الكرة في شباك غيره .. لكن الواقع ..مخز ٍ ..مقرف .. يثير الشبهة .. فمن هو المسؤول عن استمراره .. لايجوز أن تصدر عبارة ( لاعلاقة لي بالأمر ) ..الكل مسؤول وعليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم .. إهمال مثل هذه المنشأة وتخريبها وتدني مستواها يماثل فعل الخيانة .. لابل هو خيانة مكتملة المواصفات . وللخيانة أوجه كثيرة .
والغريب في الأمر هو ..أين المسؤولين .. لماذا لا يقومون بزيارت مفاجئة في أوقات غير محسوبة ليشاهدوا بأم العين .. القرف .. والإهمال ..والاستهتار .. وانعدام النظافة ..وموت الحس بالمسؤولية وغياب الضمير . أم أنهم وبمجرد أن يصبحوا مسؤولين يفقدون أية روابط مع الواقع ويتحولون إلى طبقة غريبة عن المجتمع لها قيمها الخاصة والبعيدة .. ويلتزمون بالتستر على الفساد والتخريب ونهب البلد .. عليهم أخذ الخيارات .. إما مع البلد ومسؤولين عن كل ذرة تراب فيها وإما لاعلاقة لهم بالبلد ..لكي نحسم خياراتنا منهم بدورنا .
- نسأل ثانية وثالثة ..وسنسأل في قادم الأيام ..ماذا فعلتم بمشفى الباسل ولمصلحة من ..؟ من هم المسؤولين حسب التسلسل .. منذ لحظة الافتتاح وحتى هذه اللحظة ..؟ . نريد جردة حساب كاملة وعلنية وهذا من حق أصغر مواطن . ؟.
يكفيكم تمثيلاً وبهلوانية وكذباً على القيادة .. فواقعكم يفضحكم . والمشفى نموذجاً عن الكثير من المشاريع والمؤسسات الخدمية التي يجري نهبها وتخريبها بمنهجية واضحة ومدروسة وعن سابق تصور وتصميم . . والشرفاء يستطيعون البدء في أي لحظة ومن أية نقطة .. من الصفر .. ولكن ..عندما يتم اختيار الشرفاء .. وكل الأعذار مرفوضة وغير صحيحة وقبيحة .
- إحدى الممرضات قالت لي عندما سألتها عن قسم الصيانة ..أنها موجودة في المشفى منذ سنتين ولاتذكر أنها قد شاهدت باب قسم الصيانة مفتوحاً .
- النظافة في المشفى في عهدة شركة أو متعهد قطاع خاص وهم لا يقومون بتنظيف المشفى بل يضيفون إلى تدني النظافة قذارة . راقبنا عملهم ..سطل ماء واحد يكفي لمسح ممر وأكثر من خمسة غرف .. جربوا مسح الأرض بورقة محارم بعد التنظيف ..تخرج الورقة سوداء من غير سوء .
- التطنيش لن يفيد وسوف نكرر ونكرر ..وهذا من حقنا .. لأن من يخرب في الداخل هو يريد أن يخرب انتصارات البلد الخارجية .. لقد مللنا من الانتهازية وتمسيح الجوخ والنفاق والمزاودات الفارغة وتسويق الأكاذيب .. هذه بلدنا .. سورية وطننا .. ونريد إبعاد غير السوريين الذين تخلوا عن سوريتهم واستسلموا للفساد والنفاق والكذب ليتحولوا الى مخربين وأعداء لسوريه .. ألم يأن الأوان .؟
أعتقد أن الأوان قد آن وفات عليه بما يتوجب الإسراع في تداركه والبدء بالمحاسبة دون تأخير وإلا فإن الأسوأ قادم .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية