لليوم الثالث ظلّ هجوم الصحافي منتظر الزيدي بحذائه على الرئيس الأميركي جورج بوش، الحدث الأهم في العراق، وربما في العالم.
قضية البطل الشعبي باتت أمام القضاء العراقي، فيما يرقد في مستشفى ابن سينا، الذي تديره قوات الاحتلال الأميركي، للعلاج من كسر في اليد وإصابة بالضلوع والعين والرجل بعد الضرب المبرّح الذي تعرض له على يد رجال الأمن العراقيين والأميركيين على مرأى بوش ورئيس حكومة العراق الديموقراطي نوري المالكي.
وفيما كشف شقيق منتظر، ضرغام الزيدي، عن بعض تفاصيل ظروف اعتقال شقيقه ومكانه، اتّسعت دائرة المواقف الدولية الحكومية والشعبية المتضامنة مع مراسل قناة «البغدادية» الذي أحيلَت قضيته على القضاء العراقي.
وقال ضرغام إنّ أحد عناصر الأمن في المنطقة الخضراء أبلغه أن منتظر ضُرب في ضلعه وكُسرت يده وجرح في عينه وفي فخذه، من دون أن يوضح ما إذا كانت هذه الإصابات قد تعرض لها خلال اعتقاله أو في مرحلة التحقيق معه. كسور وجروح أدّت إلى نقله إلى مستشفى ابن سينا داخل المنطقة الخضراء، على حدّ ما كشف عنه ضرغام.
وأشار شقيق المعتقل إلى أن " رجال الأمن العراقيين هم من قام بضرب منتظر"، لافتاً إلى أنه مسجون داخل المنطقة الخضراء من جانب أجهزة (مستشار الأمن الوطني العراقي) موفق الربيعي .
في المقابل، أعلن المتحدث باسم خطة أمن بغداد، اللواء قاسم عطا، أن منتظر الزيدي أُحيل على القضاء للتحقيق.
وجزم عطا بأن " الموضوع قضائي، ولا علاقة للجيش والشرطة باعتقاله، والتحقيق جار معه من جانب الجهات القضائية".
وفي أهم المواقف العربية والدولية، رأت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن رشق بوش بالحذاء يعبّر عن الرفض العراقي الصريح للمشروع الأميركي .
بدوره، أشاد الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، بالزيدي الشجاع.
وكان لافتاً إصرار تشافيز على عدم توجيه إهانات إلى بوش عندما أعرب عن ارتياحه لأن الحذاء لم يصبه على الرغم من أن ابتسامة عريضة اعتلت وجهه وهو يشاهد تسجيلاً مصوراً للحادث عُرض أثناء اجتماع مجلس الوزراء في كراكاس.
في المقابل، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ليو جيان تشاو، أنه سيراقب الصحافيين خلال المؤتمرات الصحافية المقبلة خشية تكرار تصرّف الزيدي في بكين.
ولقي تصرف الزيدي تضامناً من زملائه في غزة، الذين أعلنوا كصحافيين وأكاديميين ومثقفين تأليف لجنة تضامنية معه على اعتبار أن رشق بوش بالحذاء «عمل بطولي وانتصار لكلّ مواطن وصحافي سالت دماؤه في فلسطين والعراق وأفغانستان بفعل جرائم بوش والاحتلال الإسرائيلي المتحامي به».
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية