عضو مجلس شعب: يحمل مجلس المدينة بقراراته العشوائية لصالح حيتان المال مسؤولية الأحداث
أدت أحداث شغب في قرية المزرعة غرب حمص 1كيلومتر ,وعلى بعد مئتي متر من أحد أرقى أحياء حمص (حي الوعر) لجرح 25 مدني و5 من قوى الأمن الداخلي إثر أحداث شغب وقعت صباح يوم أمس احتجاجاً على قرار مجلس مدينة حمص إزالة وهدم بيوت مواطنين من قرية المزرعة استملكتها المحافظة أدت إلى مواجهة عنيفة بين الطرفين على مدى ثماني ساعات.
وعلمت كلنا شركاء أن أهالي قرية المزرعة شكلوا وفدا لتوصيل شكواهم إلى السيد الرئيس بشار الأسد بخصوص ما يسمونهم" الإجراءات الكيدية التي يقوم بها محافظ حمص محمد أياد غزال".
وقال أحد وجهاء القرية إن أبواب المحافظ سدت بوجوه أهالي القرية , ولم يستمع لشكواهم وخاصة في ما يتعلق بعدم اصدار مخطط تنظيمي للقرية ومانتج عنه من هدم لبيوت بعض سكان القرية ,واستملاك لأراضي القرية ,ولم يبقى سوى باب السيد الرئيس ليقرعوها بحسب تعبيره ,وتم في ساعات متأخرة من مساء يوم الأحد تحضير الإجراءات اللازمة من حيث اختيار الأشخاص الذين سيتجهون إلى دمشق ونقطة التجمع وتأمين من 8إلى 10 بولمانات ستتجه في الصباح الباكر وستقل مايقارب ال 500 شخص من أهالي القرية
أحداث المزرعة
وكان مئات العناصر من قوات حفظ النظام حاولوا صباح أمس الأحد دخول قرية المزرعة بمرافقة جرافات وتركسات تابعة لمجلس مدينة حمص لإزالة بيوت مخالفة... لكن سكان القرية قاموا بسد مداخلها بالصخور والإطارات المشتعلة وقاموا بمظاهرة داخل القرية وعلى حدودها ,ومنعوا دخول الجرافات ,وعلى الأثر توجهت تعزيزات أمنية من عناصر حفظ النظام ومن كتيبة الأمن المركزي بمرافقة سيارات إطفاء وطوقت القرية فيما تجمهر ألاف الناس على مداخلها, وجرت مفاوضات بين المهندس المشرف على عملية الهد والعقيد المسئول مع وجهاء القرية وأحد رجال الدين لمحاولة حل المظاهرة,ولم تفلح المفاوضات مما استدعى قدوم النائب زهير طراف والعميد معاون قائد الشرطة ,وبعد قليل من المفاوضات التي كانت تجري في الشارع الرئيسي تقدم بعض عناصر حفظ النظام باتجاه تخوم القرية فرماهم أطفال وشباب القرية بالحجارة عندها أمر العميد معاون قائد الشرطة باقتحام القرية فرد أهل القرية بوابل من الحجارة أسفرت عن جرح 5 من عناصر الشرطة وكادت الحجارة أن تصيب النائب في مجلس الشعب لكنه احتمى بأحد عواميد الإنارة.
المواجهات العنيفة عند المدخل الشرقي للقرية التي استمرت على مدى نصف ساعة دون أن تفلح باقتحامها من قبل عناصر الشرطة، تسببت بجرح ما يقارب ال 25 مواطناًً من أهالي القرية جروح بعضهم بالغة من بينهم 5 أطفال أصيبوا بإغماءات نتيجة استنشاقهم للغازات المسيلة للدموع وثلاثة أطفال أصيبوا بكسور مختلفة نتيجة ضرب الهراوات ورشق الحجارة ,وشوهد بعد محاولة اقتحام القرية بنصف ساعة أهالي القرية,وهم يطاردون عناصر الشرطة الذين هربوا خارج تخوم القرية دون القدرة على اقتحامها, واحتموا بالأبنية القريبة, والتي مازالت قيد التشييد وقاموا بإلقاء البلوك والحجارة على المواطنين الغاضبين مما اسفر عن عدة اصابات في مناطق الرأس,وكسورفي اليدين.
بعد فشل الاقتحام وعمليات الكر والفر دخلنا القرية والتي تعاني من فقر واضح من خلال مشاهدتنا لأبنيتها القديمة التي سُقِف البعض منها بألواح التوتياء والتنك, فتجمهر الناس الغاضبين يصرخون طالبين استقالة محافظ حمص محمد إياد غزال, وأن يحميهم الرئيس بشار الأسد من فساد المسؤولين في المحافظة كما ادعوا, واتهموا محافظ حمص بمحاولة تهجيرهم وبيع أملاكهم والتي أبرزوا وثائق ملكية لها, الجموع الغاضبة قالت لكلنا شركاء "نحن قرية مسالمة ونعاني من فقر متقع وبطالة وقرارات المحافظ كيدية بحقنا لم نرغب بهذه المظاهرة ولكن لن نرضى أن ترمى عوائلنا في الشارع" ,إحدى النسوة قالت وهي تبكي: "تم هدم الغرفة التي يقطن بها ابني وعائلته ثلاث مرات ,وهو يعمل بالعتالة ولايملك المال لدفع رشاوي للمهندسين في البلدية نريد أن نعيش بكرامة و لن نسمح للمحافظ بابتزازنا بعد اليوم, إذا كانت فعلاً الأراضي مستملكة للدولة لماذا سمح لنا بالبناء عليها؟؟ ",خلال تجولنا في شوارع القرية وطرقاتها المحفرة شاهدنا تجمهر للناس وعندما اقتربنا طلبوا منّا أن ننقل إلى العالم محنتهم وهتفوا بعبارات التأييد للرئيس بشار الأسد والمنددة بمحافظ حمص , واستغربوا أن لايطال الهدم الفيلات والمزارع المخالفة والمبنية في قرى قريبة منهم.
النائب في البرلمان زهير طراف والذي بقي مع الناس ,في منطقة الحدث حتى ساعات الظهيرة قال لكلنا شركاء :"أنا أُحمّل مجلس مدينة حمص مسؤولية هذه الأحداث,فقرارتها عشوائية ومرتبطة بفساد مالي كبير في المحافظة ,واتهم بعض الجهات بالمحافظة باتخاذ قرارات لصالح حيتان المال من التجار والإقطاعيين ",وعند سؤالنا هل سيثير قضية الإستملاكات وهدم البيوت في مجلس الشعب قال لنا: "سأطرح الموضوع في جلسة مجلس الشعب في جلسة 2ـ10ـ2007
حاولنا أن نلتقي المهندس المشرف على الهدم فرفض الكلام معنا ,وطلب منا أن نقابل العقيد الذي أجاب "مافي شي.!!" عند سؤالنا له مالذي يحصل هنا ؟
,وعند الساعة الثانية من بعد الظهر شهدت القرية هدوءا حذراً وسط استنفار واستعداد من أهالي القرية، أما خارج القرية فشوهد استقدام تعزيزات قوامها مئات من عناصر الشرطة وخمس حافلات وعشرات السيارات التابعة لكتيبة الأمن المركزي, وخمس سيارات إطفاء وإسعاف, وقطعت شرطة المرور أوتستراد الوعر الرئيسي الذاهب باتجاه مدخل حمص الغربي, وشاهدنا المئات من عناصر الشرطة ينتشرون بين الأشجار مقابل القرية من جهة الجنوب, فيما غطت سحب الدخان المنطقة ,وعند الساعة السابعة من مساء اليوم وبعد تطويق القرية بالكامل.
قائد الشرطة يتوجه
توجه اللواء قائد الشرطة إلى المنطقة, وتم الإتفاق على دخول ضابطين إلى القرية بمرافقة أعيان ,ومشايخ من القرية ,ووجهائها وحسب مصادر موثوقة تم الإتفاق على أن يقوم مشايخ ووجهاء القرية والضابطين بالاشراف على إزالة المخالفات من قبل سكان البيوت المخالفة أنفسهم بشرط عدم دخول أي عنصر من عناصر قوى الأمن الداخلي أو عناصر حفظ النظام وتعهد العقيد عبد الرزاق عمورة بإخلاء سبيل الموقوفين الخمسة خلال 48 ساعة, وعند الساعة السابعة والنصف من مساء الأحد بدأت بالفعل عمليات هدم البيوت المخالفة بإشراف ضابطين ووجهاء القرية..
الجدير ذكره أن هذه هي الحالة الثانية التي تشهدها قرية المزرعة أعمال شغب فالأولى كانت عقب خسارة المرشح للانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب فواز عقيل..
يامن حسين - كلنا شركاء
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية