أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نحو حرب تحرير شعبية.. ناصر علي*

أرشيف

سبع سنوات حرب قاسية مرت، وخمس سنوات تفاوض، والنتيجة كما يقول محمود درويش "حانة للهو"، هذا بالضبط ما وصل إليه السوريون في رحلة الانتقال من صيحات الحرية إلى صرخات الموت الجماعي الذي ابتدعه نظام الأسد وصفق له العالم المتخاذل.

ترى ما الذي ستفعله المعارضة السياسية في جنيف سوى استجداء الحل من بين مصالح الدول الداعمة، ومحاولة الحصول على وعد زائف بالانتقال السياسي أو حكومة مشتركة مع أزلام النظام هذا في أقصى ما يمكن تحقيقه على المدى المنظور.

النظام الذي يبدو أكثر تماسكاً بعد سلسلة انتصارات على الأرض، ووجود داعمين أوفياء يعتبرون مصير الأسد جزءا من صراعهم مع بقية العالم، هذا النظام لن يمنح المعارضة ما تشتهيه من نصر سياسي وهو في عز قوته كما يعتقد، في حين أبى أن يعترف بها في أوج ضعفه.

أما المعارضة في حقيقة الأمر فهي اليوم تعيش فترة نكوص شديدة، وخصوصا في الفجوة التي حصلت بينها وبين حاضنتها الشعبية في ظل إخفاقات متتالية لها على كل الصعد، واختراقها القسري من منصات محسوبة على النظام وداعميه في موسكو والقاهرة، وبعض المستقلين الذين لا يرون من مانع أخلاقي أو وطني في بقاء بشار الأسد في سدة الحكم، ويرون في المعارضة عصابات إرهابية تخدم أجندات مموليها.

بعد كل هذا الترنح لا بد من وقفة حقيقية تخرج المعارضة والثورة من مأزقها التاريخي وعلى الأرض، وهو أن تخرج من مؤتمرات لن تصل بها إلى نيل استحقاقات الدم الذي دفعه الشعب، وستبدو كفريق فاوض على الدم كرمى مقاعد بائسة في سلطة الغد التي يريدها العالم، وهذا يعني أن تتخذ خطوة فائقة الذكاء والحكمة، وتعفيها من المساءلة في قادم الأيام.

على المعارضة اليوم أن تخرج بكل جرأة لتقول للسوريين حقيقة ما يجري لا أن تجمّل الخديعة، وببساطة وبجملة واحدة: (لقد فشلنا...والحرب الشعبية التحريرية هي الحل)، وهذا يعني خلاصها أولاً من حمل عبء أي نتائج تبقي الأسد ومجرميه سواء بانتخابات مزورة أو اتفاق تحت الضغط.
لماذا الحرب الشعبية التحريرية هي منجاة المعارضة وقبل ذلك منجاة البلاد من ويلات بقاء الأسد؟...لأن حقيقة الأمر أن سوريا واقعة تحت عدة احتلالات ليس من السهل أن تتخلص منها بالمفاوضات فلم يسبق أن خرج محتل بالحوار.

إيران وروسيا ومعهما كل عصابات الأرض لن تخرج من البلاد، ولن تتخلى عن نظام الأسد الذي يؤمن لهما مخارج قانونية في البقاء، فهما دخلا البلاد بحجة الدعوة من حكومة شرعية، وهذا يعني أن مصير بقائهما واحد، ويجب أن يخرجا مع ربيبهما الأسد دفعة واحدة...والحل في الحرب التحريرية الشعبية التي يبيحها القانون الدولي للبلدان والشعوب القابعة تحت الاحتلال.

حرب شعبية تحريرية تسقط كل الرايات المستوردة، وتعيد للسوريين غبطة أيام الثورة الأولى، وتسقط الذرائع للقادمين من أجل استمرار الموت السوري حتى أولئك الذين يدّعون ايمانهم بقضية السوريين العادلة بعد افتضاح نوايا الداعمين والمحتلين.

*من كتاب "زمان الوصل"
(189)    هل أعجبتك المقالة (176)

أبو أحمد

2017-12-01

يسلم فمك ياأستاذ ناصر لقد شخصت الداء بشكل صحيح ووصفت الدواء الناجع, سورية بلد تحت احتلالات وعصابة بشار ليست سوى واجهة لهذه الاحتلالات هم يعطونه " شرعية نظام" وهو يعطيهم شرعية التواجد في سورية, والشعب السوري فقط هو من يقدر أن يقلب الطاولة وأن يغير هذه المعادلة الخسيسة.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي