قال رئيس "المجلس المشترك لسورية الديموقراطية" "رياض درار" إن هناك دولا مضمونة الدعم من أجل إعمار دير الزور، وهي فرنسا وأمريكا وبريطانيا، لافتا إلى أن تجربة مدينة الرقة كانت جيدة في التعامل مع الدول التي قدمت وعودا بالدعم.
وكشف "درار" في حوار مع "زمان الوصل"، عن مؤتمر دولي عقد في إيطاليا شاركت فيه دولتان عربيتان هما الإمارات والكويت من أجل إعادة إعمار الرقة، مشيرا إلى أن السعودية أيضا بات لها دور في الرقة، مؤكدا أن ما يسري على مدينة الرقة سيسري على دير الزور أيضا.
واستبعد حدوث اشتباك بين "قوات سوريا الديموقراطية" وقوات النظام، على أساس التفاهم الأمريكي الروسي، سيما وأن نهر الفرات يفصل بين هاتين القوتين..فإلى التفاصيل:
- دير الزور اليوم باتت ممزقة بين العديد من القوات..ما هي خطتكم لهذه المدينة؟
*مجلس دير الزور المدني مازال قيد التأسيس وهو يعمل جاهدا من أجل تقديم خطة عمل لتجاوز ما جرى في دير الزور بعد كل هذا الدمار.
- هل تتوقع أن يكون هناك اشتباك بين قوات النظام و"قوات سوريا الديموقراطية"؟
*ضمن التفاهم الروسي الأمريكي، ليس من الممكن أن يكون هناك اشتباك بين الطرفين، سيما وأن نهر الفرات يفصل بين القوتين، فالجزيرة الآن تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، والشامية تحت سيطرة قوات النظام.. وإذا تم الاعتداء على قوات سوريا الديموقراطية سيكون هناك رد، إلا أننا لسنا في معرض الاشتباك مع النظام.
- هل ترى أن وجود "سوريا الديمقراطية" في "الجزيرة" والنظام في "الشامية" حالة طبيعة وحل سوري؟
*هذا هو الحال في عموم سوريا، لذلك نحن نتجه للعمل على النظام الفيدرالي، وهو لا يعني الانفصال عن سوريا الموحدة، كل ما نريده الإدارة الذاتية للمناطق السورية، وهو ما نعمل عليه في كل اللقاءات، فنحن نرى أن شكل سوريا القادم هو فيدرالي ويجب أن يكون ذلك ضمن الدستور السوري الجديد.
هناك تقسيم في النفوذ والتوجهات، فإدلب تحت سيطرة الإسلاميين، والنظام يزعم أنه يريد سوريا المفيدة وفق قواعد الاستبداد، ونحن نرى أن الحل يكون بالفيدرالية.
- إذا قبلنا النظام الفيدرالي.. السؤال؛ هل استشرتم الشعب؟
*منذ العام 1920 كان يقوم على المؤتمر السوري مجموعة من المثقفين والمفكرين ورجال الدين السوريين، وصنعوا مملكة دستورية فيدرالية، وهذا النظام الذي الفيدرالي الذي تأسس لم يتغير إلا في العام 1930، وتغير الاسم، ثم دعني أتحدث بكل شفافية من كان يستشير الشعب السوري، كان الشعب السوري في كل المراحل يصوت. ومن ثم جاءت دساتير حزب البعث، فهل تمت استشارة الشعب، والآن نحن ننشد من النظام الفيدرالي أن يكون هناك حقوق للإنسان قبل حقوق الأوطان. المواطنة هي حدود الوطن المرهون بالقائد الأحد، بينما اليوم نقول إن المناطق يمكن أن يديرها أهلها.. وهم قادرون على تنميتها اقتصاديا دون أن يتم استغلالها من المركز، وتبقى الحقائب السيادية من حصة المركز.
- هذا الشعب الذي نتحدث عنه في دير الزور لم يعد موجود أصلا.. فعن أي فيدرالية تتحدث؟
*أهالي دير الزور لجؤوا إلى مناطق سوريا الديمقراطية هربا من النظام، وهذا يعني أنهم اختاروا تلك المناطق لأنهم وجدوا فيها الأمان، وبالتالي هم من اختاروا هذه المناطق واتجهوا إلى مناطق "سوريا الشمالية". ثم نحن المجلس المدني في دير الزور نعمل على التواصل مع الدول من أجل إعادة الإعمار.
النظام جاء إلى دير الزور من أجل أن يستنفد المواد ومن أجل أن يحقق مصالحه وليس مصالح الشعب السوري، وبالتالي هنا التنافس مع النظام على هؤلاء الناس الذين خرجوا منذ العام 2011 ضد النظام ليجدوا حياة جديدة لهم، وأعتقد أننا سنكون الأكثر تأثيرا على هؤلاء الناس من النظام الذي بات مكشوفا للجميع.
- هل هناك وعود أو إشارات بدعم دولي لمدينة دير الزور؟
*بعد تحرير الرقة، تسلم المجلس المدني في المدينة شؤون المدينة وبدأ بالتواصل الدولي، حتى أن وزير الدولة السعودية زار المحافظة بعد تحريرها. واجتمع المجلس في روما مع 11 دولة من بينها الكويت والإمارات وتلقى وعودا بالدعم من أجل إعادة الإعمار.
وهذا الأمر ينطبق على دير الزور، كما يحدث في الرقة، وهناك دول مضمونة في إطار إعادة إعمار دير الزور.
- من هي هذه الدول المضمونة؟
*أمريكا، ألمانيا، بريطانيا، فرنسا.. ودول أخرى.
- هناك وضع مأساوي في دير الزور.. هل ثمة منظمات تقدم الدعم للمدنيين؟
*هناك منظمات فاعلة في دير الزور وبدأت تتواصل معنا، إلا أنها في العموم لا ترغب بالتصريح عن نفسها، بسبب طبيعة الصراع في سوريا.
- ماذا عن دور العشائر في دير الزور؟
*العشائر جزء من التركيبة الاجتماعية في دير الزور، وطبيعة البنية الاجتماعية لا يمكن أن تتجاوز العشائر، هناك تواصل بين مجلس سوريا الديمقراطي وبين العشائر.. لأنهم سيساهمون في الاستقرار المجتمعي. وقد حصل مؤتمر للعشائر في الرقة وكان له دور، وسيكون ذلك أيضا في دير الزور.
- هل تعتقد أنها لها دور؟
*لا يمكن أن نخرج من ثوبنا العشائري، وما يميز هذه العشائر أنهم متعلمون ومثقفون، ولكن لن يكون المنطق هو المنطق العشائري في الحكم والتنظيم؟
ماذا عن مستقبل "قوات سوريا الديموقراطية" في دير الزور والرقة؟
*ستكون هذه القوات من أجل الحماية والاستقرار في تلك المناطق، إلى أن تستعيد هذه المناطق وضعها الأمني.
عبدالله الغضوي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية