أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد "داريا".. إخلاء "اللوّان" لتحقيق سوار إيراني حول دمشق

داريا - أرشيف

يتواصل مسلسل التهجير الذي يقوم به النظام برعاية إيرانية لسكان محيط العاصمة دمشق الذين ثاروا على الأسد، ويشكلون عقبة في وجه إتمام مشروع إيران الطائفي بسوار شيعي يخنق دمشق في بحثٍ إيراني حثيث على تشييع المدينة لأجل انتقامها التاريخي.

وكان نظام الأسد قد سعى في الفترة السابقة إلى إخلاء مناطق المعارضة الملاصقة للعاصمة بناء على تعليمات إيرانية للخلاص من الحاضنة الشعبية المعارضة، وإفراغ هذه المناطق عبر سلسلة من المصالحات التي نصت على نقلهم إلى شمال سورية (إدلب)، وهذا ما تم بالضبط في مدينتي "داريا" و"معضمية الشام"، وظهرت دلالات هذا التوجه مع الأيام الأولى لدخول الميليشيات الإيرانية لمدينة "داريا" والصلاة في مقام "سكينة" بحضور شخصيات دينية عراقية وإيرانية.

مدينة "معضمية الشام" دمرت بنسبة تتجاوز 70% وتم تهجير أهلها قبل اتفاق المصالحة ومن بقي من سكانها تم حصارهم في الأحياء القديمة مع فرض قيود على حركتهم مما استدعى خروج بعض العائلات أيضاً بعد الاتفاق، والإبقاء على حيّين طائفيين هما الحي الشمالي والحي المجاور لمطار "المزة" العسكري ويضم عائلات جنود النظام والشبيحة.

بالأمس تكتمل دائرة التهجير بقرار جديد لمحافظة دمشق بإخلاء منطقة "اللوّان" في "كفرسوسة" والتي خاضت معارك السلم والسلاح مع قوات النظام ونقطة ضغط على مقاره الأمنية والعسكرية.

وشهدت السنوات الأولى مقاومة شرسة لسكان الحي الذي يتوسط البساتين المحيطة في "كفرسوسة" وامتدادها الحقيقي، وأما المظاهرات فشكلت رافعة لثورة الأحياء الدمشقية.

وفي حديث نقله موقع "سيريانديز" الموالي قال مدير تنفيذ المرسوم /66/ بدمشق "جمال يوسف": "مع بداية العام القادم سيتم العمل على تنفيذ المنطقة التنظيمية الثانية للمرسوم التشريعي /66/، وستوزع الإنذارات للمنطقة والبدء بإخلاء منطقة "اللوان"، حيث أنهت المديرية تثبيت الملكيات لحوالي 16 ألف دعوى قضائية، وتم الانتهاء من 85% من أعمال الحصر والتوصيف للمنطقة نفسها"..

والمرسوم 66 الذي أصدره رأس النظام في عام 2012 والذي ينص على إحداث منطقتين تنظيميتين هما: المنطقة الأولى: تنظيم منطقة جنوب شرق المزة من المنطقتين العقاريتين مزة – كفرسوسة، والثانية تنظيم جنوبي المتحلق الجنوبي من المناطق العقارية مزة - كفرسوسة - قنوات بساتين - داريا - قدم.

المدعو "جمال يوسف" استطرد بما يوحي بنوايا النظام عن تحميل المواطنين وزر عدم التزام المحافظة بالتعويض لهم عن هدم بيوتهم: "تم دراسة حوالي 6500 طلب سكن بديل في المنطقة التنظيمية الأولى وسيتم في نهاية هذا الشهر الإعلان عن مستحقي السكن، ولكن للأسف هناك عدد كبير من الأضابير فيها نقص في الوثائق وتقاعس المواطنين عن استكمالها".

النظام باشر حسب "يوسف" بتنفيذ البنى التحتية للمشروع في تأكيد على السعي للتغيير الديموغرافي بأسرع وقت: "تم تنفيذ حوالي 90% من البنى التحتية وتنفيذ 12 كم من الأنفاق وأن العمل في المرحلة الأولى سينتهي مع بداية الشهر الثالث".

النظام يواصل سعيه الصامت نحو تغيير ديموغرافيا سوريا في كل بقاع الوطن الذي يوزع الأسد ما بقي منه على حلفائه في إراقة دم السوريين.

ناصر علي - زمان الوصل
(111)    هل أعجبتك المقالة (147)

ابراهيم محمد

2018-09-24

1818.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي