كبير المفاوضين محمد صبرا لـ"زمان الوصل": روسيا تريد إلغاء المرحلة الانتقالية في "سوتشي"

قال كبير المفاوضين في وفد "الهيئة العليا للمفاوضات" إلى جنيف "محمد صبرا" إن الواقعية التي يتم الحديث عنها في الآونة الأخيرة لا تعني القبول بالإملاءات الروسية للحل السياسي، مؤكدا أن كل من يقبل بمؤتمر "سوتشي" الروسي يجب أن يتم استبعاده من مؤتمر "الرياض2".

وأضاف أن المساعي الروسية من عقد اجتماع "سوتشي" هو إلغاء المرحلة الانتقالية، التي نعتبرها المسار الضروري والأساسي للحل في سوريا، إلا أن روسيا تريد القفز على هذه المرحلة.

وتجنب صبرا الخوض في تحميل المسؤولية لأي شخصية من المعارضة السورية، حول انحراف مسار التفاوض في جنيف، بعد أن تحول النقاش من المرحلة الانتقالية إلى الحديث عن السلال الأربع.. فإلى تفاصيل الحوار:

*يبدو أن المؤتمر لم يحن وقت انعقاده نتيجة الظروف السياسية الإقليمية حول سوريا، ففي حين كان الوقت المحدد للمؤتمر في 18 من الشهر الجاري، إلا أنه لم يتم التأكيد على موعد انعقاده وعلى الأرجح –ربما- لن يكون في ذلك الموعد، رغم أن الخارجية الروسية أعلنت أنها وجهت الدعوة للجهات المشاركة، إلا أن الواقع كل من يشارك في هذا المؤتمر يجب أن يتم استبعاده من مؤتمر الرياض.

*مشكلة مؤتمر "سوتشي" أنه يريد إلغاء المرحلة الحاكمة الانتقالية، ففي بيان جنيف لدينا مرحلتان المرحلة الأولى المرحلة الانتقالية، وحسب بيان جنيف، فإن الهيئة الحاكمة الانتقالية وحسب نص المادة التاسعة (الفقرة ب)، هي التي ترعي مؤتمر حوار وطني لتضع صيغة دستور للبلاد، ونتائج الحوار الوطني ستكون ملزمة في الصياغة الدستورية التي ستعرض على الاستفتاء العام، وبحسب جنيف أيضا يقول إنه خلال المرحلة الانتقالية يتم عقد المؤتمر الوطني .. واليوم روسيا تذهب إلى ما تقول إنه مؤتمر حوار وطني من دون المرحلة الانتقالية، فهي عمليا تريد إلغاء المرحلة الانتقالية.

*عندما صدر بيان جنيف1 في العام 2012 كان عدد الشهداء في سوريا أقل من عشرين ألف شهيد، اليوم الأسد وصل إلى مرحلة الإجرام والدموية مستخدما كل أنواع الأسلحة بحق الشعب السوري بما فيها السلاح الكيماوي.. والواقعية السياسية تقول إن هذا النظام لا يمكن أن يتعايش مع السوريين بعد كل هذه الجرائم، لا يمكن لهذا النظام أن يكون ضامنا لوحدة السوريين وإعادة بناء هويتهم .. الحل في سوريا يجب أن يزيل التوتر والاحتقان ويعيد للسوريين وجودهم، وهذا لا يكون مع بقاء الأسد، الواقعية ليست على الإطلاق القبول بالأسد.. الواقعية مع النظام باتت تقسيم وتثبيت الأمر الواقع وهذا أمر مرفوض.

*المرحلة الانتقالية، ضرورية لإراحة المجتمع السوري وأن يخرج من حالة الدم التي فرضها النظام، ومحاولة إنتاج النظام بالشكل الحالي هي عملية استمرار للاقتتال الداخلي وربما الإقليمي، ومن هنا يأتي حرصنا على المرحلة الانتقالية التي يكون فيها كل السوريين شركاء في إعادة بناء وطنهم.. المطلوب هو بيئة ناضجة للاستقرار ومن دونها لا يمكن أن يكون حل. 

*هذا إطار نناقشه ضمن الهيئة العليا للمفاوضات وفي سياقه التنظيمي، وبالطبع نحن لدينا مشكلة بنوية في الذهنية السياسية السورية سواء معارضة أو نظام، ولكن دعني أقول إنه ليس من الجيد عملية جلد الذات في كل مرة.

*هذه قضايا قيد النقاش والحقيقة هناك عملية شفافة في النقاش ولا يغيب عنها النقد والتقويم في أروقة الهيئة العليا للمفاوضات.

*حتى الآن الأمور كما هي، إلا أن هناك تطورات كبيرة في كل المشهد الإقليمي، وربما يؤثر ذلك على انعقاد الجولة، وفي العشرين من هذا الشهر سيكون هناك قرار حول المشاركة في جولة جنيف.