روت صحيفة كويتية واقعة عجيبة تشبه حكبات الأفلام، تتمحور حول تزوير جنسية كويتية استفاد منه عدد من السوريين، ومنهم شخص حصل على وظيفة في وزارة الدفاع الكويتية وبقي فيها مدة عقد من الزمن، وتعالج على نفقة الكويت، بفضل هذه الجنسية المزورة.
ووفقا لصحيفة "الرأي" الكويتية، فقد بدأت القصة من شخص خليجي (لم يتم ذكر اسمه) انتحل صفة مواطن كويتي توفي خلال اجتياح العراق للكويت، وقد حصل الخليجي على جنسية المتوفى وجميع مستنداته، بل وأضاف إلى ملفه 11 خليجيا وسورياً على أنهم أبناؤه، وتقاضى مقابل ذلك عشرات آلاف الدنانير الكويتية.
وانكشفت القضية مع ورود معلومات إلى "الإدارة العامة للجنسية"، مفادها بأن خليجيا تقدم عام 1994 إلى الإدارة وأدلى ببيانات غير صحيحة، منتحلاً صفة مواطن كويتي توفي في أيام الاجتياح، ولم يتم استخراج شهادة وفاة للكويتي الميت ولم تثبت حالة وفاته في سجلات الدولة، وتم دفنه في منطقة برية، فضلا عن أن الميت لم يكن متزوجا أصلا ليكون لديه أبناء.
وعلى خلفية هذه المعلومات تم ضبط "الكويتي المزيف"، الذي اعترف بأنه "أكمل مسيرة" كويتي متوفى وانتحل صفته مستغلا حسن نية الموظف في إدارة الجنسية، حيث تقدم إليه بطلب بدل "فاقد جنسية" وقدم له صورته الشخصية واستطاع استخراج جنسية كويتية باسم الكويتي المتوفى.
وبعد حصوله على "فاقد جنسية"، استخرج الرجل جميع المستندات الكويتية باسم المواطن المتوفى، مرفقا ذلك بعقد زواج صوري، تمهيدا لإضافة أشخاص في ملفه على أنهم أبناؤه، وعددهم 11 فردا، بينهم خليجيون وسوريون، لقاء أموال طائلة قبضها منهم.
ووفق التقرير فقد تمت إحالة "الكويتي المزيف" وأحد أبنائه "المزيّفين" إلى التحقيق، في حين لم تتمكن السلطات بعد من إحضار الباقين لوجودهم خارج الكويت.
وكشفت القضية عن أبعاد أخطر، حيث كان أحد "المزيّفين" الـ11 (سوري الجنسية) يتلقى العلاج في الخارج على نفقة الدولة منذ العام 2015، وتم جلبه وتسليمه إلى مباحث الجنسية بعد ضبطه وفي حوزته مستنداته السورية الأصلية، ولما تكلم كانت المفارقة أنه لا يجيد الحديث باللهجة الكويتية، بل باللهجة السورية.
وأفادت المصادر أن المضبوط أقر بأنه دخل الكويت مرتين، الأولى عام 1998 والثانية عام 2000 بتأشيرة زيارة عائلية استخرجها له شقيقاه السوريان المقيمان في الكويت، وفي سنة 2004 قام المزوّر الخليجي بالاتفاق مع وسيط سوري لإضافة شاب سوري إلى ملف جنسيته، وبالفعل دخل الشاب البلاد بتأشيرة زيارة عائلية، حيث أضافه الخليجي إلى ملفه، واستخرج له جواز سفر وشهادة جنسيته وبطاقة مدنية مقابل مبلغ مبدئي يقدر بـ15 ألف دينار.
ومن ثم تقدم الشاب السوري للعمل في وزارة الدفاع، وتم رفض طلبه كونه لا يحمل شهادة دراسية، وبعدها أخبره "الأب المزيف" أنه تم قبوله كعسكري في وزارة الدفاع والتحق بالعمل هناك لمدة سنوات، وتمكن من التقدم إلى أحد البنوك بطلب قرض قيمته 30 ألف دينار سلمها لـ"الأب المزيف" والسوري الوسيط الذي ساعد على تجنيسه، حيث تقاسم الرجلان المبلغ بينهما.
وفي 2015 أصيب السوري بمرض استدعى إرساله للعلاج في الخارج على نفقة الدولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حتى تم كشف أمره، وتم وقف علاجه، فهرب من هناك إلى ألمانيا بجواز سفره الكويتي، حيث تم ضبطه من قبل السلطات الألمانية بطلب من الكويت.
وأدت التحقيقات مع السوري إلى إقراره بعدد من أسماء الخليجيين والسوريين الذين حصلوا على الجنسية الكويتية بالتزوير، وقد قامت مباحث إدارة الجنسية بحصر الأسماء والتأكد من صحتها تمهيدا لضبطهم جميعا وإحالتهم إلى النيابة العامة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية