"قيامة أرطغرول".. الموسم الرابع ينطلق اليوم وسط توقعات بمتابعة عربية واسعة

يبدأ يوم الأربعاء عرض الموسم الجديد من مسلسل "قيامة أرطغرول" التركي، وسط توقعات أن يحظى بنسبة متابعة عالية على شاشة القناة الأولى بالتلفزيون الرسمي، إضافة إلى عدد مشاهدات كبير للحلقات المترجمة إلى العربية في شبكة الإنترنت من قبل الجمهور العربي وخاصة اللاجئين السوريين والعراقيين في تركيا.

وتدور أحداث المسلسل التاريخي حول شخصية "أرطغرول بن سليمان شاه" جد العثمانيين زعيم قبيلة "كايلي" التركية وهو والد "عثمان الأول" مؤسس الدولة العثمانية.

وتمثل سيرة الرجل قصة تشكل نواة الدولة العثمانية على أنقاض دولة السلاجقة بعد رحيل قبيلته من منطقة تُركستان الشرقية الى منطقة الاناضول بسبب اقتراب خطر المغول من ديارها، ويلعب دوره في المسلسل الممثل التركي "انغين التان دوزياتان".

وتوقع المخرج "كمال الحسون" لـ"زمان الوصل" أن يحصد الموسم الجديد من المسلسل التركي أعلى نسبة من المشاهدة بين الأتراك والعرب خاصة مع وجود من يترجم حلقاته بشكل متتابع، وينشرها على شبكة الإنترنت، فالوصول إلى الحلقة في اليوم التالي لعرضها يصبح متاحاً مع الترجمة، مشيراً إلى أن المسلسل يعتبر من أفضل الأعمال الدرامية فنياً وحتى من ناحية نص المسلسل، فالكاتب والمنتج التركي "محمد بوزداغ" خطه بطريقة تشويقية ممتازة تفتقدها المسلسلات التاريخية والفنتازيا كما هو الحال بمسلسل "عمر" الذي تناول سيرة حياة الخليفة عمر بن الخطاب.

وقال المخرج الشاب إن المسلسل من الناحية الإخراجية مشغول بتكنيك عالٍ، ولا يظهر ممثل أمام الكاميرات عبثاً إضافة إلى أن لحاهم الطويلة طبيعية، وحتى الكومبارس والأشخاص المستخدمين بأدوار أقل من ثانوية، فحرس القادة ومن يمشون بعمق الصورة داخل القبيلة على سبيل المثال، هم ممثلون جيدون.

ويعتمد مخرج "قيامة ارطغرول" التركي "متين قوناي" على الكثير من القطعات في المشهد واختار الزاوية الممتازة للتصوير إلى جانب التصوير في منطقة ذات طبيعة خلابة قرية ريفا (riva) أو تشاياغزي (çayağzi) إحدى اجمل القرى الساحلية على البحر الأسود شمال مدينة اسطنبول، صاحبة طبيعة خلابة جعلت المسلسل يكون فعّالاً بالترويج لهذه المنطقة التي هي بالأصل وجهة للسياح، مراعياً تصوير أحداث فصل الخريف في وقتها وفصل الربيع أيضاً، وفق المخرج.

وأضاف "الحسون" أن تقنية الغرافيك المستخدمة ببعض المشاهد مبهرة مقارنة مع المسلسلات العربية التاريخية، وظهر ذلك جلياً في تصميم قلعة "فرنسان المعبد" من الخارج، في حين لعبت الإضاءة دوراً لإبراز الشخصيات الشريرة أو خيرة، لافتاً إلى أن أداء الشخصيات والتحول من الدور السلبي للإيجابي لبعض الشخصيات مثل "سالجان" زوجة شقيق "أرطغرول" وأيضاً دور حاكم حلب الأيوبي، هذا عدا أن الشخصيات مختارة بعناية.

ويؤخذ على المسلسل الذي يتميز بجودة عالية في الإنتاج والإخراج، والمؤثرات الموسيقية أنه يوصل فكرة عامة تقول إن المسلمين شعب دموي، عبر ربط عمليات القتل بصيحات يالله ...والله أكبر.. إلى جانب أن هذه الحقبة مليئة بالمؤامرات والدسائس، لذا يمكن أن تخلق صورة ذهنية عن شعوب المنطقة، وفق المخرج.

كما يؤخذ عليه المبالغة في بعض الجوانب، منها علاقة شيخ الصوفية "ابن العربي" مع "أرطغرول" ووالده "سليمان شاه" من قبله.

ويرى بعض الباحثين أن سبب نجاح هذا المسلسل الصراحة في الحديث وتخطي الحدود خطوطا حمراء رسمتها الحكومات العربية لصناعة المسلسلات التلفزيونية والأفلام، والتي تظهر على سبيل المثال باستبدال لفظة "الكفار" بلفظة "الفرنجة" في محاولة لتقديم هذه الشخصيات كشخصيات عربية بعيداً عن العقيدة الإسلامية التي تحملها، على عكس "قيامة أرطغرول" الذي احترم الأساس التاريخي ولعب على التفاصيل الصغيرة والقصص العاطفية وإظهار البطل مناصراً لكل مظلوم دون أي اعتبار لأي شيء آخر.

ويختلف مسلسل "قيامة أرطغرول" من ناحية المضمون عن منتجات الدراما التركية ذات المضمون التغريبي والتي غزت في السنوات العشر الأخيرة الشاشات العربية وغيبت المسلسلات العربية عن شاشات كانت ملعباً لمنتجي المسلسلات المصريين ثم من بعدهم السوريين، كما كسرت قاعدة الموسم الرمضاني، لأن عدد حلقاتها يفوق عدد حلقات المسلسل العربي بعشرات الحلقات، ما تسبب بإزاحة مسلسلات عدة من الدورات البرامجية لبعض القنوات العربية مقابل عرض مسلسل تركي واحد.

وكان منتج مسلسل أرطغرول "محمد بوزداغ" أكد في تصريحات لوسائل إعلام تركية أن مسلسل "أرطغرول"، سيستمر، وسيتناول حياة عصر نهضة "أورهان" و"ألب أرسلان"، وعثمان مؤسسي الدولة العثمانية.

لأنه يتناول ويشرح حكاية تأسيس الدولة العثمانية، وروح القيادية العالمية، والعقلية العالمية، والتصور الجيوسياسي، الذي يتمتعون به.