قال عون لـ»السفير« إن زيارته الى سوريا يجب ان تُقارب من زوايا حضارية وإنسانية وثقافية واستراتيجية لأن حصرها في البعد السياسي المحلي، هو تحجيم لها وتقزيم لقيمتها الحقيقية.
ونفى بشدة ان يكون قد بحث مع الرئيس بشار الأسد في الانتخابات النيابية وتركيب اللوائح، مؤكداً انه لا يقبل ولا يسمح لنفسه بأن يناقش مثل هذه المسائل الداخلية مع المسؤولين السوريين.
وشدد على انه لا يمكن له أن يخوض في أي شأن لبناني- لبناني مع القيادة السورية، ولكن » المشكلة أن البعض ممن اعتاد على ان يُشرك دمشق في كل شاردة وواردة وأن يذهب اليها لتركيب اللوائح الانتخابية، هذا البعض يعكس نفسيته عليّ ويفترض أنني أفعل ما كان يفعله هو«، ويضيف: لو كنا مثل الآخرين لما استقبلونا في سوريا على هذا النحو.
وأشار عون الى ان الآخرين يعتقدون أن زيارته الى سوريا تنطوي على مخاطرة، »أما من منظاري فأنا كنت أطبق قناعتي وأنسجم مع خياري الذي أريد ان أخوض الانتخابات النيابية على أساسه، بمعزل عن النتيجة المحتملة«.
وأضاف عون: للعلم، فإن بعض أعضاء تكتل التغيير والإصلاح وكوادر التيار ناقشوني في توقيت الزيارة واحتمال ان تكون لها انعكاسات سلبية قبل الانتخابات ولكنني صممت على القيام بها الآن، لأنني أريد ان أعرف في الانتخابات على أي ارض أقف وهل ان الشارع المسيحي معي في توجهاتي ام ضدي... أنا أرغب في هذا الاختبار ولا أخشى منه كما يظن البعض.
ولفت عون الانتباه الى انه في طبعه يتحمس للمعارك المستحيلة والقضايا المستحيلة »والتي أربحها في العادة«.
وأفادت المعلومات أن عون أبلغ سليمان أن »من يحل الملفات العالقة بين لبنان وسوريا ليس نحن وإنما الحكومة اللبنانية هي التي تتولى هذا الأمر بكل تفاصيله«.
واعتبرت أوساط رئيس تكتل التغيير والإصلاح ان عون »أقفل بزيارته الى قصر بعبدا كل أبواب التأويلات وأجهض محاولات زرع العصي في دواليب العلاقة بينه وبين رئيس الجمهورية«.
استعدادات لإنجاز التبادل الدبلوماسي
في هذا الوقت، تتواصل التحضيرات لإتمام عملية التبادل الدبلوماسي بين لبنان وسوريا قبل نهاية الشهر الحالي.
وبينما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن مصدر في وزارة الخارجية ان الحكومة ستتخذ في جلستها المقبلة قراراً بتعيين سفير لبنان الحالي في قبرص ميشال الخوري سفيراً في دمشق، نفى وزير الخارجية فوزي صلوخ هذا النبأ، وقال لـ»السفير« إن كل ما يتم تداوله حول اسم المرشح لتولي منصب سفير لبنان في دمشق لا يمت الى الحقيقة بصلة، ويندرج في إطار التخمينات والظنون ليس إلا، داعياً الى التوقف عن الاجتهادات وانتظار الإعـــلان الرســـمي عن اسم السفير الذي لم تتحدد هويته نهائياً بعد.
وأكد ان الأمور تسير على ما يرام والعمل جار على إنضاج الاسم قبل نهاية السنة، »ولكن لن نفرج عنه قبل أن تأتي الموافقة عليه من الحكومة السورية عملاً بالأصول الدبلوماسية والقاعدة ذاتها تنطبق على اسم السفير السوري«.
وأوضح صلوخ ان الجانب السوري استأجر مقراً مؤقتاً للسفارة في أحد أحياء بيروت (تردد أنه في منطقة الرملة البيضاء)، أما السفارة اللبنانية فستكون في منطقة أبو رمانة في دمشق حيت توجد لدينا كوزارة خارجية مكاتب، متوقعاً ان يتم افتتاح السفارتين وتعيين طاقمهما الوظيفي وبالتالي مباشرة العمل فيهما قبل نهاية الشهر الحالي، على أن يلتحق السفير المعين بمقر عمله لاحقاً.
وأكد صلوخ في بيان رسمي أن السفيرين اللبناني في دمشق والسوري في بيروت، سيعينان قبل نهاية العام الحالي »بناء لما تم الاتفاق عليه في قمة الرئيسين والبيان المشترك«.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية