أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رصاصة في عين بشار الأسد.. ناصر علي*

زهر الدين

مات عصام زهر الدين كأي طاغية صغير، وسوف يطويه الزمن كغيره من المجرمين الذين نذروا أرواحهم السوداء للدفاع عن أسيادهم، وربما تشيعه مدينته السويداء كأحد أبطالها بعد أن تعطى الأوامر بالخروج قسراً بفتاوى شيوخ العقل وفرع الأمن العسكري بقيادة وفيق ناصر.

مات عصام زهر الدين وسط المدينة التي دمرها على رؤوس أهلها بحجة محاربة داعش التي خرجت بأمان أمام عيون المحررين، وأما أهلها ففروا في الصحراء هائمين ليحموا أبناءهم من قصف مجنون من كل جبهات الحرب على الإرهاب بجنسياتها المختلفة.

مات المجرم كله لكن فكرته باقية، وبالأمس مع نبأ مقتله خرجت كل سموم الحقد ممن يشبهونه في المنطق والطريقة، وممن يؤمنون بفكرته السوداء، دهماء ورعاع كانوا أم شعراء وصحفيين وساسة...في يوم حزنهم على القاتل خرجوا ليرددوا كلماته عن نزع الجنسية والانتقام ممن قتله أي كل السوريين الذين في الطرف الآخر.

لم تنته أسطورة الجريمة بنهاية طاغية صغير كزهر الدين، ولم تصل البلاد إلى أمانها ففي كل حي وقرية ومدينة يتكاثر هؤلاء كالفطر العفن يطاردون البشر بالرصاص والتجويع والطرد، وكلاب التفتيش عن الضحايا في بيوتهم وصحاريهم ومهجرهم.

ليس مهماً كيف مات زهر الدين، ومن قتله، لغم أم طلقة في العين الوقحة، قناص حزب الله أو مفخخة داعش، من خالفهم الرأي والأمر أو ممن يرون ضرورة أن يكون هناك قربان شحن الحقد دائماً في الطريق إلى موت الآخرين، واستنهاض همم المجرمين الصغار.

نعم سيفرح كثر في الغوطة وحمص والمنطقة الشرقية بمقتل سفاح صغير، ويرون فيه بعض العزاء بأولئك الذين مزق جثثهم في (سقبا) بغوطة دمشق، وشهداء (بابا عمرو)، وكل المشردين والمحاصرين والموزعة قبورهم في دير الزور...لكنها طيف ابتسامة فطابور الطغاة الصغار يصل إلى حيث الرأس المحشو بالحقد في قصر المهاجرين.

على مدار السنوات السبع الدامية قتل كثيرون من (شاكلة) زهر الدين، وكان السوريون يعدون قتلاهم والقتلة الذين تبادلوا أدوار الذبح على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، والمرتزقة الذي دفعت بهم كل دول الأرض إلى بلد وديع لينهبوا ويقتلوا فقط تحت رايات مختلفة في اللون والهتاف، وكل هؤلاء نالوا من أعناق الأبرياء سواء من أتوا لنصرة القاتل الكبير، أو من جاؤوا تحت راية نصرة المظلوم فانقلبوا لجامعي أموال ومقاولين.

لكل هذا لن يكون موت زهر الدين سوى بعض ثأر سواء بأيدي أربابه أو مفخخة عابرة، ولن يثمر إلا عن طيف ابتسامة شامتة تمر سريعة على شفاه أهالي ضحاياه، وأما جموع المشيعين والمعزّين والحزانى الكاذبون فهم من أعطى الشرعية لرصاصه القاتل خشية أم عن قناعة، وأكثر ما يمكن أن يوصف موته بأنه ليس أكثر من طلقة في عين الطاغية الأكبر بشار الأسد..رصاصة لا تكفي لانتزاع بلاد من بين أسنان الموت.

*من كتاب "زمان الوصل"
(187)    هل أعجبتك المقالة (185)

طاهر حسن

2017-10-20

عصام زهر الدين بطل وانتم كتاب زمان الوصل عملاء مأجورين.


أحمد الغريب

2017-10-31

.........مالازم أكثر من سطر خبر موجز عن هيك وسخة....


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي