أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"جلال طالباني".. من مهد الصوفية إلى مكائد "فن الممكن"

تميز الطالباني بالحنكة السياسية - جيتي

مع ورود نبأ وفاة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني بسبب مرض عضال صارعه على مدى خمس سنوات تقفز إلى الذاكرة فترة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وترحيبه الحار بالرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بعد توليه سدة الحكم في بغداد بين عامي 2005 و2014، كأول رئيس كردي لهذا البلد الذي مازال يعاني تبعات ذلك الغزو.

وكان طالباني، الذي توفي في أحد المستشفيات الألمانية قد خضع لعمل جراحي عام 2008 قبل أن ينقل لألمانيا عام 2012 إثر إصابته بجلطة دماغية.

تميز الطالباني بالحنكة السياسية واستغل عداوات دول الجوار لمقارعة الجيش العراقي والحكومات العراقية في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حتى أن رؤساء الفروع الأمنية في محافظة الحسكة كانوا يقولون إن جلال الطالباني يكرر زياراته إلى دمشق فيستقل سيارة "حاكم الجزيرة" محمد منصورة للوصول إلى القصر الرئاسي بدمشق. 


اسم الطالباني الكامل، هو "جلال حسام الدين نور الله نوري طالباني"، ولد عام في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 1933 لأسرة تتبع الطريقة القادرية الصوفية في قرية "كلكان" على سفح جبل "كوسرت" المطل على بحيرة "دوكان" في محافظة "السليمانية" منطقة نفوذ حزبه حالياً.

رئيس جمهورية العراق الراحل تخرج من كلية الحقوق في بغداء عام 1959 ويجيد إلى جانب اللغة الكردية اللغات العربية والفارسية والإنجليزية.

كان الطالباني عضواً في الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ عام 1947 وقاتل ضد حكومة "عبد الكريم قاسم" عام 1961 على جبهتي القتال في "كركوك" و"السليمانية"، ثم فاوض حكومة الانقلاب التي أطاحت بـ"قاسم" في شباط/ فبراير 1963.


وفي عام 1975 أسس الطالباني حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" ليبدأ القتال في 1976 بعد 10 سنوات من انشقاقه عن حزب "الديمقراطي الكردستاني" بقيادة "مسعود البرزاني"، إلى أن شن صدام حسين حملة عسكرية تسمى "الأنفال" لسحق هذه المعارضة في عام 1988، ما أجبر الطالباني على الفرار إلى إيران إلى أن خسر الجيش العراقي حرب الخليج الثانية وفرض الدول الغربية منطقة حظر جوي شمال العراق ليتشكل إقليم شبه مستقل في كردستان.

طالباني لعب دورا كبيرا في إسقاط حكم صدام حسين وفي صياغة دستور العراق لاحقا وكان عضوا بارزا بمجلس الحكم الانتقالي بعد سقوط بغداد، وقد يعود ذلك لعلاقته الجيدة بإيران، كما أن هذه العلاقة كانت سبب الخلاف الذي تطور إلى مواجهة عسكرية عام 1994مع "مسعود البرزاني" وحزب "الديمقراطي الكردستاني" صاحب الميول الغربية قبل توقيع اتفاق سلام في واشنطن عام 1998.


وعقب وفاة جلال طالباني زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني قائد المحور المقرب من إيران وروسيا في الوسط الكردي قبل أن يتم عامه الرابع والثمانين بشهر، يمكن القول إن مصير إقليم كردستان العراق خاصة بعد استفتاء 25 أيلول/ سبتمبر المنصرم، أمسى بيد رئيسه مسعود "البرزاني" وحزبه "الديمقراطي الكردستاني" المنافس التقليدي لتيار الطالباني وحزبه، الذي يتوقع مراقبون انقسامه بين نائبي الطالباني، "برهم صالح"، و"كوسرت رسول"، وبين زوجة الطالباني وأم ولديه "هيرو ابراهيم أحمد".

محمد الحسين - زمان الوصل
(608)    هل أعجبتك المقالة (594)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي