كشف ممثل الائتلاف الوطني السوري في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور "نجيب الغضبان"، عن نتائج اجتماع وفد الهيئة العليا للتفاوض مع المسؤولين الغربيين، وما دار من نقاشات حول الوضع السوري الراهن، ورؤية الغرب للتسوية السياسية.
وقال "الغضبان" في حوار مع "زمان الوصل" إن المنسقة العامة للاتحاد الأوروبي "فيديركا موغريني" بدت أكثر تساهلا مع نظام الأسد، من خلال طرح مشروع إعادة إعمار سوريا، على أن تكون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، إلا أنه أكد أن الموقف الأمريكي مازال متشددا حول الأسد.
وأشار إلى أن روسيا لم تتغير في منطقها حول العملية السياسية في سوريا، مبينا أنها مازالت تفكر في بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية، بل والترشح للانتخابات الرئاسية.. فإلى التفاصيل:
- كيف تقيم جولة العلاقات العامة التي أجراها وفد الهيئة العليا للمفاوضات في نيويورك؟
*كانت جولة جيدة ومهمة في التأكيد على موقف الهيئة العليا للمفاوضات من ثوابت الثورة، ولمسنا ثباتا في الموقف الأمريكي، وبعض الليونة في الموقف الأوروبي، فيما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على ثبات الموقف التركي حول سوريا أيضا.
- هل تلقت الهيئة العليا وعودا بمساعدات ودعم من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو من الدول الأخرى؟
*لم يكن هناك دعم مالي مباشر للهيئة العليا للمفاوضات، وإنما بعض المنظمات التابعة للاتحاد الأوروبي أكدت انها مستمرة في الدعم حتى في المناطق التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام".
- الكل يتساءل عن الموقف الأمريكي مما يجري في سوريا.. ما هي حقيقة هذا الموقف؟
*لا أعتقد أن الموقف الأمريكي تراجع في سوريا، ففي الاجتماع الأخير لمجموعة "المتفاهمين" حول سوريا في نيويورك، شددت واشنطن على أن يكون مشروع إعادة الإعمار التي تتحدث عنه المنسقة العامة للاتحاد الأوروبي "فيديركا موغريني" مرتبط بعملية الانتقال السياسي، بينما موقف "موغريني" يميل للعمل على إعادة الإعمار والبدء بالمناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
- هل فعلا أمريكا فوضت روسيا في سوريا؟
*بشكل رسمي لا يوجد أساس لهذا التصور، وإنما هناك تحليلات تميل إلى هذا التصور، أما من ناحية الموقف الأمريكي ومن خلال متابعتنا لما يجري هنا في واشنطن على العكس واشنطن أكثر تشددا حيال الأسد.
- برأيك ما هي استراتيجية أمريكا في سوريا؟
*أعتقد أن واشنطن تريد إنهاك كل القوى اللاعبة في سوريا لتفرض فيما بعد حلا ما، وهي لا تريد أن تدفع ثمنا كبيرا في الصراع السوري، باستثناء أولويتها محاربة تنظيم "الدولة".
- هل يمكن أن يكون هناك نوع من التنسيق الأمريكي الإيراني الروسي في سوريا؟
*هذا مستبعد في الولايات المتحدة الأمريكية، فهم يمكن أن يعملوا سوية مع روسيا في سوريا، لكن مع إيران لا يبدو ذلك ممكنا، خصوصا وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بدأ التصعيد ضد إيران في خطابه الأخير في الجمعية العمومية.
- ماذا عن ملاحقة رموز النظام المتورطين في جرائم الحرب؟
*في هذا الملف بالتحديد تم تحقيق تقدم جيد، خصوصا في الجمعية العامة، وللمرة الأولى في الجمعية العامة تتعامل مع هذا النوع من الجرائم، وتبنت إطار جمع الوثائق حول جرائم الحرب والتنسيق بين كل ما تم التوصل إليه في هذا الإطار، والآن المرحلة هي مرحلة تفعيل الآلية للمساءلة والمحاسبة. خصوصا وأنه تم تصويت فيتو في مجلس الأمن على رفع جرائم الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية. وكان التأكيد أمام الدول الغربية المساءلة والمحاسبة للمعارضة قبل النظام من أجل دفع هذه الدول للعمل بهذا الاتجاه.
- هل العمل مجد مع الجمعية العامة لمحاكمة الأسد على سبيل المثال؟
*نعم، من الممكن أن تنشئ الجمعية العامة محكمة خاصة وتكون طريقة عملها مع الدول التي تتعامل مع الجمعية العامة، بالإضافة إلى القضايا المرفوعة ضد النظام في الكثير من المحاكم الأوروبية.
- ما هي المعطيات عن مؤتمر "الرياض2"؟
*الحقيقة لا يوجد هناك أحد يملك تصورا عن "الرياض2"، حتى المملكة العربية السعودية يبدو أنه لا يوجد صورة كاملة ماذا يمكن الخروج من "الرياض2".
- هل هناك ضمانات دولية ما بعد "الرياض2" على أن يكون تفاوض جدي وملزم مع النظام؟
*هذا السؤال بالتحديد تمت مناقشته مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي دعانا إلى العمل مع منصة موسكو، وقال إنه كان يعمل في بلاده في البرتغال مع المعارضة الذي لا يتفق كثيرا معها، وكان ردنا المشكلة ليست في العمل مع المعارضة من أي تيار آخر، لكن المشكلة العمل مع معارضة تشبه النظام وربما تكون هي النظام نفسه.
عبدالله الغضوي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية