أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حزب يميني يستخدم اللاجئين ورقة ضغط على "ميركل" في الانتخابات الألمانية

ميركل تدلي بصوتها - جيتي

بدأ حزب "AFD" وبعض الحركات والمنظمات الصغيرة المنغلقة حالة تأجيج ضد اللاجئين السوريين في ألمانيا بالتساوق مع الانتخابات التي بدأت يوم الأحد. وانتشرت العشرات من اللافتات في محطات القطارات ومواقف الباصات تذكّر بقصة اللاجئ وزوجاته الأربع، وكانت وسائل إعلام عالمية تناقلت في تشرين الأول -أكتوبر من العام الماضي قصة لاجئ سوري بعدما تكشّف أنه متزوج من 4 نساء ولديه منهن 23 ابناً بينهم 10 ذكور، وإنهم يحصلون جميعاً على مساعدات سنوية تقدر بنحو 320 ألف يورو من هيئات الرعاية الاجتماعية الألمانية من دون ضرائب، حسبما نشرت بعض التقارير آنذاك، وطالبت لافتات أخرى اللاجئين بالعودة إلى بلادهم بحجة أن ألمانيا لا تريد أن تزعج شعبها واقتصادها بمشاكلهم التي لا تنتهي.

وتوافد الألمان على صناديق الاقتراع صباح الأحد لاختيار أعضاء البرلمان أو "بوندستاغ" والمستشارة أو المستشار، ويعتبر النظام الانتخابي الألماني كما يقول المحلل السياسي "جودت جيران"- المقيم في ألمانيا- نظاماً معقداً نوعاً ما لجمعه بين النظام الفردي والقائمة النسبية، حيث يحق لكل ناخب ألماني بلغ 18 من العمر الإدلاء بصوتين صوت مباشر لمرشحه وصوت ثان لقائمة الحزب على مستوى الولاية، ويعتبر الصوت الثاني هو الأهم لأنه -حسب قوله- يشكل مقياس قوة الأحزاب الحقيقية في صناعة القرار السياسي الألماني.

وفي سياق تعليقه على الدعاية المحرضة ضد اللاجئين لفت "جيران" إلى أن "سياسة حزب AFD لا ترفض وجود اللاجئين بالمطلق وإنما تحاول مراجعة سياسة قبول اللاجئين لإرضاء بقية الأحزاب أو لتسجيل نقاط سياسية على ميركل وإظهارها بمظهر السياسية التي أخطأت وبالغت في تعاطفها مع اللاجئين".

ويصنّف "AFD" بأنه حزب عنصري مناهض للأجانب بشكل عام وولد من رحم حركة "بيغيدا" العنصرية التي تعادي الأجانب وتتذرع بالإرهاب الذي تسميه "الإرهاب الإسلامي"، حسب زعمها.

وأكد "الجيران" أن "هذا الحزب لا يعدو كونه ظاهرة صوتية ليس أكثر وإن وسّع نشاطاته مؤخراً بعد موجة اللجوء الكثيفة وقدوم أعداد كبيرة جداً من السوريين والعراقيين والأفغان إلى ألمانيا".

ويحاول هذه الحزب وبعض الأحزاب اليمينية -كما يقول- جعلها قضية رأي عام وربطها بالجانب الاقتصادي، وخاصة فيما يتعلّق بالضرائب.
ولفت محدثنا إلى أن "هذه الأحزاب وبعض الحركات والمنظمات الصغيرة المنغلقة تحاول دوماً تأجيج الرأي العام عند حدوث أي مخالفة وحتى لو كانت فردية من أحد اللاجئين".

وقلّل "الجيران" من احتمال صعود الأحزاب اليمينية في الانتخابات الحالية ولكن هذا لا ينفي –كما يقول- وجود شعبية لها لا يُستهان بها في بعض الولايات الألمانية، وقد تزيد من مقاعدها وتحاول التأثير على قرارات اللاجئين، ولكن ليس بالدرجة الخطيرة، حيث إن المجتمع الألماني تحكمه القيم الإنسانية التي تطغى على السياسات في بعض الأحيان.

وأبان محدثنا أن "هذه الأحزاب غالباً ما تستفيد من السلبيات أو الجرائم أو المخالفات التي قد يرتكبها اللاجئون على غرار قصة اللاجئ وزوجاته الأربع التي بدأت هذه الأحزاب المتاجرة بها عبر وسائل إعلامها الخاصة بشيء من الغضب والسخرية على غرار إحدى الدعايات المحرضة".
وبلغ عدد الناخبين المسجلين في الانتخابات الألمانية أكثر من 61 مليونا وأما العدد المتوقع لمقاعد البرلمان لهذه الدورة فقد بلغ 598 مقعدا تزيد أحيانا حسب نتائج كل حزب على مستوى الولايات أو بسبب القائمة النسبية.

ويرجح أن يقوم ثلث الألمان بالتصويت في هذه الانتخابات عبر البريد بحسب استطلاع للرأي ويعتبر البرلمان أو "بوندستاغ" الألماني مصدرا للسلطات التشريعية وتقوم الحكومة بمهمة التنفيذ كما يعتبر انتخاب المستشار أو المستشارة من مهامه.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(95)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي