"الرعاع في معجم المعاني هم سفلة الناس وغوغاؤهم..شكراً لمن وصفنا بالرعاع لأننا دافعنا عن مستقبل أبنائنا"، هذا بالضبط ما كتبه الممثل الشبيح بشار إسماعيل في تلميح لرد وزير التربية على الحملة التي يقودها ناشطون على "فيسبوك" وبعض الفنانين والصحفيين من أجل تعيير المناهج التي فضحت عورة النظام العلماني وإدارته للعملية التربوية وفق الهوى الأسدي.
قد تكون هي المرة الأولى التي ينطق بها مسؤول في نظام الأسد بالحقيقة، والرعاع هو الوصف الدقيق الذي أزعج بشار إسماعيل ومن هم على شاكلته من الطائفيين الذين تفوح السموم من منشوراتهم وتصريحاتهم التي وصلت لأن يصف الأخير بشار الأسد وحسن نصر الله بأنهما "الحسن والحسين".
نعم..رعاع من وضعوا المنهاج الجديد ومن يهاجمونه من صنف بشار إسماعيل والذين ذهبوا في نقدهم إلى ملاحظات فيما يبدو أنها نية مبيتة أو فرصة لإلغاء ما يريدون، وإعادة رسم منهاج يمجد انتصارات المجرم، ويمحو من ذاكرة السوريين تاريخاً لا يريد الرعاع قراءته.
أما النية المبيّتة فهي ما تم الإعلان عنه في جملة المطالب التي وضعها أعضاء "مجلس الشعب" من فئة (إسماعيل) أمام وزير التربية، وهي إلغاء مادة التربية الدينية من منهاج الصف الابتدائي بحجة أن الأولى تعليم الطالب اللغة ومن ثم يصار إلى تعليمه الدين، وهذا ما رد عليه وزير التربية بقوله إن هذا المنهاج موجود ويدرّس في سوريا منذ خمسين عاماً.
في منشور آخر يبدع إسماعيل شعراً ونثراً في تحقير "هزوان الوز" (وزير التربية في حكومة الأسد)، فيكتب: "عذرا هوازن لا تلعب ...مع شعب للعزة يصنع ....لا تلعب مع فكر ينمو .....ويقدم نورا ما أروع ...في الأرض كان ظلام الجهل ....فحرقنا الظلمة بالعلم وسمونا بالعالم أجمع"...تلك ببساطة اللغة التي يفهمها علية القوم في بلاط الأسد ويرمون بها من يرون أنه ليس من جلدتهم حتى لو كان من عبيد سلطانهم.
يتابع الشبيح إسماعيل تحقيره لوزير التربية ويصفه بالولد والأهبل: "سوريا يا أهبل أرض ...لله ولنوره نركع ...لا تلعب لعبة شيطان .....فاللعب علينا لا ينفع ...اسحب منهاجك يا ولدا ....وارحل صوب الزمن الأكتع".
وسبق هذه المنشورات ما سمي برسالة من إسماعيل إلى وزير التربية ورئيس الحكومة كل فيها الاتهامات بـ "الدعوشة" للأخيرين وبأنهما ينفذان أجندة خارجية تندرج ضمن المؤامرة على سوريا، ومرر في رسالته كل ما يدعيه نظامه وأن التاريخ والعلم سيلعنهما إلى أبد الآبدين، وبنفس المصطلحات توافق إسماعيل وصحفيو (الطائفة) على اتهاماتها وكلها تتقاطع مع مفردة (الدعوشة) متناسين أن نظامهم هو أكثر المستفيدين من "داعش"، وأن كل السوريين باستثنائهم متضررون منها.
في رسالته إلى سالفي الذكر يقول إسماعيل: "أوصلت بكم الأمور لاعتبار أن العصور القديمة بدأت باختراع الأبجدية، والعصور الوسطى بدأت بالعصر الأموي والعصور الحديثة بدأت بمعركة حطين ..أهذا هو التاريخ أيها السفلة الجهلة"...لقد كان من الأجدى أن يكون التاريخ كما يراه الرعاع بدأ مع الأسد وانتهى معه، وأن سورية مزرعة، والأمويون محتلون، والإيرانيون الأشقاء ليسوا ورثة فارس بل هم أهلنا الذين طردوا وعادوا إلينا اليوم لينتقموا...هو بشار إسماعيل عندما يتحدث عن الشرف.
*من كتاب "زمان الوصل"
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية