أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصعب سويد.. اعتقله حافظ 14 سنة وصفاه بشار بشهر واحد

الأب محمود وولديه عبد الكافي ومصعب.. قصة تختصر إجرام الأسدين ومآسي السوريين

"تعوا (تعالوا) استقبلوه.. إفراج"، بهذه الكلمات أو بما يشبهها أخبر رجل مخابرات الأسد ذوي "مصعب محمود سويد" قبل يوم واحد فقط، وفي اليوم التالي كان الأهل "يستقبلون" من انتظروه جثة هامدة، مشفوعة بعلامات سخرية وشماتة ممن سلمهم الجثة على باب فرع الأمن.

إنها بلا شك لحظات قهر ووجع لاتنسى، ولكنها تبدو على هولها مجرد تفصيل واحد في قصة "مصعب" وعائلة "سويد" الحمصية، كما هي بالمقابل نقطة من محيط إجرام النظام، الذي يقول للجميع إن حقده "باق ويتمدد" من الوالد إلى الولد.

بدأت مأساة "مصعب" مع نظام الأسد، منذ كان طفلا على عهد حافظ، حيث اعتقل والده "الشيخ محمود سويد" من وجهاء حمص المعروفين، وقضى في مذبحة سجن تدمر الرهيبة صيف 1980، مع مئات المعتقلين.

وكعادتها، اعتقلت مخابرات حافظ الأسد حينها كلا من الطفلين "مصعب" وشقيقه "عبد الكافي" عام 1978 مع والدهما وزجت بهما في تدمر، لكنهما نجيا من المجزرة، وخرجا لاحقا من سجن تدمر، بعد أن غدا كل واحد منهما رجلا، وبعد أن قضيا قرابة 14 عاما، في سجن يعد اليوم الواحد منه بألف سنة لوحشته وظلامه وظلم من يديرونه.

ومرت سنوات، وورث "بشار" البلد من أبيه، ومن ضمنها ملفات المعتقلين والمناوئين له، الذين يبدو أنه كان يتحين الفرصة لتصفية من فات والده أن يصفيهم، وهذا ما تثبته بالدليل قصة "مصعب" وأخيه "عبد الكافي".

ففي أحد أيام شهر شباط/ فبراير من عام 2013، اعتقل "عبد الكافي" الملقب "أبو محمد" على حاجز للنظام في مدينة حمص، وما هي إلا أيام حتى تم تسليم جثته، وعلى جسده آثار تعذيب، وعدة طلقات، منها واحدة في رأسه.

وفي 19 آب/ أغسطس من 2017، اعتقلت مخابرات بشار الأسد "مصعب سويد" واقتادته إلى أحد فروعها، وما هو إلا شهر حتى كان ذووه يستلمونه جثة هامدة، بتاريخ 18 أيلول/ سبتمبر الجاري.

وكان ذوو "مصعب" المكنى "أبو عبدالله" قد تلقوا قبل ذلك اتصالا من أحد الأفرع الأمنية "يبشرهم" بأن "مصعب" قد نال "الإفراج" وأن بإمكانهم أن يأتوا ليستقبلوه، وعندما ذهبوا إلى المكان الموعود في التوقيت المحدد، بكل ما في قلوبهم من لهفة وشوق، وجدوا أحد رجال الأمن يتلقاهم بوجه يقطر شماتة وهو يصعقهم بعبارة "مشي حالو مات"، ويدعوهم لتسلم جثمانه، ليلحق "مصعب" بوالده وأخيه، وتكتمل حلقة إجرام نظام عقيدته الأولى سفك دم السوريين، وإزهاق أرواحهم.

"مصعب" وشقيقه ووالدهما ليسوا الوحيدين الذين قتلهم نظام الأسدين من آل سويد في حمص، فهناك إلى جانبهم العديد ممن وثقت أسماؤهم، ومنهم سميه "مصعب سويد" الذي قضى تعذيبا في سجون النظام ربيع 2014، وهناك "محمود سويد" الذي قضى في 2011، وكلاهما يقال إنهما ابني عم لـ"مصعب محمود سويد"، وإنها ابنين لكل من عبد الساتر ومحمد سويد، من ضحايا سجن تدمر، وهما من ضمن قائمة أطول من ضحايا "آل سويد" في ثمانينات القرن الماضي.

زمان الوصل
(268)    هل أعجبتك المقالة (249)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي