أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد 40 عاما.. الأرجنتين تحاكم مركتبي جرائم حرب

عانت الأرجنتين من دكتاتورية كانت من أعنف الدكتاتوريات في أميركا اللاتينية

أصدرت محكمة توكومان (شمال الأرجنتين) التي كانت مسرحا لأعمال قمع عنيفة قام بها العسكريون من 1975 إلى 1983، أحكاما أمس بالسجن مدى الحياة على ستة أرجنتينيين لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.

ومن بين المتهمين ال11 الآخرين في القضية، تمت تبرئة 7 أشخاص وحكم على أربعة آخرين بالسجن بين 4 الى 18 عاما، بعد محاكمة استمرت 15 أشهرا وتمحورت حول 266 جريمة ضد الإنسانية.

وعلت هتافات الترحيب التي أطلقها حوالى مئة من الناشطين وذوي الضحايا الذين احتشدوا امام المحكمة، لدى صدور الحكم. من بين المدعين ست نساء كن حوامل لدى حصول عمليات القمع، ولا تزال منظمة جدات ساحة أيار/مايو تبحث عن أبنائهن.

وكانت الرئيسة السابقة ايزابيل بيرون (1974-1976) أصدرت الأمر بالقمع عبر إرسال قوات إلى هذه المنطقة، حتى قبل بدء الدكتاتورية العسكرية (1976-1983).

وفي تصريح صحافي، قال المدعي المكلف القضية "بابلو كامونا"، "هذه حالة فريدة من نوعها في الأرجنتين، ترافقت مع احتلال عسكري في داخل البلاد، لأن الجيش تمركز في جنوب محافظة توكومان كما لو أنه يقوم بعملية احتلال في بلد أجنبي".

وأضاف أن العسكريين أجروا في هذه المنطقة "إحصاءات ورقابة على الأرض وتدخلا شاملا في الحياة الاجتماعية لكل قرية، وأنشأوا قواعد ومراكز سرية موزعة في كل أنحاء محافظة توكومان".

وأوضح المدعي "تمكنا خلال المحاكمة التي تحدث فيها أكثر من 400 شاهد، من إعادة تكوين الخطوط الأساسية للفصل الأول من الخطة المنهجية لاضطهاد السكان وإبادتهم والحالة الأولى لإرهاب الدولة في تاريخنا".

وتذرع المحامون الذين دافعوا عن العسكريين الملاحقين بمرسوم رئاسي تحدث عن "القضاء على العناصر المخربين" لتبرير تلك العملية العسكرية التي اختفى خلالها آلاف الأشخاص واضطهدوا وأرغموا أيضا على الإقامة في المنفى.

وشهدت "توكومان" في تلك الفترة قدوم عدد كبير من المنظمات اليسارية المسلحة التي تم تفكيكها خلال العملية من خلال استهداف القادة العماليين والطلاب في المقام الأول.

وعانت الأرجنتين من دكتاتورية كانت من أعنف الدكتاتوريات في أميركا اللاتينية، وخلفت 30 ألف مفقود، كما تقول منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

فرانس برس
(123)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي